ŷ������

الرواية رقم 34 من روايات أجاثا كريستي تم كتابتها باللغة الانجليزية وطبعت لأول مرة في عام 1939 وقد اقتبس منها عدة مسرحيات و أفلام وكان آخرهم مسلسل بريطاني قصير عام 2015 انتاج بي بي سي وهي أولى قراءاتي لها والتي بالتأكيد سوف تتكرر عدة مرات .. كنت من قبل أظن ان روايات أجاثا لا تتعدى كونها قصص عن جرائم مختلفة يبحث فيها محقق واحد كشارلوك هولمز مثلا حتى تمنيت من فترة ليست بقصيرة أن ألتق وهذه الرواية العبقرية فكان لقاءنا مصادفة في نهاية 2016 و يقينا مني بروعتها فقد اخترت أن أضاعف شوقي إليها بضعة أيام اخرى لتكون أول ما أقرأه في 2017 وقد كان
شئ سحري كان يتعلق بكلمة جزيرة الكلمة ذاتها توحي بالخيال ، بمغامرة تجعلك تنفصل عن العالم ، فالجزيرة عالم قائم بذاته ، عالم قد لا تعود منه ابدا

عشر شخصيات اجتمعوا سويا في جزيرة مهجورة دون ان يدروا السبب الحقيقي الذي يقبع وراء هذا .. كلا منهم له سببه الخاص لتلبية الدعوة للقدوم و لكن جميعهم قبلوا الحضور ، ثم لم يبق أحد
تلك الرواية هي ذلك النوع من الروايات التي تعزلك عن العالم الخارجي المحيط بك فلا تسمع حولك الا همهمات من السهل تجاهلها خاصة حين يعلو فوقها صوت مكبر الصوت بالجرائم والاتهامات التي ارتكبها كلا من هؤلاء العشرة

اتهامات مباشرة بجرائم قتل قام بها الجميع و انكرها غالبيتهم و تم تبرير تلك الجرائم بمبررات تعفيهم امام انفسهم والاخرين من كونهم ضمن دائرة الجناة حتى تقترب النهاية فيبدأ كل شخص في الاعتراف بينه وبين نفسه بأنه قد فعلها
فلسنا قادرين دوما على الاعتراف بأخطائنا تجاه الاخرين و تجاه أنفسنا الا عندما يحين وقت دفع الثمن فنتذكر حينها كل ما فعلناه من قبل

تجد نفسك تقلب صفحة تلو الأخرى سريعا و تلتهم حروفها التهاما و تتفاجأ دون ان تشعر بأنها قاربت على الانتهاء
رواية تأسرك بأحداثها فلا تتمكن من مغادرتها إلا و انت تغلق اخر صفحاتها وكنت قد اعتقدت أن عشر شخصيات في رواية واحدة سوف يفقدني تركيزي ويصيبني بالتخبط فيما بينهم و لكن ما حدث كان العكس تماما
الجنرال ماك ارثر ، القاضي وارغريف ، الانسة فيرا ، السيدة اميلي برنت ، الشاب انتوني ، فيليب لومبارد ، المحقق بلور ، ، الطبيب ارمسترونغ ، الخادم روجرز و زوجته
هي فقط النهاية التي أعدت قراءتها مرة أخرى فقد استحقت تلك الخاتمة لمزيد من التركيز كي أشبع نهمي و فضولي نحو اللغز
أما الخوف الذي غمر أحداث الرواية فقد انتقل تلقائيا الى داخلي فكنت أقرأها مساء أمس وانا اشعر حقا بنظرات الشك و الريبة في اعين من تبقى منهم .. بالخوف من ان يتركوا شخصان سويا بمفردهما .. بحركتهم متجمعين في المنزل
لكن ليس لدي رغبة في حرق أحداث الرواية أكثر فقذ كنت أتساءل اذا ما مات الجميع فمن القاتل و كنت ارتاب في بعضهما و لم أكن أبدا ليخطر لي على بال لغز اكتشاف القاتل الحقيقي

رواية تستحق القراءة بكل المقاييس