ŷ

عبدالرحمن عقاب's Reviews > صياد القصص

صياد القصص by Eduardo Galeano
Rate this book
Clear rating

by
16960199
's review

really liked it

� "غاليانو" إنسانٌ يكتب بألمه ونبض قلبه، يتحوّل التاريخ بين يديه إلى قصة ‏الإنسا� المضطهد والمهمّش. أبطاله هم البسطاء من الناس، الجميلون المنسيون، ‏أ� الثائرون المغيبون عن الذاكرة والسجلات. وحوشه هم المتغطرسون، المعتدون ‏عل� الطبيعة وسكانها، المنتهكون لقدسية الإنسان وفطرته. �
عالم غاليانو هو أميركا الجنوبية، و تاريخه العام والشخصي هو نزيف شرايينها ‏المفتوح� ( كما عنون كتابه الأشهر : الشرايين المفتوحة لأميركا اللاتينية) . �
لم يكن متدينًا ولكني أشعر أن قول الله سبحانه ( ظهر الفساد في البرّ والبحر بما ‏كسب� أيدي الناس) يظلّل جلّ كتاباته. �
كأنه يصرخ في البرية : أنقذوا الإنسان من نفسه، وأنقذوه من أخيه الطمّاع، وأنقذوا ‏الأر� منهما معا. �
لا تبدو هذه المجموعة قصصًا بقدر ما هي أفكار وخواطر وذكريات، يبدو أنها كانت ‏تسكن� قبيل وفاته. إذ أنّها آخر أعماله. �
يحضر فيها التاريخ، والموت، وذكريات الأعمال التي أنجزها وجزء من ما يشبه ‏سير� ذاتية بليغة وموجزة .... وبلا شكّ حضر الغرب المستعمر و....أميركا اللاتينية ‏وأناسه� ومآسيها. والأهمّ من كلّ هذا (لماذا يكتب!)�
أظنّ أنّه من الظلم لغاليانو أن يُقرأ مرة واحدة أو بسرعة. وأنه من الأفضل قراءته ‏بمعدّ� فكرةً أو فكرتين كلّ يوم، لتشرب فكرته على مهل.�
وهذه الخاصية لأدبه تجعل من أدبه قابلاً للقراءة تلو القراءة. �
ملاحظة أخيرة عن أخطاء في الترجمة لا تتناسب ومكانة (صالح علماني) الأدبية ‏أتمن� لو أستطيع نقلها له مباشرة. �
وسأختم هذه المراجعة بهذا المقطع من كتابه، ففيه خلاصة لما يمكن أن يُقال عن ‏مجم� أعمال (غاليانو). فلقد كتب يقول: �
�(( في جولاتي كحكّاء حكايات كنت أقرأ قصصي ذات ليلةٍ في مدينة أورينسي ‏الغاليسي�. �
كان هناك سيد ينظر إليّ، مقطّب الحاجبين، بعينين لا ترمشان في الصفّ الأخير ‏للجمهور� له وجه فلّاح مدبوغ بالعمل والأيام، ويبدو غاضبًا إلى أقصى الحدود.�
عندما أنهيت القراءة اقترب منّي بخطواتٍ بطيئة،كان ينظر إليّ بثبات كمن يريد أن ‏يقتلني� لكنّه لم يقتلني.�
قال لي : كم هي صعبة بلا ريب الكتابة بهذه السهولة!�
وبعد هذه العبارة الأكثر حكمة في النقد الأدبيّ أتلقاها في حياتي كلّها أدار لي ‏ظهر� وانصرف دون تحية.) !�
نعم! كم هي صعبةٌ الكتابة بهذه السهولة! –وأضي�- وعلى هذا العمق أيضًا. �
17 likes · flag

Sign into ŷ to see if any of your friends have read صياد القصص.
Sign In »

Reading Progress

December 26, 2016 – Started Reading
December 26, 2016 – Shelved
December 29, 2016 – Finished Reading

No comments have been added yet.