Eddie B.'s Reviews > أحلام الناي
أحلام الناي
by
by

أنا مدين حقًا بالكثير لكاتبة مقال "في الشتاء.. اقرأ لهؤلاء" على موقع أراجيك
والذي قالت فيه الكاتبة عني أنني "خرجت بعملي المميز والوحيد - للأسف - من تحت عباءة الكاتب الكبير هيرمان هسّه". المؤسف فعلًا أنني لم أفعل، فكيف أخرج من عباءة لم أكن قد رأيتها من قبل؟ بالطبع صادفني الاسم كثيرًا وبقى طويلًا على قائمة الكُتاب الذين أود القراءة لهم، وهي للأسف أيضًا قائمة لا تزداد مع الوقت إلا طولًا، لكن بالطبع قراءة عبارة مستفزة (بالمعنى الجيد) كهذه جعلتني أضع السيد هسّه فورًا على رأس القائمة! وبدأت بعملين له، لا عمل واحد. سيدهارتا وأحلام الناي. العملان قصيران لكنني أمضيت معهما شهورًا. لم أنهِ سيدرهارتا الرائعة بعد لكنني أنهيت القصة الأخيرة من أحلام الناي (بعنوان زهرة السوسن) عندما استيقظت أمس في الليل فجأة، قبل منبهي بساعاتٍ حاولتُ العودة للنوم خلالها بلا فائدة. فلما تيقنتُ من ذهاب النوم بلا رجعة اقترحتُ على نفسي أن نجرب العودة إلى "حكايات بعد النوم" نسخة هرمان هسّه. ربما كانت "زهرة السوسن" من أجمل وأهم القصص التي قرأتها في حياتي، إلى درجة أنني لو تركتُ وصيةً لصديقٍ بعد موتي فربما كانت قراءة "زهرة السوسن" بعين شديدة الجدية.
أذهلني جمال عوالم هسه منذ قصته الثانية (بعنوان الشاعر) والتي دفعتني - رغم طولها - إلى تسجيلها صوتيًا، هنا:
وهي وصية أيضًا، لكنها خاصة بالكُتاب. فيما يبدو كل قصص هسّه هي وصايا من نوعٍ ما. القصة الرابعة مثلًا "أنباء عجيبة من نجم آخر" والسادسة "أغسطس" والسابعة "زهرة السوسن" هي وصايا أراد هسّه إيداعها للبشر كافة.
قالت لي رضوى عاشور - رحمها الله - ذات مرة أنها تشبِّهني بكاتبٍ ما، لا انتقاصًا من قدر ما أكتب وإنما لأنها كانت تحب ما يكتب. لم أرَ في تشبيهها سوى الحب، وبعدما قرأت "أحلام الناي" لا أرى في تشبيه الكاتبة سوى مجاملة شديدة اللطف تحمل الكثير جدًا من المبالغة. فأين قصتي "الفراشات" من قصته "زهرة السوسن"؟ وأين "حَجَر" من "أغسطس"؟ وأين "السنجاب" من "أنباء عجيبة من نجم آخر"؟
سامحكِ الله يا كاتبة المقال، على شعوري الآن بضآلة ما كتبت، وعلى رغبتي الآن في توريث كتابه هو لمن أُحِب.
أحمد الديب
مارس 2019
والذي قالت فيه الكاتبة عني أنني "خرجت بعملي المميز والوحيد - للأسف - من تحت عباءة الكاتب الكبير هيرمان هسّه". المؤسف فعلًا أنني لم أفعل، فكيف أخرج من عباءة لم أكن قد رأيتها من قبل؟ بالطبع صادفني الاسم كثيرًا وبقى طويلًا على قائمة الكُتاب الذين أود القراءة لهم، وهي للأسف أيضًا قائمة لا تزداد مع الوقت إلا طولًا، لكن بالطبع قراءة عبارة مستفزة (بالمعنى الجيد) كهذه جعلتني أضع السيد هسّه فورًا على رأس القائمة! وبدأت بعملين له، لا عمل واحد. سيدهارتا وأحلام الناي. العملان قصيران لكنني أمضيت معهما شهورًا. لم أنهِ سيدرهارتا الرائعة بعد لكنني أنهيت القصة الأخيرة من أحلام الناي (بعنوان زهرة السوسن) عندما استيقظت أمس في الليل فجأة، قبل منبهي بساعاتٍ حاولتُ العودة للنوم خلالها بلا فائدة. فلما تيقنتُ من ذهاب النوم بلا رجعة اقترحتُ على نفسي أن نجرب العودة إلى "حكايات بعد النوم" نسخة هرمان هسّه. ربما كانت "زهرة السوسن" من أجمل وأهم القصص التي قرأتها في حياتي، إلى درجة أنني لو تركتُ وصيةً لصديقٍ بعد موتي فربما كانت قراءة "زهرة السوسن" بعين شديدة الجدية.
أذهلني جمال عوالم هسه منذ قصته الثانية (بعنوان الشاعر) والتي دفعتني - رغم طولها - إلى تسجيلها صوتيًا، هنا:
وهي وصية أيضًا، لكنها خاصة بالكُتاب. فيما يبدو كل قصص هسّه هي وصايا من نوعٍ ما. القصة الرابعة مثلًا "أنباء عجيبة من نجم آخر" والسادسة "أغسطس" والسابعة "زهرة السوسن" هي وصايا أراد هسّه إيداعها للبشر كافة.
قالت لي رضوى عاشور - رحمها الله - ذات مرة أنها تشبِّهني بكاتبٍ ما، لا انتقاصًا من قدر ما أكتب وإنما لأنها كانت تحب ما يكتب. لم أرَ في تشبيهها سوى الحب، وبعدما قرأت "أحلام الناي" لا أرى في تشبيه الكاتبة سوى مجاملة شديدة اللطف تحمل الكثير جدًا من المبالغة. فأين قصتي "الفراشات" من قصته "زهرة السوسن"؟ وأين "حَجَر" من "أغسطس"؟ وأين "السنجاب" من "أنباء عجيبة من نجم آخر"؟
سامحكِ الله يا كاتبة المقال، على شعوري الآن بضآلة ما كتبت، وعلى رغبتي الآن في توريث كتابه هو لمن أُحِب.
أحمد الديب
مارس 2019
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
أحلام الناي.
Sign In »
Quotes Eddie Liked

