Fathy Sroor's Reviews > خطاب إلى العقل العربي
خطاب إلى العقل العربي
by
by

فؤاد زكريا هو واحد من الكتاب القلائل اللذين أنوي قراءة كل(أو على الأقل:أغلب) أعمالهم،ولذلك سببان:
أولهما:طريقة العرض..فزكريا من القلائل القادرين على الخوض في أعقد القضايا بلغة بسيطة ومباشرة وبشكل منظم وسلس وبفهم عميق لعقلية القارئ(كثيرا ما أدهش من قدرته على الرد سريعا على الأسئلة التي تطرأ على عقلي أثناء القراءة).
ثانيما:
في المقال قبل الأخير في الكتاب(الأنسان في فكر سارتر) مدح فؤاد زكريا سارتر بأنه"الفيلسوف اللذي لم يعش في البرج العاجي" مادحا فيه أنغماسه في قضايا العالم اليومية ونشاطه فيها،في ظني أن فؤاد زكريا نفسه يستحق المدح لنفس الصفة،فهو فيلسوف لم تشغله دراساته النظرية عن الأنغماس في القضايا اليومية للمجتمع،في الواقع فؤاد زكريا هو واحد من حراس العقلانية القلائل في عقدي الأنهيار الثقافي المصري والعربي (السبعينات والثمانينات) اللذين أستمروا في الميدان بنفس الألتزام والأتساق،ولا أخفي أني سعدت كثيرا حين أصدر جورج طرابيشي نفس الحكم في حقه في كتابه"المثقفون العرب والتراث".
الكتاب يضم 20 مقال موزعين في 3 أقسام....
القسم الأول تناول واقع الثقافة العربية،وقد بدء بأحد أهم مقالات الكتاب"كيف نفكر في أزمة الثقافة العربية"،تناول فيها تعريفات متعددة لمفهوم الثقافة ثم شرح مفهوم وصور الأزمة الثقافية قبل أن يتجه لأستعراض حالة الثقافة العربية ذاتها.
في المقالين التاليين بدد الأوهام بخصوص الثنائية الباطلة"الأصالة والمعاصرة" وقارن كذلك بين حركتي التعريب المعاصرة وسابقتها التي جرت في العصر العباسي الأول وكانت مقارنة قيمة،وفي المقال الرابع"ثقافة بلا أمن"تناول مصطلح الأمن الثقافي)بالتحليل وأثبت مغالطته الخفية....أما المقالين التاليين فلما يكونا جيدين بالدرجة الكافية وأنصح بتخطيهم.
القسم الثاني من كتابه يتناول الفكر والممارسة في العالم العربي،يتضمن مقال عن "الأفكار المستوردة"وهو مكمل بشكل ما لمقاله عن"الأمن الثقافي"،وهناك مقاله المميز"مرض عربي أسمه الطاعة" واللذي يشرح مركزية فكرة الطاعة في العلاقات الأجتماعية والأدارية في الوطن العربي...ربما فكرة المقال لن تكون جديدة على أغلب القراء لكن كان من الممتع قرائتها بقلم فؤاد زكريا،وهناك كذلك مقال عن الأرهاب واللذي لازال صالحاً لتبديد الأوهام حول الظاهرة رغم أنه كان مرتكزاً حينها على أعمال أرهابية واقعة ضمن أطار"المقاومة الفلسطينة"كعملية ميونخ مثلا،وفي مقاله"أسطورتان حول الحاكم والأعوان" يهدم أساس فيلم طباخ الريس) قبل 30 عاما من أنتاجه xD
أما القسم الثالث فيدور عن قضايا كبرى في العالم،لكن 4 من مقالاته أصبحت محدودة القيمة حاليا،لكنه يتضمن مقالا يرصد الخلل الكامن في الأنتخابات الأمريكية(وهو خلل لا يزال مستمرا ويسبب التبذب المستمر من اليسار لليمين والعكس)....ويختتم الكتاب بمقارنة بين الموسيقى الغربية والشرقية أضطررت(برغم ثقل ذلك على قلبي)بالتسليم بصحتها،بل وقررت قراءة كتابه"التعبير الموسيقي "...
كتاب خفيف برغم تنوع موضوعاته وتعقيدها الظاهري،والفضل يعود لأسلوب زكريا كما ذكرت.
