imane's Reviews > مقدمة ابن خلدون
مقدمة ابن خلدون
by
الجزء الاول
إن أفريقش بن قيس بن صيفي من ملوك التبابعة لما غزا المغرب وأفريقية، وقتل الملك جرجيس، وبنى المدن والأمصار، وباسمه زعموا سميت أفريقية لما رأى هذا الجيل من الأعاجم وسمع رطانتهم ووعى اختلافها وتنوعها تعجب من ذلك وقال: ما أكثر بربرتكم فسموا بالبربر. والبربرة بلسان العرب هي اختلاط الأصوات غير المفهومة، ومنه يقال بربر الأسد إذا زأر بأصوات غير مفهومة. وأما شعوب هذا الجيل وبطونهم فإن علماء النسب متفقون على أنهم يجمعهم جدان عظيمان وهما برنس وماذغيس. ويلقب ماذغيس بالأبتر فلذلك يقال لشعوبه البتر، ويقال لشعوب برنس البرانس، وهما معاً إبناً برنس
لما فر إدريس الأكبر إلى المغرب من وقعة بلخ أوعز الهادي إلى الأغالبة أن يقعدوا له بالمراصد و يذكوا عليه العيون فلم يظفروا به و خلص إلى المغرب فتم أمره و ظهرت دعوته و ظهر الرشيد من بعد ذلك على ما كان من واضح مولاهم و عاملهم على الاسكندرية من دسيسة التشيع للعلوية و إدهانه في نجاة إدريس إلى المغرب فقتله و دس الشماخ من موالي المهدي أبيه للتحيل على قتل إدريس فأظهر اللحاق به و البراءة من بني العباس مواليه فاشتمل عليه إدريس و خلطه بنفسه و ناوله الشماخ في بعض خلواته سماً استهلكه به و وقع خبر مهلكه من بني العباس أحسن المواقع لما رجوه من قطع أسباب الدعوة العلوية بالمغرب و اقتلاع جرثومتها و لما تأدى إليهم خبر الحمل المخلف لإدريس فلم يكن لهم إلا كلا و لا إذا بالدعوة قد عادت و الشيعة بالمغرب قد ظهرت و دولتهم بإدريس بن إدريس قد تجددت فكان ذلك عليهم أنكى من و وقع الشهاب وكان الفشل و الهرم قد نزلا بدولة العرب عن أن يسموا إلى القاصية فلم يكن منتهى قدرة الرشيد على إدريس الأكبر بمكانه من قاصية المغرب و اشتمال البربر عليه إلا التحيل في إهلاكه بالسموم فعند ذلك فزعوا إلى أوليائهم من الأغالبة بأفريقية في سد تلك الفرجة من ناحيتهم و حسم الداء المتوقع بالدولة من قبلهم و اقتلاع تلك العروق قبل أن تشج منهم يخاطبهم بذلك المأمون و من بعده من خلفائهم فكان الأغالبة عن برابرة المغرب الأقصى أعجز و لمثلها من الزبون على ملوكهم أحوج لما طرق الخلافة من انتزاء ممالك العجم على سدتها و امتطائهم صهوة التغلب عليها و تصريفهم أحكامها طوع أغراضهم في رجالها و جبايتها و أهل خططها و سائر نقضها و إبرامها
الجزء الثاني
الظلم مؤذن لخراب العمران المفسد للنوع والقتل مؤذن بالفساد والزنا مؤذن بالفساد
الاجتماع البشري ضروري فالانسان مدني بطبعه لا يستطيع العيش لوحده ووضع فيه الرغبة في البحث عن الغذاء وهذا يحتاج من اجل تحصيله الى زراعة ومصانع والات وصنائع كثيرة ويستحيل ان يقوم بذلك شخص واحد يجب ان يجتمع كل بني جنسه ويتعاونوا لكي يحصل على قوت يومه كما ان الانسان من اجل الدفاع عن نفسه بحاجة الى بني جنسه لان القدرات مختلفة وجعل بعضكم لبعض سخريا. عوض المخالب التي تمتلكها الحيوانات هناك الادوات الرماح والسيوف والتراس وغير ذلك. وبدون غذاء لا يعيش الانسان وبدون دفاع يهلك الانسان فالغذاء للقوت والسلاح للمدافعة فهذا الاجتماع ضروري للنوع الانساني لما تمت خلافة الانسان في الارض
