Mustafa Hasan's Reviews > ثلاثية غرناطة
ثلاثية غرناطة
by
by

مراجعتي لرواية ثلاثية غرناطة على اليوتيوب، مع كثير من المقتطفات
---
رواية هي برأيي من أجمل الروايات العربية، وهي رواية ثلاثية غرناطة للكاتبة الراحلة رضوى عاشور، تم اصدارها في ثلاث اجزاء ابتداءا من سنة الف وتسعمئة واربعة وتسعين باسم غرناطة ومريمة و الرحيل
خلفية تاريخية
نحن نعرف ان المسلمون حكموا اسبانيا لسبعة قرون وكانت لديهم ممالك مزدهرة قدموا فيها للانسانية الكثير، حتى آل الامر الى سقوط ممالكهم شيئا فشيئا فسقطت اشبيلية وقرطبة وغيرها من الممالك، وبقت لوحدها مملكة غرناطة صامدة لمدة مئتي عام حتى سقطت في عام الف واربعمئة واثنين وتسعين على يد مملكة قشتالة واراجون المسيحيتين
تبدأ احداث الثلاثية في هذه السنة بالذات، عن اسرة بسيطة تعيش في حي البيازين في غرناطة عمادها الجد ابو جعفر الوراق الذي يمتهن حرفة الوراقين وهي تدوين ونسخ الكتب في ذلك العصر، ومن اسرته زوجته الجدة ام جعفر، وزوجة ابنه المتوفى ام حسن، واحفاده حسن وسليمة ، وينضم الى القصة سعد ونعيم الصبيين الذين يعملان في دكان ابو جعفر
اذا هؤلاء هم الشخصيات في بداية الرواية، فماذا لو عرفت ان الرواية سوف تمتد الى مئة سنة للامام، نعم هذه الاسرة ستتمسك بغرناطة وبهويتها على مدى مئة عام ستذوق فيها انواع الظلم والقهر ، الاطفال الصغار في بداية القصة سيكبرون وينجبون ذرية تكمل المشوار وتعاصر كل الاحداث التي تحصل وتوابعها على حياة الناس، وكل الالم والأمل الذي عاشه المسلمون بعد سقوط غرناطة،
نحن هنا نقرأ تاريخ مئة عام ولكن ليس بأسلوب المؤرخين الجاف ولكن بالروح والحياة التي تبثها الكاتبة في شخصياتها البسيطة من الفقراء ومتوسطي الحال الذين هم ليسوا ملوكا ولا فرسان، وهذه هي ميزة الرواية فهي تركز على حياة اولئك الاغلبية الذين لم يسجلهم التاريخ.
في الرواية نتعرف على مناطق عريقة في غرناطة لازالت موجودة للآن ، حي البيازين بحواريه الضيقة وبيوته المزينة وقرميده البني، نهر شنيل ونهر حدرة ، منطقة عين الدمع والمدن التي حولها من مالقة وبلنسية، وتتعرف على شيء من ثقافتهم وحكاياتهم واسلوب حياتهم.
سؤلت الكاتبة رضوى عاشور عن التشابه الكبير بين قصة الاندلسيين في الرواية مع قضية فلسطين وفعلا هناك شبه بالفعل، و لكن الكاتبة ردت برفض قاطع وقالت حينما اريد ان اكتب عن فلسطين سوف اكتب، وكان موقفها الرافض لانها لا تسلم بضياع فلسطين كما ضاعت جالاندلس، اي ان نكبة الاندلسيين انتهت بنكبة اخيرة وهي رحيلهم اما الفلسطينين فترجو الكاتبة الا يكون مصيرهم بهذا السوء، ولكن تبقى الرواية مستلة من التجربة الفلسطينية ومتأثرة بها.
اسلوب الرواية يصف حقا مافي الحياة من جمال ،، نصوص الرواية تعبر عن نظرة طفل مدهوش للتو يكتشف العالم ،، فمثلا قرية البيازين في الرواية هي مثل أي قرية في العالم،، لكنها تغدو مفعمة بالحياة والألق عندما نقرأها في هذه الرواية،،لذلك فإن شخصيات الرواية ليست مجرد اسماء مكتوبة في السطور ،، بل شخصيات حية محفورة في قلوب القراء ،، كم كانت الكاتبة الكبيرة رضوى عاشور قاسية في روايتها حين اوجعت قلوبنا بما حل بعائلة أبي جعفر الوراق عبر الأجيال..
الرواية عميقة جدا في المصداقية التاريخية المتقنة وطرح قضايا كثيرة أهمها الهوية المستنزفة عبر الزمن ، والشتات والغربة والوحدة والموت والحياة والحب،،
هل قرأت الرواية او سمعت عنها؟ هل تشدك قصة الأندلس ؟
