إلام مزيود's Reviews > لا تقولي إنك خائفة
لا تقولي إنك خائفة
by
by

الأعمال الإنسانية من هذا النوع تصيبني بالكآبة، بعد إنهائها مباشرة، تدخلني في دوامة من الخوف والألم، غير أن هذه الرواية وجدت فيها بصيص الأمل وروح التحدي في الجملة التي كانت تستوقفني بين الحين والآخر: "لا تقولي إنك خائفة"
لم أحس بهذه الأحاسيس المتناقضة منذ قرأت رواية " بينما ينام العالم" للكاتبة سوزان أبو الهوى، التي تناولت بدورها التطهير العرقي في إحدى القرى الفلسطينية، كانت أم البطلة تقول لها في كل مرة: " أيا كان شعوركِ، أكبتيه في داخلك"
أما أب سامية بطلة هذه الرواية فكان يقول لها دائما: " لا تقولي إني خائفة"
هذا النوع من الروايات الإنسانية مؤلم جدا، يجعلني منحازة له بكل جوارحي، أما هذه وبالإضافة لما أسلفت ذكره فقد حطمت قلبي، وأنا أطرح على نفسي سؤال متكرر مع كل صفحة أقلبها: " أيعقل أن يولد المرء ويموت فقط ليتجرع العذاب؟"
لماذا يجد البعض كل شيء مسخر أمامهم بمجرد نزولهم من بطون أمهاتهم، وتمنحهم بلدانهم شعور جميل ينجلي تحت شعار " أنت إنسان"؟ في حين بلدان أخرى تجعلك تحس أنك معاقب فقط لأنك ولدت على رقعتها وحدودها الجغرافية، عليك أن تستعد لأسوأ ما يمكن تخيله، عليك أن تتأقلم مع الحروب، الجوع، الفقر، الأمية... عليك أن تدفع عقوبتك بأي شكل من الأشكال، فأنت أدنى من أن تعامل كإنسان!
السؤال الآخر الذي طرحته على نفسي بشدة: " ماذا لو خافت سامية؟ هل كانت هذه الرواية بين يدي الآن؟
ينطلق بنا الكاتب الإيطالي في هذه الرواية من الصومال، حيث سامية الطفلة التي اختارت العَدوَ هوايتها، أو الهواية التي سكنتها، الطفلة التي تحدت الفقر والجوع، ثم التنظيمات الإرهابية، الطفلة التي لم تسمح لحجر عثرة أن يثنيها عن مرادها ويوقفها عن تحقيق حلمها في تمثيل الصومال البلد الذي لم يقدم لها سوى الاحتقار!
سامية الطفلة التي لم تنكسر حتى بعد وفاة الرجل الذي كان يقول لها: " لا تقولي إنك خائفة أبدا، يا صغيرتي سامية أبدا، وإلا ما تخافينه سيتعاظم حتى يهزمك".
الكاتب في هذه الرواية، لم يعالج قضية سامية الطفلة ثم الشابة، كرياضية مهمشة تصارع طواحين الوطن، بل قضية شعب يعاني، سلط الضوء على الهجرة الغير شرعية إحدى أسوأ ما يمكن أن يحدث للمرء حين يتقيأه وطنه، تطرق لجوع الشعب الصومالي بصفة خاصة، والإفريقي بصفة عامة، للاقتتال الدائم، للصراع الدامي..
أصعب جزء في الرواية وأوجعه هو الهجرة من أديس أبابا إلى السودان فليبيا، تلك المعاناة التي يتجرعها آلاف الأفارقة للوصول إلى بقعة من أوروبا تحترم آدميتهم، أما النقطة التي جعلت دموعي تنسكب فكانت لحظة تعطل القارب للمرة الثانية، أخذتُ أعيد كلمات هودان مثل المهووسة:
طيري يا سامية، طيري، كما يطير الجواد المجنح في الهواء..
احلمي يا #سامية، احلمي، كما لو كنت ريحا، تعبث بين أوراق الشجر..
اركضي يا سامية، كما لو كنت لا ترغبين في الوصول إلى أي مكان..
عيشي يا سامية، عيشي، كما لو أن كل شيء مستحيل..
مهما تحدثت عن الرواية ستبقى كلماتي قاصر، سأنصح كل من أعرفه بقراءتها، كي يلقي نظرة على رمز التحدي والصمود..