في الانسان طباع حيوانية من العدوان والظلم ولا بد من شيء يدفع بعضهم عن بعض وهنا ظهرت القوانين والحكم والانقياد الى رئيس متميز عنهم. لكن الله قد يهدي بعض عباده فياتي الانبياء لتنظيم العلاقات بشرع مفروض من الله
الجزء الثالث الى الاخير
ستجد ان اغلب اهل الحضر هم اهل البدو بعد ان تيسرت حياتهم. فالبدو هم الاصل لانهم يركزون على ضروريات للحياة في حين ان الحضر يركزون على الكماليات. واهل البدو اكثر خيرا من اهل الحضر لانهم على الفطرة وبقدر ما تحضر الانسان بعد عن فطرته وتلوثت انفسهم بالشر وذهبت عنهم الحشمة. واهل البدو حتى لو كانوا مقبلين على الحياة فهم لا يتسابقون على الكماليات
ويختار الله من عباده انبياء ينزل عليهم الوحي ويكون لهم قبل الوحي خلق الخير وهذا معنى العصمة اي مفطور على ان ينافر المذمومات
الانسان ابن بيئته فالتطبع يغلب الطبع
الذي يقع به العقاب ولا يدافع عن نفسه فهذا يكسب الانسان المذلة ويكسر باسه اما اذا تربى على الانصياع للقوانين هذا لا يكسب مذلة لذا تجد اهل البدو اشد باسا من اهل الحضر واقل انصياعا لانهم اقل تاديبا
خلق الله في طبائع البشر الشر والخير والشر اقرب اليه اذا لم يتبع الدين او يهذب نفسه "وهديناه النجدين". ففي طبائع النفوس الظلم والعدوان على بعضهم البعض لولا القوانين والحاكم الذي يكبحهم عن التظالم الا اذا كان الحاكم ظالما بنفسه
ولولا دفع الناس بعضهم ببعض لفسدت الارض فكل انسان يحب ان يغلب وكلما غلبت امة امة اخرى بحثت لها عن امم اخرى تغلبها
اذا اردنا اهلاك قوم امرنا مترفيها ان يفسدوا فيها فدمرناها تدميرا.
المغلوبون يتشبهون بالغالب في الملبس والمركب والعادات وذلك لاعتقادهم بكمال الغالب. انظر فقط للاطفال عندما يقلدون اباءهم ظنا منهم انهم كاملون
وقليلا ما تجد الرفق لدى الاذكياء واليقظين وتجده غالبا لدى المغفلين والاغبياء
العصبية ضرورية للملة وبوجودها يتم امر الله منها ما بعث الله نبيا الا في منعة من قومه. اما العصبية المذمومة هي العصبية الجاهلية والفخر بالاباء انتم من ادم وادم من تراب ان اكرمكم عند الله اتقاكم
الدنيا مطية الى الاخرة وليس ذم الدنيا غاية في ذاتها من فقد المطية فقد الوصول والدين لم يهمل الدنيا ولم يعطل قوى الانسان لكن قصده تصريف قوى الانسان في الحق وتتحد الوجهة فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه
الله لم يذم الغضب وهو يقصد نزعه من الانسان فلو زالت قوة الغضب من الانسان لفقد منه الانتصار للحق وبطل الجهاد واعلاء كلمة الله لكن يذم الغضب للشيطان وللاغراض الذميمة فالغضب لله وفي الله ممدوح وهو من شمائله صلى الله عليه وسلم
ذم الشهوات ليس المراد ابطالها بالكلية فمن بطلت شهوته كان نقصا في حقه لكن تصريفها في ما ابيح له باشتماله على المصالح فيكون الانسان عبدا لله
كانت في البداية خلافة وكان الوازع الديني يغلب على الوازع الدنيوي. ثم انقلب الامر ملكا وترفا ومخالفة لاحكام الله من شرب للخمر ولبس للذهب والفضة وافساد في الارض وانقلب الدين عصبية وسيفا واستعمل لبلوغ الشهوات محتفظا بلقب الخلافة
