Amira Mahmoud's Reviews > المختصر
المختصر
by
by

سأخبركم سرًا؛ أنا أكره كل ما هو مثاليّ وكل ما يسعى إلى أن يكون كذلك، كل ما هو كامل وكل ما يسعى إلى أن يكون كذلك.
كل فلسفة/أيدلوجية/مذهب/ديانة تسعى إلى هدف واحد وهو جعل العالم أفضل ولو قليلاً مما هو عليه الآن، هذه الفلسفات تحترمها، تأخذها على محمل الجد، تقرأ كل منها وتنقدها وتفاضل بينها وبين الأخريات بينما تلك التي تسعى إلى جعل العالم هو "الأفضل" آراها كمأساة!
هذا العالم، تلك اليوتيوبيا التي نحلم أن يتحول لها يومًا لن تحدث، سيظل العالم يحمل كل الأضداد بداخل أحشاؤه، سيظل يتصارع بداخله كل ما هو خيّر وكل ما هو شرير، وسيظل هذا هو ما يجعل له معنى حتى لو لم يتصارع كل منهما بتوازن وحتى وإن انتصر الشر كما يقولون، تلك هي طبيعة العالم وذلك هو قانونه، حين تأتي لتخبرني أن كسر هذا القانون، ومقاومة هذه الطبيعة سيجعل من العالم هو "الأفضل" لا تنتظر مني حتى مجرد النقد، لا شيء إلا السخرية.
لا أعلم الكثير عن الفلسفة الرواقية، ولا عن فلاسفتها فلم اقرأ عنها سوى فصل كتبه راسل في كتابه تاريخ الفلسفة الغربية؛ الفلسفة القديمة ثم فصل عن سينيكا في كتاب عزاءات الفلسفة، وبخلاف اقتراحات الأصدقاء للقراءة لماركوس إيريليوس التي بدأت تنهال عليّ منذ بدأت قراءة المختصر لإبكتيتوس فلم يكن لديّ من المعرفة عنها الكثير وبعد ما قرأت لا أرغب حتى في تكوين تلك المعرفة لذا سأكتفي بنقد أفكار أبكتيتوس، ولن أدعي أن نقدي هذا يشمل الفلسفة الرواقية ككل فالبعض يقول أن الفلسفة الرواقية عنده لم تكن بالنضج الكافي.
يقول أبكتيتوس أنه عليك ألا ترغب في تلك الأشياء التي ليس بيديك الحصول عليها، ألا تحزن حين تفقد شيئًا أو حين يعوزك شيئًا ولا تستطيع الحصول عليه؛ وألا تحزن حين تبتلى وألا تجزع.
ذلك الذي يجعل من الإنسان جماد، لا غرائز ورغبات، ولا حتى مجرد شعور؛ يرغب في أن يحمله ثقل أكثر مما يحتمل.
ذلك لن يجعلك منك قديسًا، ولن يجعل منك إنسانًا خيّر، هو فقط سيجعلك شخص بهواجس شتى يرغب في كبحها والتخلص منها، شخص غير سويّ لا يتقبل رغباته كجزء لا يتجزأ منه عليه ألا يستسلم لها بشكل مطلق وألا يكبحها بشكل مطلق، ستجعلك تلك الفلسفة إنسان يصارع رغباته وعيوبه كما لو كان يصارع شيطان مجسد.
في كثير من المواضع تنطلق نصائح أبكتيتوس من دافع ديني، ذلك الذي جعلني في كثير من المواضع أشعر كما لو أنني أقرأ مزيج من اللاهوت المسيحي والصوفية الإسلامية بخلاف أن ها هنا الإله هو زيوس حينًا وحينًا آخر هو الآلهة لكن تبقى فلسفة التقشف، التواكل، النظر إلى الحياة بنظرة لامبالية يعتقد هؤلاء أنها تُسمى زهد هي فلسفة رديئة إلى الحد الذي أخجل فيه حين أعتبرها فلسفة.
ترجمة عادل مصطفى جيدة كلغة، جيدة في إيصال المعنى بشكل سهل الهضم حتى أنه يدل على هضمه هو نفسه للمضمون لكنه مترجم سيء في عرض المحتوى بشكل منظم وجيد؛ الكثير من التكرار على مدار محتوى الكتاب الصغير، والكثير من اقتباسات وجمل إسلامية وعربية لم أستسيغ وجودها حتى وإن كانت ملائمة للغاية للموضوع.
عشوائية السرد؛ تارة تجده يتحدث وتارة أخرى تجد الحديث على لسان أبكتيتوس، وتارة يتداخل الأثنان بشكل تشعر معه بالتيه.
أحببت بعض الأقتباسات حين اقتطعتها من سياق فلسفتها الرديء في نظري.
وفي رأيي؛ تلك الفلسفة للمساكين!
تمّت
كل فلسفة/أيدلوجية/مذهب/ديانة تسعى إلى هدف واحد وهو جعل العالم أفضل ولو قليلاً مما هو عليه الآن، هذه الفلسفات تحترمها، تأخذها على محمل الجد، تقرأ كل منها وتنقدها وتفاضل بينها وبين الأخريات بينما تلك التي تسعى إلى جعل العالم هو "الأفضل" آراها كمأساة!
