أشرف فقيه's Reviews > دام
دام
by
by

حسنٌ.. كان يمكن لهذه أن تكون رواية ملحمية.. وكان يمكن أن تُكتب بشكل أكثر حبكة وتماسكاً. لكن تلك الملاحظة تنطبق على الأعمال الأدبية كلها بالمجمل! وأعتقد أن الضعف في السرد تعززه الفكرة ويجبره توقيت النشر. دام تستحضر خوفنا المُحدث من المطر وخوفنا البدائي من عناصر الطبيعة، وتستحضر هشاشة حضارتنا المتقدمة كذلك. إنها ببساطة تذكرنا بكم نحن في دواخلنا متوحشون وعلى شفا المدنية. كارثة واحدة متطاولة كفيلة بتمكين غرائزنا الأساسية.
في هذه الرواية (الدوستوبية).. يقدم لنا فهد الفهد أحداثاً محلّية الطابع جداً.. وهذه قيمة بالغة الأهمية حقاً. أنت كقارئ سعودي/خليجي/عربي ستتواصل بشدة مع الأحداث والشخوص. ستحس بالخوف وسيعتريك البلل وستتخبط أيديولوجياً مع المتخبطين.. لأن كل ما وقع هنا –للدهش�- واقعي غير مستبعد بتاتاً. يكفي أن يتكرر ما حصل بنجد (سنة الدام) قبل 60 عاماً، حين هطل المطر لستين يوم بلا انقطاع. تلك هي الثيمة الأساسية للقصة ومنها استمد العنوان. لكن نحن وضعنا أسوأ بكثير مما كان عليه القوم قبل 60 سنة. لقد صرنا أثرى وأضعف وأكثر اعتيالاً على المدنية والتقنية. صرنا مكشوفين أكثرنا ومناعتنا الوجدانية انخفضت كثيراً بفضل المجمعات الاسمنتية التي تؤينا. في ظل كارثة طوفانية ماحقة كيف سنتعايش؟ وماذا عن أمراضنا النفسية والاجتماعية الكامنة؟ ماذا سيحل بالضعيف والفقير والعاجز؟ وماذا عن الحكومات؟ والشرائع؟ من سيكون الأولى بدور نوح الجديد؟
بطبيعة الحال فإن الاحتمالات لا حصر لها هنا. ولذا قلت بأن هذه الرواية كان يمكن لها أن تتحول إلى ملحمة مطوّلة. لكن الكاتب قرر عكس ذلك. قرر أن يقدم لنا نفحة مما يمكن أن يحصل. وضعنا بسرده في أول الدرب الفكري وشرع أمامنا كل أبواب الاحتمالات الأخرى. هذه رواية متحررة ببراعة من قيد الزمان والمكان وعقدتها الجدلية قائمة لما بعد الصفحة الأخيرة. لذا فهي تستحق كل تقدير كعمل أول لكاتبها المُجيد.
في هذه الرواية (الدوستوبية).. يقدم لنا فهد الفهد أحداثاً محلّية الطابع جداً.. وهذه قيمة بالغة الأهمية حقاً. أنت كقارئ سعودي/خليجي/عربي ستتواصل بشدة مع الأحداث والشخوص. ستحس بالخوف وسيعتريك البلل وستتخبط أيديولوجياً مع المتخبطين.. لأن كل ما وقع هنا –للدهش�- واقعي غير مستبعد بتاتاً. يكفي أن يتكرر ما حصل بنجد (سنة الدام) قبل 60 عاماً، حين هطل المطر لستين يوم بلا انقطاع. تلك هي الثيمة الأساسية للقصة ومنها استمد العنوان. لكن نحن وضعنا أسوأ بكثير مما كان عليه القوم قبل 60 سنة. لقد صرنا أثرى وأضعف وأكثر اعتيالاً على المدنية والتقنية. صرنا مكشوفين أكثرنا ومناعتنا الوجدانية انخفضت كثيراً بفضل المجمعات الاسمنتية التي تؤينا. في ظل كارثة طوفانية ماحقة كيف سنتعايش؟ وماذا عن أمراضنا النفسية والاجتماعية الكامنة؟ ماذا سيحل بالضعيف والفقير والعاجز؟ وماذا عن الحكومات؟ والشرائع؟ من سيكون الأولى بدور نوح الجديد؟
بطبيعة الحال فإن الاحتمالات لا حصر لها هنا. ولذا قلت بأن هذه الرواية كان يمكن لها أن تتحول إلى ملحمة مطوّلة. لكن الكاتب قرر عكس ذلك. قرر أن يقدم لنا نفحة مما يمكن أن يحصل. وضعنا بسرده في أول الدرب الفكري وشرع أمامنا كل أبواب الاحتمالات الأخرى. هذه رواية متحررة ببراعة من قيد الزمان والمكان وعقدتها الجدلية قائمة لما بعد الصفحة الأخيرة. لذا فهي تستحق كل تقدير كعمل أول لكاتبها المُجيد.
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
دام.
Sign In »
Reading Progress
Comments Showing 1-1 of 1 (1 new)
date
newest »

message 1:
by
ماجد
(new)
-
added it
Jan 28, 2017 10:51AM

reply
|
flag