إن الحسين قتل بشرع جده و هو غلط حملته عليه الغفلة عن اشتراط الإمام العادل و من أعدل من الحسين في زمانه في إمامته و عدالته في قتال أهل الآراء و أما ابن الزبير فإنه رأى في منامه ما رآه الحسين و ظن كما ظن و غلطه في أمر الشوكة أعظم لأن بني أسد لا يقاومون بني أمية في جاهلية و لا إسلام. و القول بتعين الخطاء في جهة مخالفة كما كان في جهة معاوية مع علي لا سبيل إليه. لأن الإجماع هنالك قضى لنا به و لم نجده ها هنا. و أما يزيد فعين خطأه فسقه. و عبد الملك صاحب ابن الزبير أعظم الناس عدالة و ناهيك بعدالته احتجاج مالك بفعله و عدول ابن عباس و ابن عمر إلى بيعته عن ابن الزبير و هم معه بالحجاز مع أن الكثير من الصحابة كانوا يرون أن بيعة ابن الزبير لم تنعقد لأنه لم يحضرها أهل العقد و الحل كبيعة مروان و ابن الزبير على خلاف ذلك و الكل مجتهدون محمولون على الحق في الظاهر و إن لم يتعين في جهة منهما و القتل الذي نزل به بعد تقرير ما قررناه يجيء على قواعد الفقه و قوانينه مع أنه شهيد مثاب باعتبار قصده و تحريه الحق هذا هو الذي ينبغي أن تحمل عليه أفعال السلف من الصحابة و التابعين فهم خيار الأمة و إذا جعلناهم عرضة للقدح فمن الذي يختص بالعدالة و النبي صلى الله عليه و سلم يقول: خير الناس قرني ثم الذين يلونهم مرتين أو ثلاثاً ثم يفشو الكذب فجعل الخيرة و هي العدالة مختصة بالقرن الأول و الذي يليه فإياك أن تعود نفسك أو لسانك التعرض لأحد منهم و لا يشوش قلبك بالريب في شيء مما وقع مهم و التمس لهم مذاهب الحق و طرقه ما استطعت فهم أولى الناس بذلك و ما اختلفوا إلا عن بينة و ما قاتلوا أو قتلوا إلا في سبيل جهاد أو إظهار حق واعتقد مع ذلك أن اختلافهم رحمة لمن بعدهم من الأمة ليقتدي كل واحد بمن يختاره منهم و يجعله إمامه و هادية و دليله فافهم ذلك و تبين حكمه الله في خلقه و أكوانه و اعلم أنه على كل شيء قدير و إليه الملجأ و المصير و الله تعالى أعلم.
قيل: بريد جاء بالفتح من بعض البعوث ودخل المدينة وهو يسأل عن عمر ويقول أين أمير المؤمنين، وسمعها اصحابه فاستحسنوه، وقالوا أصبت والله اسمه، إنه والله أمير المؤمنين حقاً، فدعوه بذلك، وذهب لقباً له في الناس. وتوارثه الخلفاء من بعده سمة لا يشاركهم فيها أحد سواهم سائر دولة بني أمية. ثم أن الشيعة خصوا علياً باسم الإمام نعتاً له بالإمامة التي هي أخت الخلافة، وتعريضاً بمذهبهم في أنه أحق بإمامة الصلاة من أبي بكر لما هو مذهبهم وبدعتهم
by

الجزء الاول
إن أفريقش بن قيس بن صيفي من ملوك التبابعة لما غزا المغرب وأفريقية، وقتل الملك جرجيس، وبنى المدن والأمصار، وباسمه زعموا سميت أفريقية لما رأى هذا الجيل من الأعاجم وسمع رطانتهم ووعى اختلافها وتنوعها تعجب من ذلك وقال: ما أكثر بربرتكم فسموا بالبربر. والبربرة بلسان العرب هي اختلاط الأصوات غير المفهومة، ومنه يقال بربر الأسد إذا زأر بأصوات غير مفهومة. وأما شعوب هذا الجيل وبطونهم فإن علماء النسب متفقون على أنهم يجمعهم جدان عظيمان وهما برنس وماذغيس. ويلقب ماذغيس بالأبتر فلذلك يقال لشعوبه البتر، ويقال لشعوب برنس البرانس، وهما معاً إبناً برنس
