Ahmed Ibrahim's Reviews > مونولوج عازف البيانو في المحيط 1900
مونولوج عازف البيانو في المحيط 1900
by
by

"الحياة رحلة طويلة جدًا. إنها امرأة في غاية الجمال. عطر ثاقب جدا. موسيقى، لا اتقن عزفها، اعذروني. لكنني لن أنزل. دعوني أعد إلى الوراء."
هذه ليست حكاية عادية بل هي في حكمتها أشبه بالميثولوجيا اليوناينية والقصص التوراتية لكن بشكل مختلف تمامًا، نحن هنا في نقطة خارج الزمان والمكان نعيش قصة آدم آخر تجنب الخطيئة التي ارتكبها آدم التوراتي، فآدم قصتنا كان على وشك النزول إلى الأرض بمحض اختباره منساقًا وراء رغبة خفيّة لكنه يدرك في اللحظة الأخيرة مدى العبء الذي سيحمله، هو لم يخف مما رآه، بل خاف مما لم يراه، خاف من حرية الاختيار، عدم معرفة نهاية لما سيخوضه، انسياقه وراء اختيارات قد تفرضها عليه الحياة، هو فضّل البقاء على السفينة مع البيانو الذي يعرف أن لأصابعه بداية ونهاية يستطيع أن يخلق منهم ما يشاء من موسيقاه، أما بالخارخ فهذا غير ممكن، فالحياة بيانو ذو أصابع غير متناهية، إنها بيانو الرب لا أحد يستطيع العزف عليها سواه، أدرك أن الحياة عبئًا فأبي أن يحملها، هذا ممكن في هذه الحالة الأسطورية لآدم/عازف البيانو الذي لم يبتلع طعم يهوه.
هذه هي الحكاية، لكن هل تم تنفيذها بشكل يليق بمثل هذه الملحمية، في رأيي أنها لم تنقد كما يجب. لن نضع النص داخل إطار معين بالحكم عليه بأنها مسرحية ذات فصل واحد وهو مونولوج طول، أو أنها نوفيلا، هذه التصنيفات لن تهم لكن الأهم هو أن القالب التي وضعت فيه ناقصًا، قصة مثل هذه يجب أن تكون رواية عظيمة، أفكارها مكثفة لكنها ناقصة من عدة جوانب، وأنت تقرأ تشعر أن هناك شيء خاطئ، لم أتأثر بها تمامًا بل مرت عليّ كشيء خفيف دون أثر.
لا أحب المقارانات بين السينما والأدب لأن كل فن له أدواته، لكن لأوضح وجهة نظري يجب أن ننظر في هذه الحالة إلى الفيلم وإلى المسرحية، سنجد أن الفيلم يسد الثغرات المتواجدة في النص. قرأت ذات مرة أن الروايات العظيمة تتحول لأفلام سيئة، والروايات السيئة تتحول لأفلام عظيمة. لم يخالف هذه القاعدة سوى القليل، ليست هذه المسرحية منهم، فالمسرحية لا بأس بها وفي المقابل صنع منها تورناتورة فيلم عظيم.
في نظري أنه يمكن الاستغناء عن قرائتها والاكتفاء بالفيلم فقط.
هذه ليست حكاية عادية بل هي في حكمتها أشبه بالميثولوجيا اليوناينية والقصص التوراتية لكن بشكل مختلف تمامًا، نحن هنا في نقطة خارج الزمان والمكان نعيش قصة آدم آخر تجنب الخطيئة التي ارتكبها آدم التوراتي، فآدم قصتنا كان على وشك النزول إلى الأرض بمحض اختباره منساقًا وراء رغبة خفيّة لكنه يدرك في اللحظة الأخيرة مدى العبء الذي سيحمله، هو لم يخف مما رآه، بل خاف مما لم يراه، خاف من حرية الاختيار، عدم معرفة نهاية لما سيخوضه، انسياقه وراء اختيارات قد تفرضها عليه الحياة، هو فضّل البقاء على السفينة مع البيانو الذي يعرف أن لأصابعه بداية ونهاية يستطيع أن يخلق منهم ما يشاء من موسيقاه، أما بالخارخ فهذا غير ممكن، فالحياة بيانو ذو أصابع غير متناهية، إنها بيانو الرب لا أحد يستطيع العزف عليها سواه، أدرك أن الحياة عبئًا فأبي أن يحملها، هذا ممكن في هذه الحالة الأسطورية لآدم/عازف البيانو الذي لم يبتلع طعم يهوه.
هذه هي الحكاية، لكن هل تم تنفيذها بشكل يليق بمثل هذه الملحمية، في رأيي أنها لم تنقد كما يجب. لن نضع النص داخل إطار معين بالحكم عليه بأنها مسرحية ذات فصل واحد وهو مونولوج طول، أو أنها نوفيلا، هذه التصنيفات لن تهم لكن الأهم هو أن القالب التي وضعت فيه ناقصًا، قصة مثل هذه يجب أن تكون رواية عظيمة، أفكارها مكثفة لكنها ناقصة من عدة جوانب، وأنت تقرأ تشعر أن هناك شيء خاطئ، لم أتأثر بها تمامًا بل مرت عليّ كشيء خفيف دون أثر.
لا أحب المقارانات بين السينما والأدب لأن كل فن له أدواته، لكن لأوضح وجهة نظري يجب أن ننظر في هذه الحالة إلى الفيلم وإلى المسرحية، سنجد أن الفيلم يسد الثغرات المتواجدة في النص. قرأت ذات مرة أن الروايات العظيمة تتحول لأفلام سيئة، والروايات السيئة تتحول لأفلام عظيمة. لم يخالف هذه القاعدة سوى القليل، ليست هذه المسرحية منهم، فالمسرحية لا بأس بها وفي المقابل صنع منها تورناتورة فيلم عظيم.
في نظري أنه يمكن الاستغناء عن قرائتها والاكتفاء بالفيلم فقط.
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
مونولوج عازف البيانو في المحيط 1900.
Sign In »
Reading Progress
Comments Showing 1-2 of 2 (2 new)
date
newest »

message 1:
by
Islam
(new)
-
added it
Nov 12, 2018 05:25AM

reply
|
flag