ŷ������

اول رواية تؤلفها الكاتبة بثينة العيسى، قصة من زمن المنتديات، حيث تتزاحم القصص وتنسب لاسماء مستعارة، كان هناك متسع لتحرك الخيالات بعيدا ودون دراسة او بحوث لما هو واقعي وماهو ليس واقعي.. كما يوجد متسع ما لنثر المشاعر العاطفية المكبوتة التي لا نستطيع ان نعبر عنها في الواقع، والشطح بها بعيدا دون ان تجعلنا بعيدين عن الدين او الهوية

قصة تتحدث عن "فرح" .. بنت في الثانوية تحصل على فرصة لتمثيل بلدها الكويت في الاولمبياد العالمي لمادة الاحياء المقامة في السويد، وهو اشبه بمسابقة تستلزم الاقامة لفترة وتقديم اختبارات نظرية وعملية

صحب فرح استاذها الذي تكرهه بشدة لسوء ادبه واخلاقه،
وتنصدم صدمة اخرى بالمجتمع في السويد من المشاركين في هذه المسابقة حيث يكثر التحرر والالحاد وحينها احست بالغربة والالم،
وبينما هي في عز تيهها يظهر لها ضاري .. بلهجته الكويتية وبسحنته البدوية وطريقته في الكلام،
احبته من اول نظرة ونظمت فيه الوصف الجزيل من البداية وكان ضاري مرشدها الذي بعثته السفارة ،
وكعادة الادب النسائي الخليجي لا يحلو الحب الا بجرعة كبيرة من اللوعة والمرارة
وتكون المرأة مظلومة كما تحب ان تكون والرجل واثق.. قاسي.. بذيء

تتجلى مظلومية البطلة في كون ضاري يسيء لمفهوم حب الوطن ويجرح مشاعرها بذلك، فيحدث صراع وجدل بينهم فتعرف انه (بدون) ، ويفتح ملف البدون ربما لاول مرة في رواية كويتية،، حديث قصير عن معاناة البدون في عدم الحصول على الخدمات والفقر الذي اجترهم للعمل منذ الطفولة، وسجن الاحداث .. الم كهذا اصاب ضاري والان هو بعد 11 سنة من الاقامة في السويد مواطن يحظى بكل الحياة الرغيدة في بيئة افضل، ولكن في قلبه تعيش الكويت وان قست عليه، والمطر الشحيح الذي يسقط في الكويت احلى بكثير من امطار السويد الوافرة التي لا تعني له شيء
وهكذا تمضي القصة فماذا سيجري ياترى

ملاحظات

-تنحو القصة منحى يناقض عادات وتقاليد الكويتيين رغم تمسكها احيانا بذات العادات
فمثلا ترفض البطلة ان تأكل لحما غير مذبوح بالطريقة الاسلامية وفي نفس الوقت تذهب لحفلة راقصة او تذهب لبيت مرشدها ضاري
هذا التناقض في الرواية يعكس دون قصد شخصية الشباب وبالذات البنت الخليجية بين العواطف المكبوتة والارشادات الدينية وبين ما يرونه في التلفزيون والانترنت من مسلسلات و افلام وغيرها

هذه الرواية بعقلية ونفسية ومزاج المراهقين والشباب الصغار.. الخيال والشطح في الرواية فرصة لهم للذهاب بعيدا عن الواقع، ولملامسة مشاعرهم الفياضة وسط عصف الكبت والحرمان، والذهاب في عذوبة الاحلام الوردية وهم في مكانهم ملتزمين بذات العادات والتقاليد
لولا انها موغلة بشكل مبالغ فيه في ذلك

-حاولت الرواية بجهد طموح ان تطرح قضية البدون، ولكن في رأيي لم توفق تماما في ابراز القضية، ربما القصة قاصرة وربما التعبير عن الشخصية قاصر

-تبقى لغة الرواية المتكأ الأقوى حيث ظهرت موهبة الكاتبة في تركيب العبارات وروعة الاسلوب، كانت اشبه بسلسلة ارتطامات سمع لها دوي عالي