إيمان 's Reviews > الحب والظلال
الحب والظلال
by
هذه الرواية هي أشبه بتذكرة عودة الى تشيلي بينوشيه حيث تنقل لنا ايزابيل الليندي قصة ثلاث عائلات هي آل ليال ,آل رانكليو و آل بلتران , تنتمي كل منها الى طبقة اجتماعية مختلفة ويتقاطع مصيرها بتقاطع مصير أبنائها ابان فترة الحكم العسكري...
ولأن الحكم بالحديد والنار عادة ما يلقي بظله على كل تفاصيل الحياة نجد الظلال تغلب على معظم الأحداث , لولا شيء من النور الذي يتسرب الى الواقع من خلال المشاعر الانسانية السامية كالحب مثلا...
و أمام الزوابع التي تعصف بالمجتمع التشيلي حيث الفقر ,الاختفاء القسري و التصفية الجسدية, نجد رابطا غريبا ينشأ بين أيرين بلتران الصحفية في احدى المجلات النسائية وأرستقراطية المنشأ و فرانشيسكو ليال (ابن عائلة اسبانية هربت من دكتاتور آخر هو فرانكو) الذي عمل كطبيب نفسي قبل أن يجبر على الاعتماد على هواية التصويرالفوتوغرافي لكسب العيش, فيصبح بذلك رفيقا لأيرين بعد حصوله على وظيفة في المجلة نفسها. تتطور بعد ذلك الأحداث و تتشابك الخيوط ليسوقهما القدر الى بلدة لونكين حيث الواقعة الحقيقية ل"اكتشاف" في أحد المناجم المهجورة ...حدث سيكون بمثابة نقطة اللاعودة في حياة كليهما.
و اذا ما أضفنا بياتريس ,أم أيرين المهووسة بجمالها و الحريصة على ان تظهر دائما بمظهر نموذج لسيدات الطبقة الراقية حتى و ان اضطرها ذلك الى استغلال من هم في أرذل العمر ,نجد انفسنا أمام ثلاث أمثلة من المواطنين : أولئك الذين يعلمون ما يجري سواء اختاروا المواجهة كفرانشيسكو الذي كان يساعد المعدمين في الأحياء الفقيرة من خلال الاستشارات النفسية و الملاحقين على الهرب خارج البلاد, أو الذين آثروا السلامة كبعض الشخصيات الأخرى
أولئك الذين يجهلون حقيقة ما يجري مثل ايرين التي كانت تعيش "محمية بجهل ملائكي". و طبعا أولئك الذين يصرون على النكران و يرون في السلطة الخير المطلق مثل بياتريس...
لن أتطرق كثيرا للأحداث و لكنني سأتوقف عند نقاط ثلاث
الدور الذي لعبته الكنيسة ك"المؤسسة الوحيدة التي لا تزال قائمة" في مواجهة الدكتاتورية*
حالة النكران التي يعيشها شق كبير من أبناء المجتمع الارستقراطي خاصة*
عسكريون صالحون*
هي اذن رواية "عميقة" شديدة الالتصاق بالواقع اختزلت في طياتها -و باقتدار- مشاعر الحب ,الشجاعة,الحقد,الخوف ,التوق الى الحرية,التضامن الانساني ,نبذ الظلم, الايمان ,الألم و السعادة. أطلقت من خلالها الكاتبة صرخة ادانة في وجه النظام الديكتاتوري الذي حكم بلدها ...وهو فيما أرى من أسمى وظائف الأدب
تمت
31/01/2017
by

هذه الرواية هي أشبه بتذكرة عودة الى تشيلي بينوشيه حيث تنقل لنا ايزابيل الليندي قصة ثلاث عائلات هي آل ليال ,آل رانكليو و آل بلتران , تنتمي كل منها الى طبقة اجتماعية مختلفة ويتقاطع مصيرها بتقاطع مصير أبنائها ابان فترة الحكم العسكري...
ولأن الحكم بالحديد والنار عادة ما يلقي بظله على كل تفاصيل الحياة نجد الظلال تغلب على معظم الأحداث , لولا شيء من النور الذي يتسرب الى الواقع من خلال المشاعر الانسانية السامية كالحب مثلا...
