ŷ������

كتاب رأيت الله، كنت أتوقع أن الكاتب مصطفى محمود على عادته قد جمع مقالات تتحدث عن الايمان ونبذ الالحاد
ولم أكن أعلم أني بقراءة هذا الكتاب على موعد مع صديقنا العزيز المجهول محمد بن عبد الجبار النفري الذي كان نادرة زمانه فعلا
وليس في زمانه فقط، نصوص النفري الباهرة لا تشابه أي نصوص أخرى، لا في تراكيبها اللغوية الرائعة ولا في معانيها ومضامينها العميقة
الكتاب كان يفترض أن يحمل عنوان النفري ، يفترض ان يسمى "مختارات من أدب النفري"، لأن الكتاب في اغلبيته نصوص النفري المحيرة والمليئة بالالغاز، والتي كان للدكتور مصطفى محمود دور بسيط في شرح بعض المعاني والتعليق العابر

----
من نصوص النفري
"يا عبد حصلت على كل شيء فأين غناك؟
فاتك كل شيء فأين فقرك؟
أعذتك من النار فأين سكينتك؟
أظفرتك بالجنة فأين نعيمك؟
إنما انا سكنك وعندي مقرك وبين يدي موقفك لو علمت
أنا المنتهى..
وليس دون المنتهى راحة!"
------

بغض النظر عن الجرأة التي يتسم بها النفري في أسلوبه، الا انه من القلائل الذين لهم هذا الاشراق الروحي والتأمل الطويل في علاقة الانسان بخالقه، يوجد الكثيرين في زمننا من يتحدثون باسم الله والدين ولكن كل حديثهم عن الدنيا والمحسوسات ولا تجد أي روحانية في كلامهم، اما النفري فيحلق بنا عاليا بعيدا عن هذه الدنيا، ليوقفنا في انوار الحضرة ويخاطبنا بما فهمه عن الدين، كلام يلهب القلوب،

اذا كنا سنقيم النفري فإن الروعة والابهار وغيرها من كلمات لاتعبر عن هذا الانسان وإن كان التقييم لجهد الدكتور مصطفى محمود في الاختيار والترتيب والتعريف بالنفري فهو جيد الى حد ما، يقول الدكتور انني لا يجب ان اشرح ما يقوله النفري لأني أحده به، بالعكس نحن نحتاج الى ان نفهم هذه النصوص الملغزة، انا تعجبني التراكيب جدا ، ولكن يصعب علي فهم الكثير منها ومغزاه لذلك فقد مررت على اغلب النصوص بدون ان تنغرس في عقلي، ولذلك تمنيت ان يكون هناك شرح يجعل الامر اسهل