ŷ������

المُرسِل الرسول الرسالة
للسيد محمد باقر الصدر
اعتاد بعض العلماء في كتابة رسائلهم العملية(الأحكام الفقهية) بأن يبدؤوا بما هو أهم من ذلك بل هو مفتاحٌ لتلك الأحكام، فلن يعمل بهذه الأحكام إلا من آمن بأصول الدين، ونحن نعلم بأنه يجب على كل شخص أن تكون لديه حجة فيما يعتقد به.
في هذا الكتاب أو الكتيب بالأحرى سيتكلم الشهيد عن ثلالثة نقاط:
١-المرسل ٢-الرسول ٣-الرسالة.
بدأ السيد في بحث المُرسِل وهو الله، تكلم في الإيمان بالله فتعرض للإيمان بالتجربة وأنها هي الأداة الأساسية للمعرفة وبعد ذلك أدركوا أن التجربة بمفردها في مجال الطبيعة لاكتشاف قوانينها وما إلى ذلك، فهي تحتاج إلى الحس فلذلك ترى معظم العلماء كأمثال أرسطو و غاليلو قد اعتمدوا على هاتين الأداتين.
ومن هاتين الأداتين قد قرروا أن لا يمكن للإيمان بالله تعالى والسبب أننا لا يمكن أن نجرب أو نحس بذلك، ومن هنا العلم لم يتوقف على تلك الأدوات بل اعتمد على الدليل العقلي.
والسيد الشهيد قد أثبت وجود الله بكلا الطريقين من ناحية الحس والتجربة وكما يسمى ب(الدليل العلمي)ومن ناحية الدليل العقلي، ولمن أراد التوسع في ذلك كان الشهيد يُرجع لكتابه الأسس المنطقية.
لن أتكلم بجميع الأبواب في قِسم المرسل فلذلك أدعوا القارئ العزيز الإطلاع على هذا الكتيب.
دعنا ننتقل للقسم الثاني وهو الرسول ولن أطيل الحديث فيه، فقد أشار إلى الظاهرة العامّة للنبوة وأن هناك تضارب في مصالح الفرد والمجتمع وكما عبّر عنه بأنه تناقض وهذا التناقض لا يُحل إلا بالنبوة، ومن ثم انتقل إلى إثبات نبوة الرسول محمد(ص) وكما أثبت وجود الله بكلا الأداتين (التجربة والحس و الدليل العقلي) كذلك أثبت نبوة النبي محمد بكلا الأداتين، وأشار إلى دور العوامل والمؤثرات التي أثرت في الرسالة.
وختم بالقِسْم الأخير الرسالة وهي الإسلام ومثل ما قال السيد ( وقد استهدف الإسلام قبل كل شيء ربط الإنسان بربه وبمعاده) وللرسالة الإسلام خصائصها واستعرض السيد الصدر عشر خصائص لهذه الرسالة.
امتاز المؤلف بدقته في التعابير وقوة المعنى في الكلمات بل حتى في أدلته التي استدلّ بها وكما قال هو(... حاولت أن أكون على العموم واضحاً فيما أكتب على مستوى المثقف الإعتيادي الجامعي أو الحوزوي ...) فهذه تُحسب للكاتب بأن كتابتها كانت سهلة ممتنعة يفهمها الغالبية، ومن ذلك تبسيطه في الأدلة بحيث أنه يطرح مثالين قبل ذلك مثال واقعي نعيشه والآخر مثال علمي.