ŷ

سارة الليثي's Reviews > رحلة الدم

رحلة الدم by إبراهيم عيسى
Rate this book
Clear rating

by
39100108
's review

really liked it

ألا لعنة الله على السياسة والحكم والسلطة، اغر أي انسان بالسلطة والنفوذ والمال لينطلق عابثاً في ربوع الكون يقتل ويسفك الدماء، ولن يعدم أن يجد تبريراً دينياً يحل له ما يقوم به من سفك للدماء واعلاء له بأنه جهاد في سبيل الله وقتل لأعداء الله، أذو النورين عدو الله؟! وأنتم يا شراذم الأمم من ستنصرون الله؟! آفة عثمان أنه لم يرد أن تراق الدماء بسببه فكان دمه هو الذي أريق ومن يومها ونحن نريق دماء بعضنا البعض في سبيل السلطة والسياسة مدعين أنها لله وفي سبيل الله!!
أذكر أنني قرأت كتاباً صغيراً عن سيرة "عثمان بن عفان" لا أذكر من كاتبه ولا أذكر عنوانه بالظبط، كان ذلك في أوائل سني مراهقتي، بكيت بكاءاً مراً عندما وصلت لنهايته التي تضمنت مقتله على أيدي من ادعوا أنهم مسلمين وأنهم ينصرون الدين، من يومها و"عثمان بن عفان" أقرب الصحابة إلى قلبي، كان بمقدوره أن يحرض أصحابه ومناصريه أن يزودوا عنه بالسلاح ويقتلوا منهم كما يشاءوا ولكنه أبى، آثر أن كان ولا بد من اراقة الدماء فليكن دمه هو.
لم يشأ أن يقابل الله ويديه ملطخة بدماء قد تكون أريقت ظلماً، قد يكون صاحبها مسلماً حقاً، وبنو أمية الذين كانوا سبباً في كره الناس له بظلمهم وعربدتهم في الأرض باسمه واستغلال رأفته بهم لقربتهم منه، لم يكتفوا بأنهم كانوا السبب في تلك الفتنة التي أفضت لقتله، بل انهم عاثوا في الأرض فساداً، فنافسوا "علي بن أبي طالب" ابن عم رسول الله على الحكم، وقتلوا من بعده أبناءه "الحسن" و"الحسين" أحفاد رسول الله سيدا شباب أهل الجنة؛ ليستأثروا بالحكم.
فتحولت الخلافة الإسلامية منذاك لملك جاهلي يتوارثه الأبناء عن الآباء مدعين أنهم يطبقون شرع الله، وهم من الأساس بنوا حكمهم على باطل، "وما بني على باطل فهو باطل"، أعلم أنني ربما قد أكون استطردت في الحديث عن مشاعري ورأيي في الأحداث بشكل عام دون التطرق للرواية، ولكنها حقاً هيجت أشجاني حول هذه الفترة التي هي السبب في كل ضياع نعيشه اليوم، فهي السبب في إفساد السياسة للدين، حيث تجرد بنو أمية من كل ما يمت للدين بصلة ليفوزوا بسياستهم فألصقوا فسادها بالدين ولا زال الحكام على أثرهم يهتدون -أو يضلون-.
تدور الرواية حول تلك الفترة، حيث تبدأ الأحداث بقتل "علي بن أبي طالب" على يد "عبد الرحمن بن ملجم"، ثم تعود بتقنية "الفلاش باك" لسرد الأحداث منذ عشرين عاماً مضت في فتح مصر حينما أرسل أمير المؤمنين "عمر بن الخطاب" "عبد الرحمن بن ملجم" لـ"عمرو بن العاص" ليقرأ القرآن للجنود، تمضي الرواية في نصفها الأول بين ربوع مصر، يصور "إبراهيم عيسى" شخصية "عبد الرحمن بن ملجم" أنه ذلك الحافظ للقرآن لكن لا يعي منه شيئاً.
فـ"عبد الرحمن بن ملجم" يحفظ القرآن دون أن يسأل، لا يهتم لمعنى الآية أو المقصود بها، بل يتعجب إذا ما سأله أحد الأطفال الذين يحفظهم عن معنى آية أو كلمة، فقد أمضى عمراً مع "معاذ بن جبل" في خدمته يحفظ عنه القرآن دون أن يسأل، فلماذا يسأل هو كلام الله وعليه أن يحفظه كما هو وفقط، لم يرى رسول الله في حياته ولا أخذ عنه حديثاً، لذا كان ينظر لصحابة رسول الله بشيء من التقديس والإجلال.
تلك النظرة القدسية كانت سبباً في عذابه الأبدي، فهو نسى أنهم بشر، فإذا به يصدم عندما يراهم بشراً كباقي البشر يخطئون كما يصيبون، ولأنه يعتقد أن الصحابة غير باقي البشر، وأن صحبة رسول الله ترتقي بالانسان عن انسانيته وهي كفيلة أن تجعله ملاكاً لا يخطىء، فإذا ما أخطأ كالبشر فهذا كان كفيلاً لديه لأن يسقط من نظره فيراه منافقاً يضمر الكفر على الإسلام، وهذا ما حدث له نحو "عثمان بن عفان" فقد حمله أخطاء ولاته فكفرهم وكفره معهم.
النصف الثاني من الرواية كان في المدينة المنورة، مقر الخلافة، حيث تجمع العصاة من أقطار الدولة الإسلامية مزمعين خلع "عثمان بن عفان" عن كرسي الخلافة، رفض الإذعان لهم فانتهى الأمر بهم أن قتلوه ومثلوا بجثته، لم أقرأ من قبل ذاك الجزء الأخير عن دفنه، وهل حقاً وصل بهم الأمر أن رفضوا دفنه في مقابر المسلمين فدفن في مقابر اليهود؟! ولم لا يصل وهل بعد القتل والتمثيل بالجثث من ذنب؟! تنتهي الرواية بمبايعة "علي بن أبي طالب" خليفة للمسلمين وتوجسه من مبايعة "عبد الرحمن بن ملجم" وسحب يده رافضاً بيعته قائلاً: "إنا لله وإنا إليه راجعون".
لم تذكر الرواية تفاصيل ما حدث بين البيعة لـ"علي بن أبي طالب" وتغير "عبد الرحمن بن ملجم" ناحيته ليقتله، ويراه كافراً أيضاً كما ذكر في أول الرواية، من المفترض حسب ما ذكر على غلاف الرواية أنها الجزء الأول من سلسلة معنونة بـ"القتلة الأوائل"؛ فهل سيكون هذا هو الجزء الثاني؟ فلننتظر.
9 likes · flag

