Mahrous's Reviews > عناق عند جسر بروكلين
عناق عند جسر بروكلين
by
by

هناك ثلاثة أنواع من الأدب الذي يتناول المغتربين في اعتقادي :ـ
الأول يصور المغتربين في غربتهم واندماجهم الكلي مع الحياة الأمريكية (أو الغربية بصفة عامة) وتنصلهم من كل روابطهم مع أوطانهم ومحاولة تحقيقهم " الحلم الأمريكي" أي ما كان يقصد بذلك .. وهم إما ينجحون في ذلك أو يفشلون
الثاني يصور تفاعل المغتربين مع الغرب فترات طويلة أو قصيرة (مثل فترات حصولهم على شهادة الدكتوراة) دون التنكر لعاداتهم وهويتهم .. وهؤلاء المغتربين إما يعودوا لأوطانهم بعلمهم وعقليتهم الحديثة لينهضوا ببلدانهم أو يستمروا هناك في الغرب مع احتفاظ متوازن مع هويتهم فينجحون في خلق التوازن أو يخفقون
الثالث يصف الذين يذهبون إلى الغرب ويتقوقعون على أنفسهم فلا يستفيدوا بالحياة الغربية المتقدمة ولا يرغبوا في الاندماج مع الحياة الحديثة ويرون في دينهم أو قوميتهم أو هويتهم كل الملاذ .. وهم مهاجرون فقط لتحسين مستوى معيشتهم
وقد قام عز الدين شكري � للأسف - باختيار كل النماذج الفاشلة من الثلاثة أنواع ليعرضهم في روايته،
وأمثلة على ذلك :ـ
درويش هو مثال للنوع الأول .. فهو ينجح في الجانب العملي من الحياة في أمريكا ويفشل في الجانب الأسري فشلا ذريعا بأسرة مفككة بطلاق من أم أبناءه ثم زواج اخر من زينب لم يحس فيه بالسعادة .. وأبناء لا يحبونه
رامي أيضا مثال للنوع الأول .. ولكن إلى جانب فشله في الحياة الأسرية بزوجة مطلقة وبناته اللاتي لا يريدوا رؤيته. هو أيضا يفشل في الحياة العملية فيتم الاستغناء فيه عن عمله نتيجة الأزمة المالية.
الفارق بين درويش ورامي هو أيضا الفارق في اختيارهم كيفية التنصل من هويتهم ، فدرويش اختار ذلك باراداته الحرة.
أما رامي فيتنصل من هويته بسلبية ولا يتذكرها إلا مؤخرا في حياته أو كما قال رامي: " لماذا لم يفكر في الأمر بهذه الطريقة من قبل من قبل (ويقصد افتقاده للحياة في مصر)؟ فكر قليلا ثم خلص إلى أنه ربما فكر في الأمر ولم يعره كبير اهتمام، فقد كان مشغولا..بتوفير المسكن والسيارة والاستقرار .."ـ
درويش أيضا مثال أيضا للنوع الثاني فبعد دراسته للدكتوراة والعودة لمصر يفشل في الاندماج ويتملكه اليأس في محاولة الاصلاح أوكما قال الراوي: " .. هذا مجتمع أدمن مشاكله ووضعه كضحية وصار يعادي من يحاول لفت النظر لضرورة الخروج من هذا الوضع أقنعته بأن هذه أمة في سبيلها للغرق ولن ينقذها شيء أو أحد. ومن ثم قرر النجاة بنفسه" ـ
وأيضا ليلى بنت درويش التي تتعلم في أمريكا وتفشل في الاندماج فتعود لوطنها وتتشدد دينيا
أما النوع الثالث فيمثله الشيخ داوود زوج خالة سلمى نموذج العربي المتشدد، الرافض للتعايش، الذي يتخذ من أميركا داراً للجهاد، وليس وطناً للاستقرار والاندماج الحقيقيين.
ونتيجة لتعقيدات الحالة الانسانية .. تجد أن باقي الشخصيات هي مزيج من الثلاثة أنواع
ولكن يجمع بينهم شيء واحد .. الفشل بسبب الغربة
إذن هذا هو مقصد عز الدين من روايته: أنه لا فائدة من التعايش في الغرب كلية أو جزئية .. فالنتيجة الحتمية الفشل (الكلي أو الجزئي) .. وإذا كان يقصد "معرفة الاشياء بأضدادها".. أي أنه يقول: هذه الشخصيات هي الحالات الفاشلة .. فتجنبوا مواضع الفشل .. فلماذا إذن لم يبين لا بالتصريح ولا بالتلميح ما هي أسباب الإخفاق والفشل حتى يعرفها القاريء فيجد بعض الطمأنينة والسعادة إذا قدر له التعامل مع الغرب وكان له نصيب من الغربة فلا يرى في الغربة كل هذا الشر الذي صورتها له عناق على جسر بروكلين
الأول يصور المغتربين في غربتهم واندماجهم الكلي مع الحياة الأمريكية (أو الغربية بصفة عامة) وتنصلهم من كل روابطهم مع أوطانهم ومحاولة تحقيقهم " الحلم الأمريكي" أي ما كان يقصد بذلك .. وهم إما ينجحون في ذلك أو يفشلون
