ŷ������

#ريفيو
#صوت��من��المنفى
من أروع ما قرأت في السيرة الذاتية لأنه مثمر للغاية، الكاتب هنا لا يتحدث فقط عن حياته إنما يوضع أفكاره بشكل عام يليق بأنه يكون مقدمة لقراءة أعماله بجدية وبشكل لا يتطلب منك عناء لكونك أصبحت قريب من أفكاره وشخصيته...

الكتاب مقسم لفصول وكل فصل يعد مرحله حياته منفصله عن السابقة حتى وإن تطرق لبعض الأحداث، هنا يخبرك نصر حامد أبو زيد عن ما مر به من صعاب وما قدمه من تضحيات بشكل واعي وبالأخص مع أخواته، فعلى الرغم من انه حاصل بالبداية على تعليم متوسط إلا انه لم يتخلى عنه حلمه في الدراسه في مقابل تعليم أخواته، لانه يعتبر الضحية بهذا الشكل ليس لها قيمة وتعد من الحماقة فعل ذلك في مقابل إهمال النفس...

يمر نصر حامد أبو زيد بعدة أزمات ومراحل مختلفة ابتداء من إعلانه كشخص مرتد وفقآ لقانون الحسبة وسفره لليابان والولايات المتحدة، فحينما تقرأ تتعرف على شخص صادق مع ذاته قبل اي شيء، عبر عن آراءه بمنتهى المصداقية بدون خوف مع اعتبار أغلب طوائف المجتمع لها محض كفر...

أراد نصر حامد أبو زيد أن يقوم بتوعية المجتمع عن البعد التاريخي والأدبي للقرآن كما صرح طه حسين ومحمد عبد الرازق وغيرهم لكن بشكل مستفيض أكثر، فلم يتوقف بحثه رغم ما تعرض له من إهانات ومحاولة تطليقه من زوجته لكون انه لا يصح جواز المسلمة من شخص مرتد، وكل ذلك لأنه فضح أمر الجماعات الإسلامية حينما انشأت شركات توظيف الأموال وغيرها بشكل صريح ومباشر، فأرادوا أن يقتصوا منه ولكن لم يتزعزع إلى أن هاجر هو وزوجته إلى هولندا...

أثبت من خلال سيرته الذاتية أن الأنسان لابد أن يتعلم من مختلف الثقافات من خلال سفره لليابان والولايات المتحدة ويشير إلى ما اكتسبه وتعلمه من ثقافتهم المختلفة، وكان حريص على انه لو مات في المنفى لابد وأن يدفن به لأن البلد الذى لم ترحب به وهو على قيد الحياة يخشى أن تلفظه كما حدث يوم وفاة نزار قباني ورفض جماعة من الناس دخول جثة الجامعة ليصلوا عليه صلاة الجنازة...

من أجمل فصول الكتاب هو ما يتحدث فيه عن زوجته إبتهال بعد طلاقه من زوجته الأولى رغم استمرار لمدة عشر سنوات إلا انه يقول لم أشعر يومآ بأننا متوافقين ورغم ذلك كنت حريص على وعد معها وهو أن احافظ على هذا الزواج قدر المستطاع، إلى أن قابل إبتهال ورغم أنه يكبرها ب 15 عام إلا انها كانت ناضجة بشكل يجعلها لا تترد من الزواج منه والوقوف بجانبه رغم معارضه أهلها....

كل جزء بالكتاب مثير للدهشة ابتداء من والدته البسيطة التى لقنته درس لم ينساه وهو انه تحت رعايتها ومسئوليتها بعيد عن كونه رجل رغم صغر سنه كما يعتبر البعض بالأخص بعد وفاة الوالد، لذلك أدرك نصر قيمة المرأة والمساواة بينها وبين الرجل وهذا ما فعله مع أخواته البنات وتم سرد بعض المواقف المدهشة بهذا الكتاب....

لأول مرة اقرأ سيرة ذاتيه ملهمة ويحتاز بها على المستوى الإنساني والثقافي، ولكن شعرت بغصة لكونه لم يعامل بطريقة تليق به في بلده ولم يأخذ ولو جزء من حقه، وسيظل دائما وابدا الأشخاص الصادقين منبوذين من أوطانهم...

بالنهاية كانت بداية موفقة مع الكاتب وستتولى قراءة كتبه لانه أنا على استعداد لفعل ذلك الأن وشغوفه بالتعرف عليه بشكل أوضح...

انصح واحرض على قرأته بشدة للتعرف عليه كإنسان قبل أن يكون باحث مجتهد...

التقيم:5/5