لما فر إدريس الأكبر إلى المغرب من وقعة بلخ أوعز الهادي إلى الأغالبة أن يقعدوا له بالمراصد و يذكوا عليه العيون فلم يظفروا به و خلص إلى المغرب فتم أمره و ظهرت دعوته و ظهر الرشيد من بعد ذلك على ما كان من واضح مولاهم و عاملهم على الاسكندرية من دسيسة التشيع للعلوية و إدهانه في نجاة إدريس إلى المغرب فقتله و دس الشماخ من موالي المهدي أبيه للتحيل على قتل إدريس فأظهر اللحاق به و البراءة من بني العباس مواليه فاشتمل عليه إدريس و خلطه بنفسه و ناوله الشماخ في بعض خلواته سماً استهلكه به و وقع خبر مهلكه من بني العباس أحسن المواقع لما رجوه من قطع أسباب الدعوة العلوية بالمغرب و اقتلاع جرثومتها و لما تأدى إليهم خبر الحمل المخلف لإدريس فلم يكن لهم إلا كلا و لا إذا بالدعوة قد عادت و الشيعة بالمغرب قد ظهرت و دولتهم بإدريس بن إدريس قد تجددت فكان ذلك عليهم أنكى من و وقع الشهاب وكان الفشل و الهرم قد نزلا بدولة العرب عن أن يسموا إلى القاصية فلم يكن منتهى قدرة الرشيد على إدريس الأكبر بمكانه من قاصية المغرب و اشتمال البربر عليه إلا التحيل في إهلاكه بالسموم فعند ذلك فزعوا إلى أوليائهم من الأغالبة بأفريقية في سد تلك الفرجة من ناحيتهم و حسم الداء المتوقع بالدولة من قبلهم و اقتلاع تلك العروق قبل أن تشج منهم يخاطبهم بذلك المأمون و من بعده من خلفائهم فكان الأغالبة عن برابرة المغرب الأقصى أعجز و لمثلها من الزبون على ملوكهم أحوج لما طرق الخلافة من انتزاء ممالك العجم على سدتها و امتطائهم صهوة التغلب عليها و تصريفهم أحكامها طوع أغراضهم في رجالها و جبايتها و أهل خططها و سائر نقضها و إبرامها
الجزء الثاني
الظلم مؤذن لخراب العمران المفسد للنوع والقتل مؤذن بالفساد والزنا مؤذن بالفساد
الاجتماع البشري ضروري فالانسان مدني بطبعه لا يستطيع العيش لوحده ووضع فيه الرغبة في البحث عن الغذاء وهذا يحتاج من اجل تحصيله الى زراعة ومصانع والات وصنائع كثيرة ويستحيل ان يقوم بذلك شخص واحد يجب ان يجتمع كل بني جنسه ويتعاونوا لكي يحصل على قوت يومه كما ان الانسان من اجل الدفاع عن نفسه بحاجة الى بني جنسه لان القدرات مختلفة وجعل بعضكم لبعض سخريا. عوض المخالب التي تمتلكها الحيوانات هناك الادوات الرماح والسيوف والتراس وغير ذلك. وبدون غذاء لا يعيش الانسان وبدون دفاع يهلك الانسان فالغذاء للقوت والسلاح للمدافعة فهذا الاجتماع ضروري للنوع الانساني لما تمت خلافة الانسان في الارض
في الانسان طباع حيوانية من العدوان والظلم ولا بد من شيء يدفع بعضهم عن بعض وهنا ظهرت القوانين والحكم والانقياد الى رئيس متميز عنهم. لكن الله قد يهدي بعض عباده فياتي الانبياء لتنظيم العلاقات بشرع مفروض من الله
الجزء الثالث الى الاخير