أولهما:طريقة العرض..فزكريا من القلائل القادرين على الخوض في أعقد القضايا بلغة بسيطة ومباشرة وبشكل منظم وسلس وبفهم عميق لعقلية القارئ(كثيرا ما أدهش من قدرته على الرد سريعا على الأسئلة التي تطرأ على عقلي أثناء القراءة).
ثانيما:
في المقال قبل الأخير في الكتاب(الأنسان في فكر سارتر) مدح فؤاد زكريا سارتر بأنه"الفيلسوف اللذي لم يعش في البرج العاجي" مادحا فيه أنغماسه في قضايا العالم اليومية ونشاطه فيها،في ظني أن فؤاد زكريا نفسه يستحق المدح لنفس الصفة،فهو فيلسوف لم تشغله دراساته النظرية عن الأنغماس في القضايا اليومية للمجتمع،في الواقع فؤاد زكريا هو واحد من حراس العقلانية القلائل في عقدي الأنهيار الثقافي المصري والعربي (السبعينات والثمانينات) اللذين أستمروا في الميدان بنفس الألتزام والأتساق،ولا أخفي أني سعدت كثيرا حين أصدر جورج طرابيشي نفس الحكم في حقه في كتابه"المثقفون العرب والتراث".
الكتاب يضم 20 مقال موزعين في 3 أقسام....
القسم الأول تناول واقع الثقافة العربية،وقد بدء بأحد أهم مقالات الكتاب"كيف نفكر في أزمة الثقافة العربية"،تناول فيها تعريفات متعددة لمفهوم الثقافة ثم شرح مفهوم وصور الأزمة الثقافية قبل أن يتجه لأستعراض حالة الثقافة العربية ذاتها.
في المقالين التاليين بدد الأوهام بخصوص الثنائية الباطلة"الأصالة والمعاصرة" وقارن كذلك بين حركتي التعريب المعاصرة وسابقتها التي جرت في العصر العباسي الأول وكانت مقارنة قيمة،وفي المقال الرابع"ثقافة بلا أمن"تناول مصطلح الأمن الثقافي)بالتحليل وأثبت مغالطته الخفية....أما المقالين التاليين فلما يكونا جيدين بالدرجة الكافية وأنصح بتخطيهم.
القسم الثاني من كتابه يتناول الفكر والممارسة في العالم العربي،يتضمن مقال عن "الأفكار المستوردة"وهو مكمل بشكل ما لمقاله عن"الأمن الثقافي"،وهناك مقاله المميز"مرض عربي أسمه الطاعة" واللذي يشرح مركزية فكرة الطاعة في العلاقات الأجتماعية والأدارية في الوطن العربي...ربما فكرة المقال لن تكون جديدة على أغلب القراء لكن كان من الممتع قرائتها بقلم فؤاد زكريا،وهناك كذلك مقال عن الأرهاب واللذي لازال صالحاً لتبديد الأوهام حول الظاهرة رغم أنه كان مرتكزاً حينها على أعمال أرهابية واقعة ضمن أطار"المقاومة الفلسطينة"كعملية ميونخ مثلا،وفي مقاله"أسطورتان حول الحاكم والأعوان" يهدم أساس فيلم طباخ الريس) قبل 30 عاما من أنتاجه xD
أما القسم الثالث فيدور عن قضايا كبرى في العالم،لكن 4 من مقالاته أصبحت محدودة القيمة حاليا،لكنه يتضمن مقالا يرصد الخلل الكامن في الأنتخابات الأمريكية(وهو خلل لا يزال مستمرا ويسبب التبذب المستمر من اليسار لليمين والعكس)....ويختتم الكتاب بمقارنة بين الموسيقى الغربية والشرقية أضطررت(برغم ثقل ذلك على قلبي)بالتسليم بصحتها،بل وقررت قراءة كتابه"التعبير الموسيقي "...
كتاب خفيف برغم تنوع موضوعاته وتعقيدها الظاهري،والفضل يعود لأسلوب زكريا كما ذكرت.
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
خطاب إلى العقل العربي.
Sign In »
Reading Progress
October 21, 2017
– Shelved
October 21, 2017
– Shelved as:
to-read
October 23, 2017
–
Started Reading
October 26, 2017
– Shelved as:
فؤاد-زكريا
October 26, 2017
–
Finished Reading