لم أحس بهذه الأحاسيس المتناقضة منذ قرأت رواية " بينما ينام العالم" للكاتبة سوزان أبو الهوى، التي تناولت بدورها التطهير العرقي في إحدى القرى الفلسطينية، كانت أم البطلة تقول لها في كل مرة: " أيا كان شعوركِ، أكبتيه في داخلك"
أما أب سامية بطلة هذه الرواية فكان يقول لها دائما: " لا تقولي إني خائفة"
هذا النوع من الروايات الإنسانية مؤلم جدا، يجعلني منحازة له بكل جوارحي، أما هذه وبالإضافة لما أسلفت ذكره فقد حطمت قلبي، وأنا أطرح على نفسي سؤال متكرر مع كل صفحة أقلبها: " أيعقل أن يولد المرء ويموت فقط ليتجرع العذاب؟"
لماذا يجد البعض كل شيء مسخر أمامهم بمجرد نزولهم من بطون أمهاتهم، وتمنحهم بلدانهم شعور جميل ينجلي تحت شعار " أنت إنسان"؟ في حين بلدان أخرى تجعلك تحس أنك معاقب فقط لأنك ولدت على رقعتها وحدودها الجغرافية، عليك أن تستعد لأسوأ ما يمكن تخيله، عليك أن تتأقلم مع الحروب، الجوع، الفقر، الأمية... عليك أن تدفع عقوبتك بأي شكل من الأشكال، فأنت أدنى من أن تعامل كإنسان!
السؤال الآخر الذي طرحته على نفسي بشدة: " ماذا لو خافت سامية؟ هل كانت هذه الرواية بين يدي الآن؟
ينطلق بنا الكاتب الإيطالي في هذه الرواية من الصومال، حيث سامية الطفلة التي اختارت العَدوَ هوايتها، أو الهواية التي سكنتها، الطفلة التي تحدت الفقر والجوع، ثم التنظيمات الإرهابية، الطفلة التي لم تسمح لحجر عثرة أن يثنيها عن مرادها ويوقفها عن تحقيق حلمها في تمثيل الصومال البلد الذي لم يقدم لها سوى الاحتقار!
سامية الطفلة التي لم تنكسر حتى بعد وفاة الرجل الذي كان يقول لها: " لا تقولي إنك خائفة أبدا، يا صغيرتي سامية أبدا، وإلا ما تخافينه سيتعاظم حتى يهزمك".
الكاتب في هذه الرواية، لم يعالج قضية سامية الطفلة ثم الشابة، كرياضية مهمشة تصارع طواحين الوطن، بل قضية شعب يعاني، سلط الضوء على الهجرة الغير شرعية إحدى أسوأ ما يمكن أن يحدث للمرء حين يتقيأه وطنه، تطرق لجوع الشعب الصومالي بصفة خاصة، والإفريقي بصفة عامة، للاقتتال الدائم، للصراع الدامي..
أصعب جزء في الرواية وأوجعه هو الهجرة من أديس أبابا إلى السودان فليبيا، تلك المعاناة التي يتجرعها آلاف الأفارقة للوصول إلى بقعة من أوروبا تحترم آدميتهم، أما النقطة التي جعلت دموعي تنسكب فكانت لحظة تعطل القارب للمرة الثانية، أخذتُ أعيد كلمات هودان مثل المهووسة:
طيري يا سامية، طيري، كما يطير الجواد المجنح في الهواء..
احلمي يا #سامية، احلمي، كما لو كنت ريحا، تعبث بين أوراق الشجر..
اركضي يا سامية، كما لو كنت لا ترغبين في الوصول إلى أي مكان..
عيشي يا سامية، عيشي، كما لو أن كل شيء مستحيل..
مهما تحدثت عن الرواية ستبقى كلماتي قاصر، سأنصح كل من أعرفه بقراءتها، كي يلقي نظرة على رمز التحدي والصمود..
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
لا تقولي إنك خائفة.
Sign In »
Reading Progress
October 25, 2016
– Shelved
October 25, 2016
– Shelved as:
to-read
February 12, 2017
–
Started Reading
February 12, 2017
–
Started Reading
Finished Reading
February 18, 2017
–
Finished Reading
Comments Showing 1-2 of 2 (2 new)
date
newest »

message 1:
by
Sara
(new)
-
rated it 5 stars
Jan 26, 2019 09:16PM

reply
|
flag