الثاني يصور تفاعل المغتربين مع الغرب فترات طويلة أو قصيرة (مثل فترات حصولهم على شهادة الدكتوراة) دون التنكر لعاداتهم وهويتهم .. وهؤلاء المغتربين إما يعودوا لأوطانهم بعلمهم وعقليتهم الحديثة لينهضوا ببلدانهم أو يستمروا هناك في الغرب مع احتفاظ متوازن مع هويتهم فينجحون في خلق التوازن أو يخفقون
الثالث يصف الذين يذهبون إلى الغرب ويتقوقعون على أنفسهم فلا يستفيدوا بالحياة الغربية المتقدمة ولا يرغبوا في الاندماج مع الحياة الحديثة ويرون في دينهم أو قوميتهم أو هويتهم كل الملاذ .. وهم مهاجرون فقط لتحسين مستوى معيشتهم
وقد قام عز الدين شكري � للأسف - باختيار كل النماذج الفاشلة من الثلاثة أنواع ليعرضهم في روايته،
وأمثلة على ذلك :ـ
درويش هو مثال للنوع الأول .. فهو ينجح في الجانب العملي من الحياة في أمريكا ويفشل في الجانب الأسري فشلا ذريعا بأسرة مفككة بطلاق من أم أبناءه ثم زواج اخر من زينب لم يحس فيه بالسعادة .. وأبناء لا يحبونه
رامي أيضا مثال للنوع الأول .. ولكن إلى جانب فشله في الحياة الأسرية بزوجة مطلقة وبناته اللاتي لا يريدوا رؤيته. هو أيضا يفشل في الحياة العملية فيتم الاستغناء فيه عن عمله نتيجة الأزمة المالية.
الفارق بين درويش ورامي هو أيضا الفارق في اختيارهم كيفية التنصل من هويتهم ، فدرويش اختار ذلك باراداته الحرة.
أما رامي فيتنصل من هويته بسلبية ولا يتذكرها إلا مؤخرا في حياته أو كما قال رامي: " لماذا لم يفكر في الأمر بهذه الطريقة من قبل من قبل (ويقصد افتقاده للحياة في مصر)؟ فكر قليلا ثم خلص إلى أنه ربما فكر في الأمر ولم يعره كبير اهتمام، فقد كان مشغولا..بتوفير المسكن والسيارة والاستقرار .."ـ
درويش أيضا مثال أيضا للنوع الثاني فبعد دراسته للدكتوراة والعودة لمصر يفشل في الاندماج ويتملكه اليأس في محاولة الاصلاح أوكما قال الراوي: " .. هذا مجتمع أدمن مشاكله ووضعه كضحية وصار يعادي من يحاول لفت النظر لضرورة الخروج من هذا الوضع أقنعته بأن هذه أمة في سبيلها للغرق ولن ينقذها شيء أو أحد. ومن ثم قرر النجاة بنفسه" ـ
وأيضا ليلى بنت درويش التي تتعلم في أمريكا وتفشل في الاندماج فتعود لوطنها وتتشدد دينيا
أما النوع الثالث فيمثله الشيخ داوود زوج خالة سلمى نموذج العربي المتشدد، الرافض للتعايش، الذي يتخذ من أميركا داراً للجهاد، وليس وطناً للاستقرار والاندماج الحقيقيين.
ونتيجة لتعقيدات الحالة الانسانية .. تجد أن باقي الشخصيات هي مزيج من الثلاثة أنواع
ولكن يجمع بينهم شيء واحد .. الفشل بسبب الغربة
إذن هذا هو مقصد عز الدين من روايته: أنه لا فائدة من التعايش في الغرب كلية أو جزئية .. فالنتيجة الحتمية الفشل (الكلي أو الجزئي) .. وإذا كان يقصد "معرفة الاشياء بأضدادها".. أي أنه يقول: هذه الشخصيات هي الحالات الفاشلة .. فتجنبوا مواضع الفشل .. فلماذا إذن لم يبين لا بالتصريح ولا بالتلميح ما هي أسباب الإخفاق والفشل حتى يعرفها القاريء فيجد بعض الطمأنينة والسعادة إذا قدر له التعامل مع الغرب وكان له نصيب من الغربة فلا يرى في الغربة كل هذا الشر الذي صورتها له عناق على جسر بروكلين
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
عناق عند جسر بروكلين.
Sign In »
Reading Progress
January 31, 2012
– Shelved
June 27, 2012
–
Started Reading
July 1, 2012
–
Finished Reading
Comments Showing 1-4 of 4 (4 new)
date
newest »


بس عجبنى تحليلك للشخصيات ورؤيتك العميقة للرواية"
ربنا يخليكي .. متشكر :)

أعتقد يا محمد إنك محتاج تنبّه اللي بيقرأ الريفيو في البداية إن فيه حرق للأحداث. :)

موافق تماما
بس أنا مش مفاجيء اللي بيقرا الريفيو بحرق .. أنا كاتب قبلها "أمثلة على ذلك" عشان ياخد باله .. لكن الجزء الأولاني والأخراني لا يوجد بهم حرق
بس عجبنى تحليلك للشخصيات ورؤيتك العميقة للرواية