---
رواية هي برأيي من أجمل الروايات العربية، وهي رواية ثلاثية غرناطة للكاتبة الراحلة رضوى عاشور، تم اصدارها في ثلاث اجزاء ابتداءا من سنة الف وتسعمئة واربعة وتسعين باسم غرناطة ومريمة و الرحيل
خلفية تاريخية
نحن نعرف ان المسلمون حكموا اسبانيا لسبعة قرون وكانت لديهم ممالك مزدهرة قدموا فيها للانسانية الكثير، حتى آل الامر الى سقوط ممالكهم شيئا فشيئا فسقطت اشبيلية وقرطبة وغيرها من الممالك، وبقت لوحدها مملكة غرناطة صامدة لمدة مئتي عام حتى سقطت في عام الف واربعمئة واثنين وتسعين على يد مملكة قشتالة واراجون المسيحيتين
تبدأ احداث الثلاثية في هذه السنة بالذات، عن اسرة بسيطة تعيش في حي البيازين في غرناطة عمادها الجد ابو جعفر الوراق الذي يمتهن حرفة الوراقين وهي تدوين ونسخ الكتب في ذلك العصر، ومن اسرته زوجته الجدة ام جعفر، وزوجة ابنه المتوفى ام حسن، واحفاده حسن وسليمة ، وينضم الى القصة سعد ونعيم الصبيين الذين يعملان في دكان ابو جعفر
اذا هؤلاء هم الشخصيات في بداية الرواية، فماذا لو عرفت ان الرواية سوف تمتد الى مئة سنة للامام، نعم هذه الاسرة ستتمسك بغرناطة وبهويتها على مدى مئة عام ستذوق فيها انواع الظلم والقهر ، الاطفال الصغار في بداية القصة سيكبرون وينجبون ذرية تكمل المشوار وتعاصر كل الاحداث التي تحصل وتوابعها على حياة الناس، وكل الالم والأمل الذي عاشه المسلمون بعد سقوط غرناطة،
نحن هنا نقرأ تاريخ مئة عام ولكن ليس بأسلوب المؤرخين الجاف ولكن بالروح والحياة التي تبثها الكاتبة في شخصياتها البسيطة من الفقراء ومتوسطي الحال الذين هم ليسوا ملوكا ولا فرسان، وهذه هي ميزة الرواية فهي تركز على حياة اولئك الاغلبية الذين لم يسجلهم التاريخ.
في الرواية نتعرف على مناطق عريقة في غرناطة لازالت موجودة للآن ، حي البيازين بحواريه الضيقة وبيوته المزينة وقرميده البني، نهر شنيل ونهر حدرة ، منطقة عين الدمع والمدن التي حولها من مالقة وبلنسية، وتتعرف على شيء من ثقافتهم وحكاياتهم واسلوب حياتهم.
سؤلت الكاتبة رضوى عاشور عن التشابه الكبير بين قصة الاندلسيين في الرواية مع قضية فلسطين وفعلا هناك شبه بالفعل، و لكن الكاتبة ردت برفض قاطع وقالت حينما اريد ان اكتب عن فلسطين سوف اكتب، وكان موقفها الرافض لانها لا تسلم بضياع فلسطين كما ضاعت جالاندلس، اي ان نكبة الاندلسيين انتهت بنكبة اخيرة وهي رحيلهم اما الفلسطينين فترجو الكاتبة الا يكون مصيرهم بهذا السوء، ولكن تبقى الرواية مستلة من التجربة الفلسطينية ومتأثرة بها.
اسلوب الرواية يصف حقا مافي الحياة من جمال ،، نصوص الرواية تعبر عن نظرة طفل مدهوش للتو يكتشف العالم ،، فمثلا قرية البيازين في الرواية هي مثل أي قرية في العالم،، لكنها تغدو مفعمة بالحياة والألق عندما نقرأها في هذه الرواية،،لذلك فإن شخصيات الرواية ليست مجرد اسماء مكتوبة في السطور ،، بل شخصيات حية محفورة في قلوب القراء ،، كم كانت الكاتبة الكبيرة رضوى عاشور قاسية في روايتها حين اوجعت قلوبنا بما حل بعائلة أبي جعفر الوراق عبر الأجيال..
الرواية عميقة جدا في المصداقية التاريخية المتقنة وطرح قضايا كثيرة أهمها الهوية المستنزفة عبر الزمن ، والشتات والغربة والوحدة والموت والحياة والحب،،
هل قرأت الرواية او سمعت عنها؟ هل تشدك قصة الأندلس ؟
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
ثلاثية غرناطة.
Sign In »
Quotes Mustafa Liked