و أمام الزوابع التي تعصف بالمجتمع التشيلي حيث الفقر ,الاختفاء القسري و التصفية الجسدية, نجد رابطا غريبا ينشأ بين أيرين بلتران الصحفية في احدى المجلات النسائية وأرستقراطية المنشأ و فرانشيسكو ليال (ابن عائلة اسبانية هربت من دكتاتور آخر هو فرانكو) الذي عمل كطبيب نفسي قبل أن يجبر على الاعتماد على هواية التصويرالفوتوغرافي لكسب العيش, فيصبح بذلك رفيقا لأيرين بعد حصوله على وظيفة في المجلة نفسها. تتطور بعد ذلك الأحداث و تتشابك الخيوط ليسوقهما القدر الى بلدة لونكين حيث الواقعة الحقيقية ل"اكتشاف" في أحد المناجم المهجورة ...حدث سيكون بمثابة نقطة اللاعودة في حياة كليهما.
و اذا ما أضفنا بياتريس ,أم أيرين المهووسة بجمالها و الحريصة على ان تظهر دائما بمظهر نموذج لسيدات الطبقة الراقية حتى و ان اضطرها ذلك الى استغلال من هم في أرذل العمر ,نجد انفسنا أمام ثلاث أمثلة من المواطنين : أولئك الذين يعلمون ما يجري سواء اختاروا المواجهة كفرانشيسكو الذي كان يساعد المعدمين في الأحياء الفقيرة من خلال الاستشارات النفسية و الملاحقين على الهرب خارج البلاد, أو الذين آثروا السلامة كبعض الشخصيات الأخرى
أولئك الذين يجهلون حقيقة ما يجري مثل ايرين التي كانت تعيش "محمية بجهل ملائكي". و طبعا أولئك الذين يصرون على النكران و يرون في السلطة الخير المطلق مثل بياتريس...
لن أتطرق كثيرا للأحداث و لكنني سأتوقف عند نقاط ثلاث
الدور الذي لعبته الكنيسة ك"المؤسسة الوحيدة التي لا تزال قائمة" في مواجهة الدكتاتورية*
لم تستطع حملة العداء ، ولا زَجْ الرهبان والراهبات فى المعتقلات ، ولاتحذيرات روما ، أنْ تحرفه عن أهدافه ، فقد ألقى زعيم الكنيسة على كاهله مسئولية الدفاع عن ضحايا النظام الجديد ، واضعًا مؤسسته المهيبة فى خدمة المُطاردين ، فإذا ما اشتدّتْ المخاطر، غيّر من استراتيجيته ، مستندًا إلى ألفىْ سنة من الدهاء ومن معرفة السلطة. وبهذا كان يحول دون مواجهة مفتوحة بين ممثلى يسوع وممثلى الجنرال . ولكنه لم ينحرف ولو قليلا عن مهمته فى رعاية الأرامل والأيتام
وفى مساعدة المعتقلين
اللعنة : فهؤلاء الرهبان اللعينون يزجون أنفسهم فى أمور لم يُطلب من أحد منهم التدخل فيها ، لماذا لايلتفتون إلى الشئون الروحية ويتركون الحكم لنا ؟
حالة النكران التي يعيشها شق كبير من أبناء المجتمع الارستقراطي خاصة*
و تعاطفت مع الانقلاب العسكري لانه بدا لها افضل الف مرة من نظام اشتراكي , و حين قصفوا قصر الرئاسة القديم من الجو , فتحت زجاجة شامبانيا لتحتفل بالحدث
انهم يتهمون هذا الملازم المسكين بالقتل يا روسا,لا احد يفكر في انه ساعدنا على التخلص من الشيوعية
عسكريون صالحون*
"علق فرانشيسكو على تحول الضابط مورانتى "اذا كان يوجد فى القوات المسلحة رجالٌ من هذا الطراز، فما زال هناك أمل
هي اذن رواية "عميقة" شديدة الالتصاق بالواقع اختزلت في طياتها -و باقتدار- مشاعر الحب ,الشجاعة,الحقد,الخوف ,التوق الى الحرية,التضامن الانساني ,نبذ الظلم, الايمان ,الألم و السعادة. أطلقت من خلالها الكاتبة صرخة ادانة في وجه النظام الديكتاتوري الذي حكم بلدها ...وهو فيما أرى من أسمى وظائف الأدب
تمت
31/01/2017
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
الحب والظلال.
Sign In »
Reading Progress
November 27, 2016
– Shelved
November 27, 2016
– Shelved as:
to-read
January 30, 2017
–
Started Reading
January 31, 2017
–
Finished Reading
September 16, 2018
– Shelved as:
ادب-لاتيني
September 16, 2018
– Shelved as:
إيزابيل-أييندي