ŷ������

ظلال المفاتيح
ابراهيم نصر الله
عدد صفحاتها ١٤٨
تقييمي لها ٥/٥

رواية جديدة من روايات ابراهيم نصر الله الثلاثية الجديدة التي صدرت هذا العام هذه الرواية الاولى بها التي اقرأها تكملة لسلسة الملهاة الفلسطينية
بدأت الرواية حديثها عن مريم تلك التي تمثل فلسطين بكل مراحلها منذ النكبة حتى وقتنا الحالي، وتمثل الذاكرة الفلسطينية للفلسطينيين، تلك المرأة القوية منذ بداية عهدها، قوتها بقوة رجال القرية كلها، تؤوي جندياً اسرائيلياً لانه استجار بها ودخل عليها طالباً المأوى مع انه اعتقد انه قد يموت على يديها، هي تعلم ما معنى ان يستجير بك احد، هو بعمر ابنها وستحزن عندما تعلم ان ابنها تعرض لمكروه، فكرت بامه فهي ام وتعرف قلب الام
تناقش الرواية نكبة فلسطين ١٩٤٨ وتهجير الفلسطينيين ومحاصرة قراهم وهدمها عن بكرة ابيها وقتل مواطنيها الذين أبوا ان يتركوا بيوتهم ويرحلوا، هناك من فر من قريته ولكنهم يحملون مفاتيح بيوتهم باعناقهم على أمل العودة الى بيوتهم، فقد أغلقوا بيوتهم وخرجوا معتقدين أنه ما دامت مفاتيح بيوتهم معهم فإن الاحتلال لا يستطيع دخولها، نسوا ان الاحتلال قادر على ان يدخل هذه البيوت بنسفها وهدمها
ترحيل الفلسطيني وتهجيره من قريته واستيطانه في قرى اخرى ولو بمخيم حتى لا ينسى ارضه وقريته، ان تخرج من ارضك لا يعني ان تنسى ارضك ووطنك فما أصعب ان تعيش الشتات داخل وطنك
" من أكثر الأمور قسوة ورغبة، ان تشعر أنك بعيد عن وطنك، في الشتات وأنت ما زلت تعيش في ذلك الوطن"
ان تهجير الفلسطيني وترحيله عن ارضه يورث ذاك الحنين المر لكل ما يمر به، فهجرته تجعله يعيش في المنفى برغم ان المسافة التي تفصله عن قريته وبيته القليل، فكل يوم يمر به خارج ارضه وقريته يعرّيه اكثر فأكثر وقد يجد الواحد فيهم نفسه محروم حتى من خيمة يهجّر إليها
يمر العمر ولكننا لا ننس ارضنا ولا ننس مسقط رأسنا، نبقى متمسكين في الارض بظلال الذاكرة ونعيد بنائها من جديد فهي لنا وستبقى لنا، وستبقى ظلال مفاتيحنا لبيوتنا الجديدة فظلها لا يمحى من ذاكرتنا ولن يمحى
"قد تقتل شخصاً ما، لكنك لن تتمكن أبداً من أن تدفن ظله معه، إن وجود ظل واحد لبيت او شجرة يكون بمثابة منارة ترشدهم "
"ها هم يخرجون من ظلال مفاتيحهم ويعيدون بناء كل شيء من جديد"

دائما ما يدهشني ابراهيم نصر الله في كتاباته، أسلوبه المبدع في اختيار الكلمات ووصف الواقع الاليم الفلسطيني وهجرته وترحاله