د.سيد (نصر برشومي)'s Reviews > خلوة الغلبان
خلوة الغلبان
by
by

يستخلص إبراهيم أصلان الناس من الأماكن
والإنسانية من الناس
والصمت من الثرثرة
والحكمة من الصمت
يستخلص إبراهيم أصلان المتواري في سراديبنا
نحن البسطاء أبناء حارة الرضا
التي تصحبك من النيل إلى الوسعاية
لتصل من الكيت كات
إلى إمبابة الأم الحاضنة
التي تستقبل القادمين من الدلتا والصعيد معا
يسكنون عينا أو يفتحون محلا يجمع من كانوا غرباء في حكايات تصهرهم
تذكرهم بجلسات السمر في القرى البعيدة
مع أنها قريبة جدا
في أعماقهم ولن تبرح أبدا
يطلبون عملا عند الزمالك السيدة المتأنقة
أو يعبرون إلى وسط البلد
مستمتعين بجلسة في زهرة البستان
أو مقعد في سينما حسب الظروف
يوما في كايرو أو ريفولي
وأياما في الكورسال ورويال
هنا تكتشف معه جيل الستينيات بروح صديق وقلب مخلص
وعقل ناضج وابتسامة طفل وركلة جزاء للفاسدين والمغفلين
اصلان عين السرد السحرية وكاميرته الخفية
وعلبة ألوان مائية نيلية شعبية تشربت ضوء القمر
ترسم ملامح مثقفي عصره قبل أن تندثر في أغصان أشجار الكافور
هو عصفور النيل الجميل الذي يسخر من كل الصيادين بمكر من صحب أنواع البشر عبر التاريخ على ضفاف النهر فصار خبيرا بالنفوس
فتى الوسعاية الصامت الخجول المشحون بالكبرياء والتعاطف معا
قمر الكت كات الساهر مع الغلابة
ثم يستعيدهم في خلوته
لم ينشغل عنهم
لأنه يحملهم في رأسه المنهمر ضياء قمريا في اماسي الحواديت على ضفاف السرد
ويظلل عليهم من أعلى شجرة الكافور
التي استند إليها كثيرا
وهو ينتظر أتوبيس الإبداع
على محطة الغلابة
عصافير النيل... نحن وانت وهم وهن وناس كثر توقظها شقشقات النور... وتطحنها كآبات العتمة
ناس تغزل أعشاسها الصغيرة.. تستكين في وكناتها الحانية
مع لقيماتها القليلة
واحلام يومها البسيطة بالستر
تتساقط أوراق شجرتها.. محملة بروايات لم تكتب
يلتقطها اصلان في حجرة بالوسعاية التي تضم الجميع
ويرسلها بساطا من ريح
في الكون الكائن فينا
وهم ان تصنف خلق الله في خانات جدول برنامج إكسيل لا تخرج ذات من سنتيمتر مربع لآخر، الذات كون في إنسان
إبراهيم أصلان اليساري المجادل الصلب الحاد المتمسك بمقعد علي اليسار يغرس فسيلة من حديقة سيرته بعنوان عبقري تتضافر فيه شفافية الصوفي مع الانتماء للفقراء مع خصوصية لحظة الكتابة مع الروح المصرية خارج الخانات المسبقة، تكوبنات هوية فيها الروحانية التي تستظل بسماء حانية والأصل الضاربة جذوره في أرض البسطاء
خلوة الغلبان مساحة لك وحدك تجمعهم في قلبك وتنثرهم في سردك، وتطلقهم في نهرك، بعد أن تركوك ورحلوا، ولم يعد الوقت وقتك
لا نخلو بأنفسنا حين نترك من حولنا أو يتركنا، تنناثر صورهم وتصوراتهم هنا وهناك، هنا عندنا، وهناك عند حبيب افترق سبيله عنا
نستحضر ذاك الماضي في طريق آخر، نضمه لحضن الخيال، يدور حوار في بيتنا الذهني لا يدري به الآخر، والمثل يستحضرنا في حوار لا ندري عنه شيئا
غلبان في خلوته، هجرته أحبة، فاستخلص منهم صورة تنمو في كهفه العميق، تسبح في نيله الشعوري، تعبر جسر الزمن بينه وبينهم، تتجلى في وهج الحروف، هكذا يكتب أصلان عن عالم يتباعد عنه بعد أن رحل رفاق، واعتزل رفاق، واستسلَم آخرون للفراغ اليومي في عالم اجوف بلا لون
غلبان في سردياته نخلو به في محاولة لكي نراه بخيالنا، أصلان الذي يتكلم قليلا ويقول كثيرا
سلاما على الكيت كات يسعد أهلها
وقلبي لبدر في سماها سمير
نص لقاء وحيد مع العقاد يفيض جمالا خلابا سحريا سريا هادئا، أصلان يكتب الواقعية الداكنة، تصوير محجوب بغلالة من ضوء شاحب، يخفى كثيرا خلف الظاهر المرئي، حافل بالرموز المتسترة بدقة التعبير، نص يظل معك لتعيد رؤيته في الحلم
والإنسانية من الناس
والصمت من الثرثرة
والحكمة من الصمت
يستخلص إبراهيم أصلان المتواري في سراديبنا
