عمر الحمادي's Reviews > السلطة في الإسلام - نقد النظرية السياسية
السلطة في الإسلام - نقد النظرية السياسية
by
by

الملفت أن الفكر الإسلامي بدءاً من حقبة التأسيس وحتى العصور الحديثة لم تكن له مشكلة نظرية جادة مع الخارج غير الإسلامي ولا مع الحداثة رغم تأثير الفلسفة الهامشي عليه ورغم سطوة المنهج السلفي، إلا أن العقل الإسلامي المعاصر يواجه مشكلة قبول حضاري مع عصره ويعاني من عقدة نقص حيال النموذج الغربي...
يقال أن فكرة توظيف الدين كوسيلة سياسية بدأ في عهد الدولة الساسانية مع الملك إدشير، ثم تسلل ذلك إلى الفقهاء وعلى رأسهم الماوردي في كتابه الأحكام السلطانية، وجعل الغزالي السلطان ظل الله في الأرض وقال أن الطرطوشي أنه لولا السلطان لما كان لله في الأرض من حاجة فهو دليل على وجود الله، كما لا تستقيم الأرض إلا بسلطان لا يستقيم العالم إلا بالله، ولعل الفترة الوحيدة التي كان الدين فيه غاية لذاتها والدولة وسيلة له هو فترة حكم الأنبياء أو أشباههم... واستشهدوا بأحاديث مختلفة كالرواية التي رواها الحاكم في المستدرك (إذا أراد الله أن يخلق خلقاً للخلافة مسح على ناصيته بيمينه)... كان ابن حزم يرفض قبول ضرب الحاكم لظهر العامي بدون وجه حق ويعتبره عدواناً لا ينبغي السكوت عليه فكان مخالفاً للنظرة السلفية العامة المطالبة بالصبر على الضرب سواء كان بحق أو بظلم...
يرى المؤلف أن التاريخ السياسي للمسلمين هو سلسلة متصلة من حلقات الاستبداد، أما في دولة الخلفاء الراشدين فيمكن الحديث عن تسلط قانون شرعي محكوم بقيم النص سمح بظهور معارضة سلمية لم تواجه بعنف من قبل الدولة، فتم فيها امتصاص معارضة الأنصار في السقيفة وأمكن احتراء معارضة الهواشم لحكومة أبي بكر وعمر، أما فترة حكم عثمان فكانت حقبة المعارضة بالمعنى الدقيق في تاريخ الدولة...
قياساً إلى النظرتين السنية والشيعية في السياسة، تبدو النظرية الإباظية أكثر واقعية، فالشيعة يجافون الواقع حين يبسطون سلطة إمامهم على خريطة العالم بامتداد الزمان رغم أنه لم يمتلك سلطة قط، فالإباظية هي الوحيدة التي تمثل امتداداً خالصاً لنموذج الشورى القائم على فكرة أهل الحل والعقد في صورته الخام المستعارة من نطام القبيلة العربية، بينما تعرضت هذه الفكرة إلى تحويرات فقهية عند السنة تحت ضغوط التغلب الأموي والمؤثرات الفارسية التي جلبها العباسيون، ولم تتكرس التجربة الإباظيك بالعمق والامتداد الكافيين بسبب تقطعها وانعزالها وقلة عددها بالإضافة إلى جمودها مع التاريخ وغياب البراغماتية السنية عنها.
يقال أن فكرة توظيف الدين كوسيلة سياسية بدأ في عهد الدولة الساسانية مع الملك إدشير، ثم تسلل ذلك إلى الفقهاء وعلى رأسهم الماوردي في كتابه الأحكام السلطانية، وجعل الغزالي السلطان ظل الله في الأرض وقال أن الطرطوشي أنه لولا السلطان لما كان لله في الأرض من حاجة فهو دليل على وجود الله، كما لا تستقيم الأرض إلا بسلطان لا يستقيم العالم إلا بالله، ولعل الفترة الوحيدة التي كان الدين فيه غاية لذاتها والدولة وسيلة له هو فترة حكم الأنبياء أو أشباههم... واستشهدوا بأحاديث مختلفة كالرواية التي رواها الحاكم في المستدرك (إذا أراد الله أن يخلق خلقاً للخلافة مسح على ناصيته بيمينه)... كان ابن حزم يرفض قبول ضرب الحاكم لظهر العامي بدون وجه حق ويعتبره عدواناً لا ينبغي السكوت عليه فكان مخالفاً للنظرة السلفية العامة المطالبة بالصبر على الضرب سواء كان بحق أو بظلم...
يرى المؤلف أن التاريخ السياسي للمسلمين هو سلسلة متصلة من حلقات الاستبداد، أما في دولة الخلفاء الراشدين فيمكن الحديث عن تسلط قانون شرعي محكوم بقيم النص سمح بظهور معارضة سلمية لم تواجه بعنف من قبل الدولة، فتم فيها امتصاص معارضة الأنصار في السقيفة وأمكن احتراء معارضة الهواشم لحكومة أبي بكر وعمر، أما فترة حكم عثمان فكانت حقبة المعارضة بالمعنى الدقيق في تاريخ الدولة...
قياساً إلى النظرتين السنية والشيعية في السياسة، تبدو النظرية الإباظية أكثر واقعية، فالشيعة يجافون الواقع حين يبسطون سلطة إمامهم على خريطة العالم بامتداد الزمان رغم أنه لم يمتلك سلطة قط، فالإباظية هي الوحيدة التي تمثل امتداداً خالصاً لنموذج الشورى القائم على فكرة أهل الحل والعقد في صورته الخام المستعارة من نطام القبيلة العربية، بينما تعرضت هذه الفكرة إلى تحويرات فقهية عند السنة تحت ضغوط التغلب الأموي والمؤثرات الفارسية التي جلبها العباسيون، ولم تتكرس التجربة الإباظيك بالعمق والامتداد الكافيين بسبب تقطعها وانعزالها وقلة عددها بالإضافة إلى جمودها مع التاريخ وغياب البراغماتية السنية عنها.
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
السلطة في الإسلام - نقد النظرية السياسية.
Sign In »
Reading Progress
November 15, 2016
–
Started Reading
November 15, 2016
– Shelved
November 18, 2016
–
Finished Reading