ŷ������

- شانتال تشعر بالمرارة حيال عدم التفات الرجال اليها (او بالأحرى عدم قدرتها على لفت انتباههم)، فيعطف عليها جان مارك (صاحبها) ويكتب لها رسائل إعجاب من مجهول، لا تلبث ان تدرك انها من صاحبها فتعتقد انه يمتحن قدرتها في الوفاء واستعدادها للخيانة ويضع مقدمات وحجج قد يستعملها لتركها فيما بعد. وعلى الضفة الأخرى فإن جان مارك، صاحب فكرة الرسائل، قد كتبها ليفرح صاحبته فأنتهى به الأمر بالشك فيها خصوصاً حين وجد انها تحتفظ بالرسائل. فيقع الخلاف وتسافر الى لندن (وفكرة لندن هنا مرتبطة بحفلات الجنس الجماعية، وليس بساعة بيغ-بين مثلاً) فيقوم بملاحقتها، وهنا تبدأ مجموعة من الأحداث الغريبة.. وفجأة، نحن في حلم!!

- في "ال��وية" يقوم كونديرا برسم ال��وية الشخصية للفرد: ال��وية الحقيقية التي تظهر مع احبائه، وال��وية الإجتماعية التي يفرضها العمل او المجتمع عليك، وكيف يستطيع الفرد التنقل عابثاً بين هاتين الهويتين. ويستطرد في البناء على هذه الفكرة ليرينا كيف ان الفرد يخاف من خسارة محبوبه وهو لا يزال بجانبه لكنه لم يعد يمتلك القدرة على تحديد هويته الأصلية اي تلك التي احبها في بادئ الأمر. كما انه يطرق ابواب مخيفة في إعترافات شيطانية (مثل اعتراف شانتال لإبنها المتوفي).

- لا بد من الإعتراف بأن اللغة والفلسفة الموضوعة كانت ممتازة، وقد احببت الكثير من الجمل على السنة الشخصيات، لكن مهلاً! هذه رواية! وعناصرها مفقودة وشخصياتها ورقية: تفتقد الى اختيار الشخصية اولاً فشنتال وجان مارك مخبولين بإمتياز، تفتقد الى الحبكة الروائية، الى العقدة المميزة والى السرد القصصي رغم كل الثيمات التي وضعها كونديرا الا ان الأصل والأساس مفقود. ناهيك عن ذكر النهاية الرخيصة والقديمة التي لا تليق بمستوى كونديرا.

---
"الصداقة المفرغة من محتواها الماضي تحولت اليوم الى عقد مجاملات متبادلة"
"إن اي اصطلاح يمكن، في اي وقت كان، أن يصبح استفزازاً وأي استفزاز يمكن ان يصبح اصطلاحاً"
" حريتنا الوحيدة هي في الإختيار بين المرارة والمتعة. فبما ان تفاهة كل شيئ قدرنا فلا ينبغي ان نحملها كعاهة بل ان نعرف كيف نستمتع بها"
-