Samah Migdad's Reviews > صيد الخاطر
صيد الخاطر
by
by

صيد الخاطر: كتاب لابن الجوزيّ، كتبه عندما كان يكتب كتبًا، فتخطر له خاطرة ليست في موضوع الكتب، فيكتبها جانبًا حتى كان لنا هذا الكتاب.
وهو كتاب عظيم أحسب أن كل ما جاء فيه يجول في خاطر كل متيقّظ واعٍ لفِتَن الدنيا.
ويقول فيه كلامًا جدّ جميل، وأقتبس هنا أشياء قليلة:
1- يقول: "أقول عن نفسي، وما يلزمني حال غيري. إنني رجل حُبّب إليّ العلم منذ زمن الطفولة، فتشاغلت به. ولم يُحبب إليّ فنّ واحد منه، بل حُبّب إليّ فنونه. ولا تقتصر همّتي في فنّ على بعضه، بل أروم استقصاءه! والزمان لا يسع، والعمر أضيق والشوق يقوّي والعجز يُقعد، فيبقى وقوف بعض المطلوبات حسرات."
2- 'ولو قلت إني طالعتُ عشرين ألف مجلّد كان أكثر، وأنا بعْدُ في الطلب، فاستفدتُ بالنظر فيها من ملاحظة سير القوم، وقدر هممهم وحفظهم وعبادتهم وغرائب ما لا يعرفه مَنْ لم يطالع، فصرت أزدري ما الناس فيه، وأحتقر هِمم الطلاب.'
3- "مما أفادتني تجارب الزمان أنه لا ينبغي لأحد أن يظاهر بالعداوة أحدًا ما استطاع، فإنه ربما يحتاج إليه مهما كانت منزلته، وإن الإنسان ربما لا يظن الحاجة إلى مثله يومًا ما كما يحتاج إلى عويد منبوذ لا يلتفت إليه. لكن كم من محتقر احتيج إليه. فإذا لم تقع الحاجة إلى ذلك الشخص في جلب نفع وقعت الحاجة في دفع ضر. ولقد احتجت في عمري إلى ملاطفة أقوام، ما خطر لي قط وقوع الحاجة إلى التلطف بهم.
"واعلم أن المظاهرة بالعداوة قد تجلب أذى من حيث لا يعلم، لأن المظاهر بالعداوة كشاهر السيف ينتظر مضربًا، وقد يلوح منه مضرب حفي، وإن اجتهد المتدرع في ستر نفسه، فيغتنمه ذلك العدو.
"فينبغي لمن عاش في الدنيا أن يجتهد في أن لا يظاهر بالعداوة أحدًا لما بينت من وقوع احتياج الخلق بعضهم إلى بعض، وإقدار بعضهم على ضرر بعض."
وهو كتاب عظيم أحسب أن كل ما جاء فيه يجول في خاطر كل متيقّظ واعٍ لفِتَن الدنيا.
ويقول فيه كلامًا جدّ جميل، وأقتبس هنا أشياء قليلة:
1- يقول: "أقول عن نفسي، وما يلزمني حال غيري. إنني رجل حُبّب إليّ العلم منذ زمن الطفولة، فتشاغلت به. ولم يُحبب إليّ فنّ واحد منه، بل حُبّب إليّ فنونه. ولا تقتصر همّتي في فنّ على بعضه، بل أروم استقصاءه! والزمان لا يسع، والعمر أضيق والشوق يقوّي والعجز يُقعد، فيبقى وقوف بعض المطلوبات حسرات."
2- 'ولو قلت إني طالعتُ عشرين ألف مجلّد كان أكثر، وأنا بعْدُ في الطلب، فاستفدتُ بالنظر فيها من ملاحظة سير القوم، وقدر هممهم وحفظهم وعبادتهم وغرائب ما لا يعرفه مَنْ لم يطالع، فصرت أزدري ما الناس فيه، وأحتقر هِمم الطلاب.'
3- "مما أفادتني تجارب الزمان أنه لا ينبغي لأحد أن يظاهر بالعداوة أحدًا ما استطاع، فإنه ربما يحتاج إليه مهما كانت منزلته، وإن الإنسان ربما لا يظن الحاجة إلى مثله يومًا ما كما يحتاج إلى عويد منبوذ لا يلتفت إليه. لكن كم من محتقر احتيج إليه. فإذا لم تقع الحاجة إلى ذلك الشخص في جلب نفع وقعت الحاجة في دفع ضر. ولقد احتجت في عمري إلى ملاطفة أقوام، ما خطر لي قط وقوع الحاجة إلى التلطف بهم.
"واعلم أن المظاهرة بالعداوة قد تجلب أذى من حيث لا يعلم، لأن المظاهر بالعداوة كشاهر السيف ينتظر مضربًا، وقد يلوح منه مضرب حفي، وإن اجتهد المتدرع في ستر نفسه، فيغتنمه ذلك العدو.
"فينبغي لمن عاش في الدنيا أن يجتهد في أن لا يظاهر بالعداوة أحدًا لما بينت من وقوع احتياج الخلق بعضهم إلى بعض، وإقدار بعضهم على ضرر بعض."
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
صيد الخاطر.
Sign In »