ŷ

Mahmoud Omar's Reviews > محال

محال by يوسف زيدان
Rate this book
Clear rating

by
4094823
's review

did not like it

مكتوب على سبيل التقديم لهذه الرواية:

بطل هذه الرواية شاب مصري سوداني يتسم بالبراءة والتديّن، ويعمل كمرشد سياحي في الأقصر وأسوان. كانت أقصى أحلام هذا الشاب هي الزواج من فتاة نوبيّة جميلة ليبدأ حياةً سعيدة هانئة ولكن نظام حياته المسالم والممل ينقلب رأسًا على عقب بعد مقابلة أسامة بن لادن في السوادان في أوائل التسعينيات.

تأسر الرواية بايقاعها المتسارع لنتتبع مصير بطلها من الأقصر للخليج لأوزبكستان ثم أففانستان ومعتقل جوانتانامو. لغة يوسف زيدان الشعرية تجعلنا نعيش تجربة إنسانية فريدة، حيث يختلط الواقع بالخيال وننطلق مع البطل في رحلة لنكتشف خبايا النفس والعالم.

**

في الحقيقة، بطل هذه الرواية يتسم فعلاً بالبرءاة والتديّن، ويعمل مرشدًا سياحيًّا، لكن أقصى أحلامه لم تكن الزواج من فتاة نوبيّة، ليس في الشطر الاعظم من الرواية على الأقل. أما حياته التي انقبلت رأسًا على عقب، فلا دخل للقاء أسامة بن لادن في تعكير صفوها. ربما كُتب ذلك على ظهر الرواية على سبيل الترويج لا أكثر.

تأسرناالرواية بايقاعها المتسارع؟ لا أعتقد. يورد يوسف زيدان التعبير "كانت الساعة تشير إلى - بلغت الساعة كذه" أكثر من خمسين مرّة في صفحات الرواية التي تزيد قليلاً عن المئتين. بل أنّ الواقع، الواقع الروائي، يقول أن الخط الزمني لهذه الرواية يشبه مستنقعًا لا يبعث فيه الحراك سوى بضع ضفادع طائشة.

خبايا النفس والعالم؟ ليس في الأمر خبايا، الفلسفة الحاضرة في الرواية باهتة جدًا، وتستند في جلّها إلى اقتباسات من بن عربي، وصراع هامشي بين صوفيّة "الشيخ نقطة" وسلفية عبد العال وبن لادن وغيرهم.

هناك العديد من السقطات الفادحة في الرواية، سقطات تثبت أن الكاتب يستخفُّ بعقل القارئ إلى درجة غير معقولة. وكأنه يكتب بمنطق: يا راجل، ما تدقّش!, في حين أننا لو دققنا فعلاً، لاكتشفنا أنه من الغريب، والمريب، والتافه أن يذهب بطل الرواية للاسكندرية كي يستخرج شهادة مرشد بموافقة ومباركة سهيل صديقه وأبيه، ومن ثمّ يكتشف (ويا سبحان الله) أن امتلاك الجنسية المصرية شرط من شروط التقدم للدورة. أيعقل أن يجهل سهيل، المرشد المتمكن والخبير، هذا الشرط البديهيِّ؟. موقف آخر: عندما يرفض ضابط أمن الدولة تجديد رخصة عمله، ويرجع الى السودان، ويكتشف بعد سنين، ويا سبحان الله مرّة كمان، بمشورة سهيل أيضًا، أن بامكانه العودة إلى مصر على سبيل الزيارة. أي شخص يعمل في مصر ويعيش بين أهلها ويتردد على مقرات أمن الدولة يجهل أنّ "رخصة العمل" شيء والمجيء للزيارة والسياحة شيء آخر؟

**

بعدما انتهيت من الرواية، وقد قراتها دفعةً واحدة، تبادر إلى ذهني سؤالان رئيسيّان:

1- هل كتب يوسف زيدان هذه الرواية بعد أن تابع حلقات "سامي الحاج" مصوّر الجزيرة مع أحمد منصور في برنامج شاهد على العصر؟

2- هل أراد يوسف زيدان حصّة قليلةً من "الربيع العربي" بأي وسيلة فكتب روايةً يصف فيها، بكلّ جرأة، القذافي بالمجنون؟ ويشير، وضوحًا أو تورية، إلى أنّ تفجيرات الأقصر في التسعينات كانت من تدبير نظام مبارك وأن من قام بها خرج من فندق الموفنبيك المملكوك لحسين سالم، وكان على إثر الأحداث أن أصبح العادلي وزيرًا للداخليّة وعاد جمال مبارك من بلاد الخارج؟

**

رغم كل هذه الامتعاضات والتساؤلات، ورغم عدد لا بأس بع من الأخطاء الاملائيّة، إلا أنني لم أندم -تمامًا- على قراءةالرواية. حسبي في قراءتها بعض المعلومات المستفادة عن النوبة جنوب مصر، أم درمان في السودان، طشقند في أوزباكستان. وهي معلومات يمكن الحصول بكلِّ سهولة عليها من ويكيبيديا، إلا أن قولبتها روائيًا تساعدني، كما دومًا، على أن أدخلها إلى مخي دون منازعات جبّارة.

23 likes · flag

Sign into ŷ to see if any of your friends have read محال.
Sign In »

Reading Progress

Started Reading
January 12, 2012 – Finished Reading
January 13, 2012 – Shelved

Comments Showing 1-2 of 2 (2 new)

dateDown arrow    newest »

message 1: by Samar (new) - added it

Samar لو تحب تعرف اكتر عن النوبة جنوب مصر, اقرأ "سفينة نوح" للخميسى.. فيها جزء آسر عن النوبة و اسوان بالتحديد... حسيت انى عايزة اسافر اسوان فى التو و اللحظة عشان استمتع بالجمال ده...

بالنسبة لمحال.. عندى الكتاب اشتريته وحضرت حفل توقيع الكتاب و مازال عندى مش قادرة اقراه.. بعد النبطى درجة احتمالى لكتابات يوسف زيدان وصلت للصفر...


Nada انا في طور قراتها بس بعد ما شفت كلامك انتابني فتور!! خاصة انو فعلا الي شدني هو ما كتب على ظهر الرواية!!


back to top