نحن البسطاء أبناء حارة الرضا
التي تصحبك من النيل إلى الوسعاية
لتصل من الكيت كات
إلى إمبابة الأم الحاضنة
التي تستقبل القادمين من الدلتا والصعيد معا
يسكنون عينا أو يفتحون محلا يجمع من كانوا غرباء في حكايات تصهرهم
تذكرهم بجلسات السمر في القرى البعيدة
مع أنها قريبة جدا
في أعماقهم ولن تبرح أبدا
يطلبون عملا عند الزمالك السيدة المتأنقة
أو يعبرون إلى وسط البلد
مستمتعين بجلسة في زهرة البستان
أو مقعد في سينما حسب الظروف
يوما في كايرو أو ريفولي
وأياما في الكورسال ورويال
هنا تكتشف معه جيل الستينيات بروح صديق وقلب مخلص
وعقل ناضج وابتسامة طفل وركلة جزاء للفاسدين والمغفلين
اصلان عين السرد السحرية وكاميرته الخفية
وعلبة ألوان مائية نيلية شعبية تشربت ضوء القمر
ترسم ملامح مثقفي عصره قبل أن تندثر في أغصان أشجار الكافور
هو عصفور النيل الجميل الذي يسخر من كل الصيادين بمكر من صحب أنواع البشر عبر التاريخ على ضفاف النهر فصار خبيرا بالنفوس
فتى الوسعاية الصامت الخجول المشحون بالكبرياء والتعاطف معا
قمر الكت كات الساهر مع الغلابة
ثم يستعيدهم في خلوته
لم ينشغل عنهم
لأنه يحملهم في رأسه المنهمر ضياء قمريا في اماسي الحواديت على ضفاف السرد
ويظلل عليهم من أعلى شجرة الكافور
التي استند إليها كثيرا
وهو ينتظر أتوبيس الإبداع
على محطة الغلابة
عصافير النيل... نحن وانت وهم وهن وناس كثر توقظها شقشقات النور... وتطحنها كآبات العتمة
ناس تغزل أعشاسها الصغيرة.. تستكين في وكناتها الحانية
مع لقيماتها القليلة
واحلام يومها البسيطة بالستر
تتساقط أوراق شجرتها.. محملة بروايات لم تكتب
يلتقطها اصلان في حجرة بالوسعاية التي تضم الجميع
ويرسلها بساطا من ريح
في الكون الكائن فينا
وهم ان تصنف خلق الله في خانات جدول برنامج إكسيل لا تخرج ذات من سنتيمتر مربع لآخر، الذات كون في إنسان
إبراهيم أصلان اليساري المجادل الصلب الحاد المتمسك بمقعد علي اليسار يغرس فسيلة من حديقة سيرته بعنوان عبقري تتضافر فيه شفافية الصوفي مع الانتماء للفقراء مع خصوصية لحظة الكتابة مع الروح المصرية خارج الخانات المسبقة، تكوبنات هوية فيها الروحانية التي تستظل بسماء حانية والأصل الضاربة جذوره في أرض البسطاء
خلوة الغلبان مساحة لك وحدك تجمعهم في قلبك وتنثرهم في سردك، وتطلقهم في نهرك، بعد أن تركوك ورحلوا، ولم يعد الوقت وقتك
لا نخلو بأنفسنا حين نترك من حولنا أو يتركنا، تنناثر صورهم وتصوراتهم هنا وهناك، هنا عندنا، وهناك عند حبيب افترق سبيله عنا
نستحضر ذاك الماضي في طريق آخر، نضمه لحضن الخيال، يدور حوار في بيتنا الذهني لا يدري به الآخر، والمثل يستحضرنا في حوار لا ندري عنه شيئا
غلبان في خلوته، هجرته أحبة، فاستخلص منهم صورة تنمو في كهفه العميق، تسبح في نيله الشعوري، تعبر جسر الزمن بينه وبينهم، تتجلى في وهج الحروف، هكذا يكتب أصلان عن عالم يتباعد عنه بعد أن رحل رفاق، واعتزل رفاق، واستسلَم آخرون للفراغ اليومي في عالم اجوف بلا لون
غلبان في سردياته نخلو به في محاولة لكي نراه بخيالنا، أصلان الذي يتكلم قليلا ويقول كثيرا
سلاما على الكيت كات يسعد أهلها
وقلبي لبدر في سماها سمير
نص لقاء وحيد مع العقاد يفيض جمالا خلابا سحريا سريا هادئا، أصلان يكتب الواقعية الداكنة، تصوير محجوب بغلالة من ضوء شاحب، يخفى كثيرا خلف الظاهر المرئي، حافل بالرموز المتسترة بدقة التعبير، نص يظل معك لتعيد رؤيته في الحلم
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
خلوة الغلبان.
Sign In »
Reading Progress
Finished Reading
October 24, 2018
–
Started Reading
October 24, 2018
–
Finished Reading
October 25, 2018
– Shelved
Comments Showing 1-8 of 8 (8 new)
date
newest »

message 1:
by
Rahma.Mrk
(new)
Feb 24, 2019 02:47AM

reply
|
flag