ŷ������

مع أن الكتاب يبدو جيداً وطرحه موضوعي ومرتب للغاية وشرحه لوجه تلك المرحلة كان دقيقاً وصائباً في تحليلاته وأسئلته الهامة التي طرحها بخصوص كل جوانب الثورات العربية، إلا أنه قد فات الأوان لقراءة ورؤية هذه الأفكار والرؤى على أرض الواقع الحالي..



أشياء كثيرة تغيرت وإنقلبت وظهرت وجوه جديدة وأضمحلت أخرى وتراكمت الوقائع المرة بعد تلك الثورات، لقد خدعنا كثيراً بتلك الثورات لا من ناحية المشروعية، فالثورة كان لابد منها ولكن أتحدث هنا عن خداع ما بعد الثورات والأحلام الساذجة التي رسمناها وأستودعناها للمستقبل بدون أن نفكر في مآلات ماسيحدث من تغيرات إقليمية وسياسات إقليمية وأخرى عالمية كانت مترصدة منذ البداية لأجهاض كل مشروع ثوري في المنطقة مهما كان الثمن، وهذا الأمر الذي فات كل من كتب وتحدث بعد حدوث الثورات، ظنوا أن المشكلة في إزالة الأنظمة والحكام، ونسوا أن تلك الأنظمة لم تكن سوى مؤسسات عميلة مرتبطة بأجندة وسياسات أكبر منها وأعمق تغلغلاً في الواقع السياسي من الأنظمة نفسها .. كأن هذه الكتابات ومثيلاتها تتحدث عن نهاية وخلاص وتحرر لا مثيل له، رسمت أحلاماً وردية قد تكون مجرد سراب في عالم متغير لا يحفل كثيراً بالسذج وأصحاب الرؤى القصيرة.. الثورات كانت غير ناضجة ليس بسبب وعي الناس فحسب بل أيضاً لتحكم قيادات هزيلة لم تكن في مستوى تحمل ذلك العبء الثقيل الذي طغى على مصير الأمة لسنوات عديدة.. لو نظرنا في سيرة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لرأينا نظرة أعمق في السياسة والحكمة والنشاط وقراءة المستقبل بطريقة عقلانية بعيداً عن العواطف والشعور بالمظلومية والشعارات المكثفة التي لا تحمل سوى التقاعس والإنهزام..



السؤال الثاني، لماذا لم يكن يتحدث أحد من الدعاة والمثفقين عن ذلك الفساد والطغيان إلا حين قامت الثورات وأطاحت بالأنظمة، لماذا كان الصمت بذلك الشكل المستفز !!



أدرك جيداً أن المسؤولية لم يكن يتحملها شخص بمفرده او مجموق معينة، بل كانت مشكلة مجتمع صبر أكثر من اللازم وتحمل أكثر مما ينبغي وتحمله مالا يرضى به الله من فساد وطغيان وقمع وظلم وعمالة فاضحة وصل بهم الأمر الى بيع دول إسلامية بإكملها ..



ثورات كاملة ضاعت، سوريا، ليبيا، مصر، تونس، اليمن.. والسبب لم يكن الشعوب ولا الطرف الأجنبي بل المخادعون الذين كان يتسترون خلف ستار الدفاع عن الثورات زوراً وكذباً ونفاقاً ..



أستغرب أيضاً عدم تكلمه عن أسباب أعمق للثورات والداعي اليها وفي رأسها العمالة للغرب وبيع دماء المسلمين في العراق وفلسطين وغيرها بأبخس الاثمان .. أليس تلك أكبر الاسباب التي تسكتون وتضللون بها وعي الشعوب.. أليس التحالف مع اليهودي والنصراني لضرب المسلمين وإحتلال بلدانها من الأمور المخرجة من الدين كما هو موجود في القرآن الكريم وفتاوى مشايخكم !!!



قراءة الكتاب جاءت متأخرة، لو كنت قرأتها في وقت سابق جداً لكنت قد إنبهرت ، أما الآن وقد فات الأوان على الكلام وضاعت الأسئلة هذه في غياهب الواقع المر الذي يسود على هذه الأمة..



أعجبني كلام الشيخ في الرد على منتقدي الثورات ومشايخ السلطان والمرتزقين بالدين ، والرد الشرعي المناسب على تفاهاتهم ودفاعهم المستميت بالأدلة الواهية على عدم الخروج على ولاة الأمور كما يسمونهم ..



فك الله أسر شيخنا سلمان العودة وفرج عن كل المعتقلين والمظلومين ..