Tahani Shihab's Reviews > اليهودي الحالي
اليهودي الحالي
by
by

رواية اليهودي الحالي للكاتب/ علي المقري
لأنني من أصل يمني استهوتني كثيرًا هذه الرواية، فهي تصوّر معاناة حقيقية عن يهود اليمن امتدت على مدى أزمنة طويلة، فمثلاً لا يحق لليهودي أن يركب الحمار أو الحصان أمام المسلم وهذه حقيقة علمتها عندما أقمت في اليمن. لم يستوعب عقلي آنذاك لماذا هذا الإجحاف والعنصرية تجاه اليهود!؟ أليس اليهود هم يمنيون بغض النظر عن ديانتهم !؟ لماذا لا تتم المعاملة بالمثل لنصارى اليمن!؟ هل زمرنا ديننا بأن نعامل اليهود هذه المعاملة المُزرية؟ لماذا في مدينة عدن، التي خُلقت وترعرعت فيها كان هناك تعايش وإخاء بين كلّ الأديان!؟ أسئلة كثيرة كانت تجول في خاطري لم أجد لها أجوبة سوى الاستبداد والعنصريّة المبتدعة باسم الدين الإسلامي السمح.
تبدأ رواية اليهودي الحالي عن قصة حُب نما وترعرع بين فاطمة المسلمة وسالم اليهودي. حيث يتطرق الكاتب إلى العنصرية الدينية والاستعلاء بين طائفتين “اليهو� والمسلمين� باعتبارهم من أصل واحد “يمنيين�.
اليهود يعتبرون أن اليمن وطنهم وسيأتي يوم ويظهر المسيح المخلّص المذكور في كُتبهم القديمة وحينها سينتقمون من مسلمي اليمن: “سترى� إذا ما ركّعناكم كثيرًا، وانتقمنا منكم، سندعكم تمشون حفاة؛ اليهود وحدهم سيلبسون الأحذية، أمّا أنتم فعليكم، فقط، صناعتها وإصلاحها لهم�.
والمسلمين يرون أن يهود اليمن كفرة ولا يحق لهم الإقامة في جزيرة العرب: متى تخرجون من بلاد العرب؟ - ارحلوا من بلادنا ... وإلّا سنرمي بكم في البحر�.
فيسأل اليهودي نفسه: "أليس لليهود وطن غير البحر، يغرقون فيه؟ - سأنتقم من كل المسلمين".
كل طائفة دينية تعتبر نفسها هي الأسمى والمفضلة عند الله عن بقية الطوائف الأخرى، وبذلك يحق لها أن تقتل وتسفك الدماء وتشرّد الطوائف الآخرة وتحتقرها باسم الدين وحُب الإله، الذي تتبع تعاليمه حسب ما وجدوه مكتوبًا في كتبهم الدينية. ثم تتفرع من كل ديانة ملل ونحل، عقائد وأهواء تحارب بعضها البعض .!
بينما الله سبحانه وتعالى أرسل الأنبياء والمرسلين لدعوة خلقه من إنس وجان لعبادته وحده، وأن يدخلوا جميعًا في اَلسِّلْم تحت راية السلام والإسلام بمعناها العميق لمن يفهم!
الكاتب على المقري استطاع أن يجذب القارئ لخوض معركة من التساؤلات للبحث والاستنتاج من خلال قصة حب بين فاطمة وسالم. رواية جميلة وسلسة عميقة المغزى تستحق أن تُقرأ بتمعن وتفكّر.
لأنني من أصل يمني استهوتني كثيرًا هذه الرواية، فهي تصوّر معاناة حقيقية عن يهود اليمن امتدت على مدى أزمنة طويلة، فمثلاً لا يحق لليهودي أن يركب الحمار أو الحصان أمام المسلم وهذه حقيقة علمتها عندما أقمت في اليمن. لم يستوعب عقلي آنذاك لماذا هذا الإجحاف والعنصرية تجاه اليهود!؟ أليس اليهود هم يمنيون بغض النظر عن ديانتهم !؟ لماذا لا تتم المعاملة بالمثل لنصارى اليمن!؟ هل زمرنا ديننا بأن نعامل اليهود هذه المعاملة المُزرية؟ لماذا في مدينة عدن، التي خُلقت وترعرعت فيها كان هناك تعايش وإخاء بين كلّ الأديان!؟ أسئلة كثيرة كانت تجول في خاطري لم أجد لها أجوبة سوى الاستبداد والعنصريّة المبتدعة باسم الدين الإسلامي السمح.