ستجد ان اغلب اهل الحضر هم اهل البدو بعد ان تيسرت حياتهم. فالبدو هم الاصل لانهم يركزون على ضروريات للحياة في حين ان الحضر يركزون على الكماليات. واهل البدو اكثر خيرا من اهل الحضر لانهم على الفطرة وبقدر ما تحضر الانسان بعد عن فطرته وتلوثت انفسهم بالشر وذهبت عنهم الحشمة. واهل البدو حتى لو كانوا مقبلين على الحياة فهم لا يتسابقون على الكماليات
ويختار الله من عباده انبياء ينزل عليهم الوحي ويكون لهم قبل الوحي خلق الخير وهذا معنى العصمة اي مفطور على ان ينافر المذمومات
الانسان ابن بيئته فالتطبع يغلب الطبع
الذي يقع به العقاب ولا يدافع عن نفسه فهذا يكسب الانسان المذلة ويكسر باسه اما اذا تربى على الانصياع للقوانين هذا لا يكسب مذلة لذا تجد اهل البدو اشد باسا من اهل الحضر واقل انصياعا لانهم اقل تاديبا
خلق الله في طبائع البشر الشر والخير والشر اقرب اليه اذا لم يتبع الدين او يهذب نفسه "وهديناه النجدين". ففي طبائع النفوس الظلم والعدوان على بعضهم البعض لولا القوانين والحاكم الذي يكبحهم عن التظالم الا اذا كان الحاكم ظالما بنفسه
ولولا دفع الناس بعضهم ببعض لفسدت الارض فكل انسان يحب ان يغلب وكلما غلبت امة امة اخرى بحثت لها عن امم اخرى تغلبها
اذا اردنا اهلاك قوم امرنا مترفيها ان يفسدوا فيها فدمرناها تدميرا.
المغلوبون يتشبهون بالغالب في الملبس والمركب والعادات وذلك لاعتقادهم بكمال الغالب. انظر فقط للاطفال عندما يقلدون اباءهم ظنا منهم انهم كاملون
وقليلا ما تجد الرفق لدى الاذكياء واليقظين وتجده غالبا لدى المغفلين والاغبياء
العصبية ضرورية للملة وبوجودها يتم امر الله منها ما بعث الله نبيا الا في منعة من قومه. اما العصبية المذمومة هي العصبية الجاهلية والفخر بالاباء انتم من ادم وادم من تراب ان اكرمكم عند الله اتقاكم
الدنيا مطية الى الاخرة وليس ذم الدنيا غاية في ذاتها من فقد المطية فقد الوصول والدين لم يهمل الدنيا ولم يعطل قوى الانسان لكن قصده تصريف قوى الانسان في الحق وتتحد الوجهة فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه
الله لم يذم الغضب وهو يقصد نزعه من الانسان فلو زالت قوة الغضب من الانسان لفقد منه الانتصار للحق وبطل الجهاد واعلاء كلمة الله لكن يذم الغضب للشيطان وللاغراض الذميمة فالغضب لله وفي الله ممدوح وهو من شمائله صلى الله عليه وسلم
ذم الشهوات ليس المراد ابطالها بالكلية فمن بطلت شهوته كان نقصا في حقه لكن تصريفها في ما ابيح له باشتماله على المصالح فيكون الانسان عبدا لله
كانت في البداية خلافة وكان الوازع الديني يغلب على الوازع الدنيوي. ثم انقلب الامر ملكا وترفا ومخالفة لاحكام الله من شرب للخمر ولبس للذهب والفضة وافساد في الارض وانقلب الدين عصبية وسيفا واستعمل لبلوغ الشهوات محتفظا بلقب الخلافة
إن الحسين قتل بشرع جده و هو غلط حملته عليه الغفلة عن اشتراط الإمام العادل و من أعدل من الحسين في زمانه في إمامته و عدالته في قتال أهل الآراء و أما ابن الزبير فإنه رأى في منامه ما رآه الحسين و ظن كما ظن و غلطه في أمر الشوكة أعظم لأن بني أسد لا يقاومون بني أمية في جاهلية و لا إسلام. و القول بتعين الخطاء في جهة مخالفة كما كان في جهة معاوية مع علي لا سبيل إليه. لأن الإجماع هنالك قضى لنا به و لم نجده ها