Ahmed Ibrahim's Reviews > موسم الهجرة إلى الشمال
موسم الهجرة إلى الشمال
by
by

ما كل هذا الصخب؟
منذ فترة لم أقرأ رواية تحمل هذا الكم من التأويلات، بل ربما لم أقرأ رواية كهذه مسبقًا. ارهقتني في تتبع مسارها والسعى خلف تحليلها والوقوف على المعنى المراد منها.
تبدأ الرواية أحداثها متمركزة على الراوي وعودته بعد سبع سنين من الدراسة بأوروبا، ثم يُسحب البُساط من تحته إلى شخصية مصطفى سعيد لتصبح هي محور الرواية، لكن هذا لم يسحب السرد منه، بل ظل هو الراوي إلى آخر الرواية.
سُلطت الأضواء على مصطفى سعيد الشخصية التي ما لبثت أن فرضت نفسها على الرواية واستحوذت على الراوي والقارئ نفسه.. تتغير الشخصية الريفية التي رأيناها في البداية ونكتشف شخصًا غزا أوروبا بغزو أجساد نسائهم، تُحل العقدة بالتدريخ في النهاية مُخلفة وراءها عشرات التحليلات.
طوال الرواية نكتشف لمحات من قصة حياته من خلال تنقلات الراوي.. ومع الوقت تتماهى شخصية الراوي مع شخصية مصطفى سعيد حتى ظننت أنهما واحد.
مع اكتشافنا لشخصية مصطفى سعيد نجد أنه سُجن سبع سنوات في الغربة لأنه قتل زوجته، نفس عدد السنوات اللي قضاهم الراوي في الدراسة في الغرب. كان مصطفى سعيد غريبًا عن البلدة ولا أحد يعرف حكايته ولا أصله، جاءهم فارًّا من نفسه.. والراوي يكتشف مع الوقت أنه غريب عن أهل هذه البلدة مع أنه يعيش وسطهم، هو لم يعرفهم ولم يحب عاداتهم. كما أن موت مصطفى سعيد الغامض الذي لا نعرف هل مات بالفعل أم لا، نراه في نهاية الرواية في جزئية دخول الراوي للبحر واستسلامه للموج، ربما يعطينا هذا لمحة أن هذه هي طريقة موت مصطفى، وربما يرينا أن مصطفى لم يمت وفعل مثل ما فعل الراوي في النهاية باختياره الاتجاه للشمال، باختياره الحياة من أجل من يحب.
ما أراه في النهاية أن الراوي ومصطفى سعيد واحد، أو هما مكملان لبعضهما، شرب الراوي شخصية مصطفى حتى تماهى فيه، فلم نعد نستطيع تفسير ما حدث.
هي رواية عن الهوية واغتراب الإنسان الدائم.
بعد أن انهيت الرواية قرأت مقال للناقد فخري صالح عن الرواية، وهو شيء لا أفعله عادة، لكن هذه الرواية أعقد مما يجب.. ومن أول صفحة وضّح فخري صالح أن الرواية من أكثر الروايات إثارة للجدل والتساؤلات والتحليلات بالفعل، ووجدت أن المقال جيد لكن لم يضف لي الكثير، هو دعّم رؤيتي لبعض ما تحدثت عنه، وفتح ليه آفاق أخرى لم يتناولها هو في مقاله عن موت مصطفى سعيد.
وبعد ما فهمته منها ما زالت أرى أنني لم استطع الإمساك بلجام هذا النص، أو بمعنى أصح ليس له لجام.
منذ فترة لم أقرأ رواية تحمل هذا الكم من التأويلات، بل ربما لم أقرأ رواية كهذه مسبقًا. ارهقتني في تتبع مسارها والسعى خلف تحليلها والوقوف على المعنى المراد منها.
تبدأ الرواية أحداثها متمركزة على الراوي وعودته بعد سبع سنين من الدراسة بأوروبا، ثم يُسحب البُساط من تحته إلى شخصية مصطفى سعيد لتصبح هي محور الرواية، لكن هذا لم يسحب السرد منه، بل ظل هو الراوي إلى آخر الرواية.
سُلطت الأضواء على مصطفى سعيد الشخصية التي ما لبثت أن فرضت نفسها على الرواية واستحوذت على الراوي والقارئ نفسه.. تتغير الشخصية الريفية التي رأيناها في البداية ونكتشف شخصًا غزا أوروبا بغزو أجساد نسائهم، تُحل العقدة بالتدريخ في النهاية مُخلفة وراءها عشرات التحليلات.
طوال الرواية نكتشف لمحات من قصة حياته من خلال تنقلات الراوي.. ومع الوقت تتماهى شخصية الراوي مع شخصية مصطفى سعيد حتى ظننت أنهما واحد.
مع اكتشافنا لشخصية مصطفى سعيد نجد أنه سُجن سبع سنوات في الغربة لأنه قتل زوجته، نفس عدد السنوات اللي قضاهم الراوي في الدراسة في الغرب. كان مصطفى سعيد غريبًا عن البلدة ولا أحد يعرف حكايته ولا أصله، جاءهم فارًّا من نفسه.. والراوي يكتشف مع الوقت أنه غريب عن أهل هذه البلدة مع أنه يعيش وسطهم، هو لم يعرفهم ولم يحب عاداتهم. كما أن موت مصطفى سعيد الغامض الذي لا نعرف هل مات بالفعل أم لا، نراه في نهاية الرواية في جزئية دخول الراوي للبحر واستسلامه للموج، ربما يعطينا هذا لمحة أن هذه هي طريقة موت مصطفى، وربما يرينا أن مصطفى لم يمت وفعل مثل ما فعل الراوي في النهاية باختياره الاتجاه للشمال، باختياره الحياة من أجل من يحب.
ما أراه في النهاية أن الراوي ومصطفى سعيد واحد، أو هما مكملان لبعضهما، شرب الراوي شخصية مصطفى حتى تماهى فيه، فلم نعد نستطيع تفسير ما حدث.
هي رواية عن الهوية واغتراب الإنسان الدائم.
بعد أن انهيت الرواية قرأت مقال للناقد فخري صالح عن الرواية، وهو شيء لا أفعله عادة، لكن هذه الرواية أعقد مما يجب.. ومن أول صفحة وضّح فخري صالح أن الرواية من أكثر الروايات إثارة للجدل والتساؤلات والتحليلات بالفعل، ووجدت أن المقال جيد لكن لم يضف لي الكثير، هو دعّم رؤيتي لبعض ما تحدثت عنه، وفتح ليه آفاق أخرى لم يتناولها هو في مقاله عن موت مصطفى سعيد.
وبعد ما فهمته منها ما زالت أرى أنني لم استطع الإمساك بلجام هذا النص، أو بمعنى أصح ليس له لجام.
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
موسم الهجرة إلى الشمال.
Sign In »
Reading Progress
Comments Showing 1-8 of 8 (8 new)
date
newest »

message 1:
by
ماجد
(new)
-
added it
Aug 04, 2017 01:13AM

reply
|
flag