تبدأ رواية اليهودي الحالي عن قصة حُب نما وترعرع بين فاطمة المسلمة وسالم اليهودي. حيث يتطرق الكاتب إلى العنصرية الدينية والاستعلاء بين طائفتين “اليهو� والمسلمين� باعتبارهم من أصل واحد “يمنيين�.
اليهود يعتبرون أن اليمن وطنهم وسيأتي يوم ويظهر المسيح المخلّص المذكور في كُتبهم القديمة وحينها سينتقمون من مسلمي اليمن: “سترى� إذا ما ركّعناكم كثيرًا، وانتقمنا منكم، سندعكم تمشون حفاة؛ اليهود وحدهم سيلبسون الأحذية، أمّا أنتم فعليكم، فقط، صناعتها وإصلاحها لهم�.
والمسلمين يرون أن يهود اليمن كفرة ولا يحق لهم الإقامة في جزيرة العرب: متى تخرجون من بلاد العرب؟ - ارحلوا من بلادنا ... وإلّا سنرمي بكم في البحر�.
فيسأل اليهودي نفسه: "أليس لليهود وطن غير البحر، يغرقون فيه؟ - سأنتقم من كل المسلمين".
كل طائفة دينية تعتبر نفسها هي الأسمى والمفضلة عند الله عن بقية الطوائف الأخرى، وبذلك يحق لها أن تقتل وتسفك الدماء وتشرّد الطوائف الآخرة وتحتقرها باسم الدين وحُب الإله، الذي تتبع تعاليمه حسب ما وجدوه مكتوبًا في كتبهم الدينية. ثم تتفرع من كل ديانة ملل ونحل، عقائد وأهواء تحارب بعضها البعض .!
بينما الله سبحانه وتعالى أرسل الأنبياء والمرسلين لدعوة خلقه من إنس وجان لعبادته وحده، وأن يدخلوا جميعًا في اَلسِّلْم تحت راية السلام والإسلام بمعناها العميق لمن يفهم!
الكاتب على المقري استطاع أن يجذب القارئ لخوض معركة من التساؤلات للبحث والاستنتاج من خلال قصة حب بين فاطمة وسالم. رواية جميلة وسلسة عميقة المغزى تستحق أن تُقرأ بتمعن وتفكّر.
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
اليهودي الحالي.
Sign In »
Reading Progress
Finished Reading
November 4, 2016
– Shelved
Comments Showing 1-3 of 3 (3 new)
date
newest »


من أسباب..."
رأيك جميل أستاذ محمد، يا ليت يتم تطبيقه على أرض الواقع. برأي أن الأسرة مهمة في تنشئة جيل لا يتحسس ولا ينفر من عقيدة الآخر. وأن يتعايش الجميع تحت مظلة الوطن دون تفرقة بسبب الدين أو المعتقد أو الطائفة أو المنطقة أو القبيلة التي ينتمي إليها الفرد.

لا شك أن الأسرة هي الحاضنة الأولى وهي من يبذر بذرة التعصب أو التسامح الأولى. هناك أيضا الإعلام الرسمي الذي يتسلل إلى وعي الشخص وأيضا القوانين السائدة التي تعزز التفرقة أو تشجع على الاندماج.
من أسباب الصدام بين الطوائف في بلد ما هو تفضيل أو قمع طرف على حساب آخر لمجرد انتماءه. قد يكون جزء من الحل أن يتوفر للجميع نفس الفرص ونفس المعاملة حتى يدرك الأفراد أن دينهم ليس ميزة تجلب له المكافآت ولا عيبا يجب إخفاؤه في العلن ونصرته في السر.