Sign into ŷ to see if any of your friends have read رحلة الدم.
Sign In »

Reading Progress

December 4, 2017 – Started Reading
May 8, 2018 – Finished Reading
May 9, 2018 – Shelved

Comments Showing 1-4 of 4 (4 new)

dateDown arrow    newest »

BookHunter M  ُH  َM  َD ريفيو رائع يا ساره شكله هيشجعني اقرأ لابراهيم عيسي بعد تردد طويل


سارة الليثي Mohammed-Makram wrote: "ريفيو رائع يا ساره شكله هيشجعني اقرأ لابراهيم عيسي بعد تردد طويل"

الرواية جميلة ومشوقة كأحداث وسرد إنما لغوياً ضعيفة أو بمعنى أدق لغتها أقرب للغة الصحفية البسيطة فمكنتش مناسبة مع الفترة الزمنية دي اللي المفروض ان كان فيها مجد اللغة العربية
كمان من العيوب اللي فيها اهتمامه بالتفاصيل الجنسية، صحيح هي مش معيبة في شيء لأن كلها كلام عن علاقات زوجية شرعية بس الوصف الجنسي مظنش انه كان مفيد في شيء إلا للاثارة الربحية فقط لا غير
أنا حبيت أقول العيوب بس عشان متدعيش عليا لما تقراها أنا اللي شدني ليها الكلام عن الفترة دي ووصفها بدقة وأمانة، خصوصاً إني كنت بادية قراءة محملة بأفكار إن ابراهيم عيسى شيعي وبيكره الاسلام السني واللكلك الكتير ده بس بصراحة الرواية كانت صادقة ومنصفة جداً


BookHunter M  ُH  َM  َD لا ده كده انتي شجعتيني اكثر
انا كنت مدمن ابراهيم عيسى قبل الثورة لحد ما باع الدستور لرضا ادوارد و سوح الصحفيين بطلت اقرأ له او اسمع له خالص
لكن الراجل ده مدرسه في الصحافه بغض النظر عن شخصيته او صورته البهلوانيه في التلفزيون بعد الثورة
كلهم اصلا اتحولوا كبير و صغير
شكرا يا سارة


سارة الليثي Mohammed-Makram wrote: "لا ده كده انتي شجعتيني اكثر
انا كنت مدمن ابراهيم عيسى قبل الثورة لحد ما باع الدستور لرضا ادوارد و سوح الصحفيين بطلت اقرأ له او اسمع له خالص
لكن الراجل ده مدرسه في الصحافه بغض النظر عن شخصيته او صور..."


العفو، قراءة ممتعة إن شاء الله ^_^


back to top