هذا العالم، تلك اليوتيوبيا التي نحلم أن يتحول لها يومًا لن تحدث، سيظل العالم يحمل كل الأضداد بداخل أحشاؤه، سيظل يتصارع بداخله كل ما هو خيّر وكل ما هو شرير، وسيظل هذا هو ما يجعل له معنى حتى لو لم يتصارع كل منهما بتوازن وحتى وإن انتصر الشر كما يقولون، تلك هي طبيعة العالم وذلك هو قانونه، حين تأتي لتخبرني أن كسر هذا القانون، ومقاومة هذه الطبيعة سيجعل من العالم هو "الأفضل" لا تنتظر مني حتى مجرد النقد، لا شيء إلا السخرية.
لا أعلم الكثير عن الفلسفة الرواقية، ولا عن فلاسفتها فلم اقرأ عنها سوى فصل كتبه راسل في كتابه تاريخ الفلسفة الغربية؛ الفلسفة القديمة ثم فصل عن سينيكا في كتاب عزاءات الفلسفة، وبخلاف اقتراحات الأصدقاء للقراءة لماركوس إيريليوس التي بدأت تنهال عليّ منذ بدأت قراءة المختصر لإبكتيتوس فلم يكن لديّ من المعرفة عنها الكثير وبعد ما قرأت لا أرغب حتى في تكوين تلك المعرفة لذا سأكتفي بنقد أفكار أبكتيتوس، ولن أدعي أن نقدي هذا يشمل الفلسفة الرواقية ككل فالبعض يقول أن الفلسفة الرواقية عنده لم تكن بالنضج الكافي.
يقول أبكتيتوس أنه عليك ألا ترغب في تلك الأشياء التي ليس بيديك الحصول عليها، ألا تحزن حين تفقد شيئًا أو حين يعوزك شيئًا ولا تستطيع الحصول عليه؛ وألا تحزن حين تبتلى وألا تجزع.
ذلك الذي يجعل من الإنسان جماد، لا غرائز ورغبات، ولا حتى مجرد شعور؛ يرغب في أن يحمله ثقل أكثر مما يحتمل.
ذلك لن يجعلك منك قديسًا، ولن يجعل منك إنسانًا خيّر، هو فقط سيجعلك شخص بهواجس شتى يرغب في كبحها والتخلص منها، شخص غير سويّ لا يتقبل رغباته كجزء لا يتجزأ منه عليه ألا يستسلم لها بشكل مطلق وألا يكبحها بشكل مطلق، ستجعلك تلك الفلسفة إنسان يصارع رغباته وعيوبه كما لو كان يصارع شيطان مجسد.
في كثير من المواضع تنطلق نصائح أبكتيتوس من دافع ديني، ذلك الذي جعلني في كثير من المواضع أشعر كما لو أنني أقرأ مزيج من اللاهوت المسيحي والصوفية الإسلامية بخلاف أن ها هنا الإله هو زيوس حينًا وحينًا آخر هو الآلهة لكن تبقى فلسفة التقشف، التواكل، النظر إلى الحياة بنظرة لامبالية يعتقد هؤلاء أنها تُسمى زهد هي فلسفة رديئة إلى الحد الذي أخجل فيه حين أعتبرها فلسفة.
ترجمة عادل مصطفى جيدة كلغة، جيدة في إيصال المعنى بشكل سهل الهضم حتى أنه يدل على هضمه هو نفسه للمضمون لكنه مترجم سيء في عرض المحتوى بشكل منظم وجيد؛ الكثير من التكرار على مدار محتوى الكتاب الصغير، والكثير من اقتباسات وجمل إسلامية وعربية لم أستسيغ وجودها حتى وإن كانت ملائمة للغاية للموضوع.
عشوائية السرد؛ تارة تجده يتحدث وتارة أخرى تجد الحديث على لسان أبكتيتوس، وتارة يتداخل الأثنان بشكل تشعر معه بالتيه.
أحببت بعض الأقتباسات حين اقتطعتها من سياق فلسفتها الرديء في نظري.
وفي رأيي؛ تلك الفلسفة للمساكين!
تمّت
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
المختصر.
Sign In »
Reading Progress
October 9, 2016
–
Started Reading
October 9, 2016
– Shelved
October 22, 2016
– Shelved as:
philosophy
October 22, 2016
– Shelved as:
translated
October 22, 2016
–
Finished Reading
Comments Showing 1-15 of 15 (15 new)
date
newest »

message 1:
by
Mohamed
(new)
Oct 18, 2016 12:10PM

reply
|
flag

بعد قراءة الكتاب أعتقد إني مش مهتمة أوي بالفلسفة الرواقية وأصحابها

الحقيقة أن الحياة لن تكون فيها كمال ومهما حاول المرء الوصول إلى الكمال سيجدها ناقصة وهذه طبيعتها

"
مين سمح لك أصلاً تقول رأيك في رأيي؟ مين طلبه منك أصلاً؟

والله يا صديق مش فاكرة وجه التشابه أوي بس تمام :D

والله يا صديق مش فاكرة وجه التشابه أوي بس تمام :D"
لا يمكن انا اختلط بيا الامر، بس فكرة ان الواحد مش بيحب تقديم الوجوه المثالية زيادة عن اللزوم، لان لا شئ بهذه المثالية ممكن تحقيقه
بس تمام برضه عجبني بجد الفكرة وعذرا لو التبس بيا الامر
كلامك زين الزين
ريفيو حلو وحقيقي جداً .
ريفيو حلو وحقيقي جداً .