ŷ������

توقفتُ عن قراءة واسيني بعد "طوق الياسمين" لأسباب خاصة. وأعودُ اليوم لأقرأه من جديد عبر "نساء كازنوفا". يتخوّف المرء من حجم الرواية ويتساءل إذا ما كانت تستحق كل هذه الأوراق خاصة أن بدايتها ثقيلة قليلا وغير ممتعة. تغيّر موقفي تماما من فتاة تستند على الكرسي متململة بقراءة كتاب تراودها شكوك المواصلة إلى انحناءة ظهر مقوسة تلتهمُ الكتاب مع دخول للا كبيرة المسرحي لتشرح لزوجها المحتضر عن حياتها معه.. تتوالي النساء وأغرقُ في الصفحات. أيّ أحمقٍ كان كازانوفا ليُقرر أن يواجه نساءه في لحظاته الأخيرة يظنّ منهن أن لا يُشاركنه بحرائقهن الذي تسبب باندلاعها ولم يكُن لتُخمدها كل تلك السنوات. كازنوفا الذي اشترى أجساد النساء بأوراقٍ شرعية وخفق في امتلاك قلوبهن وأرواحهن. سيدة النساء جميعا كانت رقية أو روكينا، حرص واسيني بشكل مُستفز أن أمقت هذه المرأة واستطاعت ببراعة أن تقلب الطاولة علينا جميعا.. علي وعلى كازانوفا وعلي واسيني نفسه رُبما. واسيني كما هو دوما سيّد التفاصيل وسيّد المتناقضات وسيّد المشاعر التي تتملكك وأنت تقرأه لأنه يعرف جيدا كيف يشدّ وترَ قلبك بشكل رقيق جدا يجعلك تتعاطف بنقيضي المشاعر مع شخصيات رواياته. في هذا الكتاب لم أجد اقتباساتا مُذهلة، ربما لأن الكتاب نفسه يُعرّي واقعنا بطريقة غريبة تجعلك تُقارن كل شيء بما يحدث في العالم العربي وهذه المقارنة أحتفظ بها لنفسي ولا أودّ التطرق إليها. بعدما انتهت روكينا من حبس الأنفاس ختمت مواجهتها مع كازنوفا بشيء من اللا حيلة: "جاهزة للوقوف أمام الله لأقول لهُ حقيقتي. حقيقتنا التي يعرفها جيدا. لن أطلبَ منهُ إلا انتقاماً من الظالمين، ولا شيئاً آخر، فالله لا يظلم ولا يمقت، وإلا أصبح مثل بقيّة البشر. الله يعرفُ رقية ونواياها، ورقية تعرفُ الله وسلطانه"