“وبدأ بعد ذلك يتعلم إنشاء القصائد تحت إشراف أستاذه، وفي بطء شديد تعلَّم ذلك الفن المستتر الذي يقول به في الظاهر أشياء بسيطة مألوفة، ولكنه يحرك بها روح المستمع كما تحرك الريح صفحة الماء. كان يصف طلوع الشمس، وكيف تتردد على حافة الجبل، ويصف اندفاع الأسماك الصامت عندما تنطلق كالظلال تحت المياه، أو تمايل شجيرة من أشجار البتولا هبت عليها نسمة الربيع. وعندما كان الناس يستمعون إليه، لم يكونوا يفكرون في الشمس وحدها أو في تلاعب الأسماك أو في حفيف شجرة البتولا، بل كان يبدو لهم أن السماء والأرض يعملان معًا لحظة من الزمان في انسجام تام، وكان كل مستمع يجد نفسه مدفوعًا إلى التفكير في فرح وألم عما يحبه أو يبغضه: الصبي في رياضته، والشاب في حبيبته، والشيخ في اقتراب موته.”
― Strange News from Another Star
― Strange News from Another Star
Reading Progress
January 17, 2019
–
Started Reading
January 17, 2019
– Shelved
January 17, 2019
–
16.99%
"كان يصف طلوع الشمس، وكيف تتردد على حافة الجبل، ويصف اندفاع الأسماك الصامت عندما تنطلق كالظلال تحت المياه، أو تمايل شجيرة من أشجار البتولا هبت عليها نسمة الربيع. وعندما كان الناس يستمعون إليه، لم يكونوا يفكرون في الشمس وحدها أو في تلاعب الأسماك أو في حفيف شجرة البتولا، بل كان يبدو لهم أن السماء والأرض يعملان معًا لحظة من الزمان في انسجام تام، وكان كل مستمع يجد نفسه مدفوعًا إلى التفكير في فرح وألم عما يحبه أو يبغضه."
page
26
March 27, 2019
–
Finished Reading
May 17, 2024
– Shelved as:
بختي
Comments Showing 1-2 of 2 (2 new)
date
newest »


Here is a review by Mohamed: /review/show..."
يا خبر! لك السبق يا سيدي والله.. وعلى راسي..
Here is a review by Mohamed: /review/show...