هنا. و أما يزيد فعين خطأه فسقه. و عبد الملك صاحب ابن الزبير أعظم الناس عدالة و ناهيك بعدالته احتجاج مالك بفعله و عدول ابن عباس و ابن عمر إلى بيعته عن ابن الزبير و هم معه بالحجاز مع أن الكثير من الصحابة كانوا يرون أن بيعة ابن الزبير لم تنعقد لأنه لم يحضرها أهل العقد و الحل كبيعة مروان و ابن الزبير على خلاف ذلك و الكل مجتهدون محمولون على الحق في الظاهر و إن لم يتعين في جهة منهما و القتل الذي نزل به بعد تقرير ما قررناه يجيء على قواعد الفقه و قوانينه مع أنه شهيد مثاب باعتبار قصده و تحريه الحق هذا هو الذي ينبغي أن تحمل عليه أفعال السلف من الصحابة و التابعين فهم خيار الأمة و إذا جعلناهم عرضة للقدح فمن الذي يختص بالعدالة و النبي صلى الله عليه و سلم يقول: خير الناس قرني ثم الذين يلونهم مرتين أو ثلاثاً ثم يفشو الكذب فجعل الخيرة و هي العدالة مختصة بالقرن الأول و الذي يليه فإياك أن تعود نفسك أو لسانك التعرض لأحد منهم و لا يشوش قلبك بالريب في شيء مما وقع مهم و التمس لهم مذاهب الحق و طرقه ما استطعت فهم أولى الناس بذلك و ما اختلفوا إلا عن بينة و ما قاتلوا أو قتلوا إلا في سبيل جهاد أو إظهار حق واعتقد مع ذلك أن اختلافهم رحمة لمن بعدهم من الأمة ليقتدي كل واحد بمن يختاره منهم و يجعله إمامه و هادية و دليله فافهم ذلك و تبين حكمه الله في خلقه و أكوانه و اعلم أنه على كل شيء قدير و إليه الملجأ و المصير و الله تعالى أعلم.
قيل: بريد جاء بالفتح من بعض البعوث ودخل المدينة وهو يسأل عن عمر ويقول أين أمير المؤمنين، وسمعها اصحابه فاستحسنوه، وقالوا أصبت والله اسمه، إنه والله أمير المؤمنين حقاً، فدعوه بذلك، وذهب لقباً له في الناس. وتوارثه الخلفاء من بعده سمة لا يشاركهم فيها أحد سواهم سائر دولة بني أمية. ثم أن الشيعة خصوا علياً باسم الإمام نعتاً له بالإمامة التي هي أخت الخلافة، وتعريضاً بمذهبهم في أنه أحق بإمامة الصلاة من أبي بكر لما هو مذهبهم وبدعتهم
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
مقدمة ابن خلدون.
Sign In »
Reading Progress
January 4, 2019
–
Started Reading
January 4, 2019
– Shelved
January 9, 2019
– Shelved as:
تاريخ
January 9, 2019
– Shelved as:
علم-اجتماع
January 9, 2019
– Shelved as:
كتب-فكرية
January 9, 2019
– Shelved as:
سياسة-اقتصاد
January 9, 2019
– Shelved as:
دين
January 9, 2019
–
Finished Reading
Comments Showing 1-4 of 4 (4 new)
date
newest »


بارك الله فيكي"
وبارك الله فيك :))
اكتب لنفسي لكي لا انسى ما قراته ومن المفرح ان يستفيد الجميع

بارك الله فيكي"
وبارك الله فيك :))
اكتب لنفسي لكي لا انسى ما قراته ومن المفرح ان يستفيد الجميع"
أقترح ان تقومي بتجميع كل كتاباتك في ملف
اولا تضعي الاسم الكتاب ثم المراجعة
وتاريخ كتابتك لتلك المراجعة
والاحتفاظ بها نسخة مادية ونسخة اليكترونية ان امكن
وبعد وهلة ستجدي لديك رصيد لابأس به م الملخصات والمراجعات
التي قد تقومي بتعديلها لاحقا باضافة التغير بتاريخ جديد بالطبع
بارك الله فيكي