“ليس الجحيم أن تصطلي بنار جهنم،بل بنار قلبك وهو مروع،مضطرب ،وواهن،ولأن الكلام.. كل الكلام يجرحك!”
― ثلاثية غرناطة
― ثلاثية غرناطة

“تنتظر حتى يهبط الليل و يأوى اهل الدار الى فراشهم فتسرج القنديل و تقرأ فيتسع السجن,رويدا رويدا يتسع ثم تتبدد قضبانه فى ضوء شمس تسطع من الكتاب و عقلها.”
― ثلاثية غرناطة
― ثلاثية غرناطة

“قام عليّ، أدار ظهره للبحر، وأسرع الخطو ثم هرول ثم ركض مبتعدا عن الشاطىء والصخب والزحام. التفت وراءه فأيقن أن أحدا لم يتبعه، فعاد يمشي بثبات وهدوء، يتوغل فى الأرض، يتمتم: لا وحشة في قبر مريمة!”
― ثلاثية غرناطة
― ثلاثية غرناطة

“و في وحشة سجنك ترى أحبابك أكثر لأن في الوقت متسعا ، و لأنهم يأتونك حدبا عليك في محنتك و يتركون لك أن تتملى وجوههم ما شئت و إن طال تأملك”
― ثلاثية غرناطة
― ثلاثية غرناطة

“تلتهم النار الكتب، تفحم أطرافها، تجفف أوراقها، تلتف الورقة حول نفسها كأنما تدرأ النار عنها ولا جدوى، فالنار تصيب الكتب وتأكل وتلتهم وتأتي عليها سطرا سطرا وورقة ورقة وكتابا بعد كتاب”
― ثلاثية غرناطة
― ثلاثية غرناطة
Reading Progress
Comments Showing 1-4 of 4 (4 new)
date
newest »

message 1:
by
Heba
(new)
-
rated it 5 stars
Apr 08, 2019 11:01PM

reply
|
flag

عدت للتو من زيارة لبعض مناطق الأندلس و ساعدني ذلك في تخيل السياق المكاني للرواية. و لم أزل أقارن القصة و الشخوص بفلسطين كما أشرت في مراجعتك، و كما أشارت الكاتبة في محاضرتها.
ان كنت لا زلت في مزاج الأندلس، أنصحك بقراءة رواية البشرات لإبراهيم عيسى.

عدت للتو من زيارة لبعض مناطق الأندلس و ساعدني ..."
شكرا لك اختي الاستاذة غدير على الفاتي للمحاضرة المذكورة، قرأتها فوجدتها مرثية عظيمة تستخلص مافي الرواية من رسالة، فعلا جميلة هي قصة الأندلس والأجمل ان يزورها المرء ويتجول بين حواريها وهو بهذا التعمق والمعرفة بتاريخها، شكرا لك ولتوصيتك برواية البشرات.