ŷ

Ayat Mahmoud's Reviews > بليغ

بليغ by طلال فيصل
Rate this book
Clear rating

by
2967854
's review

it was amazing
bookshelves: owned

كم نتشابه وان تباعدت حيواتنا وطرقنا عن بعضنا البعض. وهل حقا تتباعد الطرق ام تتقاطع بصورة لا نتخيلها؟

من تجربتي البسيطة والصغيرة، أجد ان العالم يبدو كما لو كان غي منتهى الصغر أحيانا على اتساعه، بالكيفية التي تتقاطع بها طرقنا مع الآخرين بشكل قد يظهر لنا غرائبيا.

يصيغ طلال فيصل هذه التقاطعات الغرائبية بكل بساطة، حتى ليبدو ان لقاء طلال (أحد شخوص الرواية) مع سليمان العطار تحديدا دون غيره طبيعيا وتلقائيا تماما.

يقولون أن ما تسعى إليه، يسعى إليك.
ربما كان هذا هو المبتدأ والمنتهى في كل خطوات حياتنا. نتخذ خيارات وقرارات تدفعنا دفعا لما نسعى إليه، بوعي او بدون، ولكننا نلاقي ذاك الذي سعينا إلى لقائه بشكل محتوم.

مارييل، إيما، وردة.. طلال، سليمان، بليغ..
هل هم حقا شخوص مختلفة أم تكرار وتناسخ ليس لبعضهم بعضا فقط، وإنما لكل شخص على الأرض في كل زمان؟

كم تتشابه حكاياتنا مع حكاياهم، وكم تختلف؟

في هذه الرواية، يبدي المؤلف طلال فيصل اسلوبا ناضجا ومختلفا، مشحون بالمشاعر والانفعالات. يحكي لنا عن خيبات لا حصر لها، وهزائم يبدو أن لا راد لها وما منكم إلا واردها.

تضافر الحكايات/الهزائم/سراب الانتصارات/المآسي/الغضب ثم اللامبالاة مع بعضها في نسيج طيع وسلس، يؤكد على الفكرة الأساسية، كلنا نتشابه وإن اختلف الزمان والمكان واختلفت الأسماء.

استطاعت الرواية أن تنقل لنا عذابات شخوصها في سلاسة وبألفة، وكأن العذاب هو العادي والمألوف، وأنه هو ناموس الحياة.

قد يظن البعض أن نساء هذه الرواية شريرات وظالمات. وقد يرجع ذلك لصياغة السيد طلال "المقموصة" منهن لشخصياتهن. ومعه كل الحق في أن يكون هو، وشخوص روايته، وكل رجل في تلك القمصة، أو الشعور بالغبن.

لا يحترق بالنار إلا القابض على الجمر.
ولهذا لن يشعر بخوفهن وهزائمهن وضياعهن إلا من سلك نفس الدرب ونجا أو مازال يبحث عن مهرب منه.

كل منا يمشي قابضا على جمر حياته. وقد يحدث أن نطلب الغوث من شخص ما، نستشعر فيه القوة لنجدتنا من الحريق. المحظوظ فقط هو من يقابل ذلك الذي استطاع التعايش مع الحريق، أو ألهمه الله كلمات جعلت النار بردا وسلاما عليه، فأمكنه انقاذه.
ولكن، من قال أن المحظوظون كثر؟

ينجي الله من يشاء، ويهيم بقيتنا على الوجوه نستصرخ منقذنا، أو من يؤجج النار أكثر غتأكل بعضها بعضا وينتهي الأمر.

برافو طلال فيصل، كلما أمسكت مكتوبك لم أةن استطع تركه من يدي إلا اضطرارا.
8 likes · flag

Sign into ŷ to see if any of your friends have read بليغ.
Sign In »

Reading Progress

January 30, 2017 – Shelved
January 30, 2017 – Shelved as: owned-2-read
January 30, 2017 – Shelved as: owned
February 16, 2017 – Started Reading
February 16, 2017 –
page 25
7.37%
February 18, 2017 –
page 75
22.12%
February 18, 2017 –
page 130
38.35%
February 21, 2017 – Finished Reading

No comments have been added yet.