Ragheb's Reviews > لتحيا اللغة العربية: يسقط سيبويه
لتحيا اللغة العربية: يسقط سيبويه
by
by

بكلمة واحدة الكتاب رائع
يحتاج الكتاب قارئًا جريئًا منفتح الذهن، متحرّرًا من القيود التقليديّة والتاريخية التي تؤطّر علاقة العرب بلغتهم
بالطبع لولم يكن الكاتب على قدرٍ كبير من الجرأة لم يكن ليخوض في هذا الموضوع الذي يشبه النزول في وادي الثعابين لأنّ العقل الجمعي العربي لم يعتد نقدًا بهذه القوّة والموضوعيّة، والرائج أنْ يُجلَد كلّ من تسوّل له نفسه بالنقد للعربيّة، لكن سيقف الجلادون بخجلٍ أمام المنطق العالي والحجّة المتينة.
استمرّ الكاتب طيلة فصول الكتاب بنقد اللغة وعقد المقارنات بينها وبين اللغات الأخرى لتوضيح أفكاره.
في البداية مدح اللغة العربية وأثنى عليها وبيّن مدى عظمتها بالإضافة لصعوبتها التي جعلت أبناءها ينفرون منها طوعًا أو كرهًا، وقال عبارته المهمّة (لا تقلقوا العيب ليس فيكم بل باللغة الصعبة)
ثمّ وضّح المعايير التي تعطي اللغة قوّتها، وفنّد المقولة الرائجة (اللغة العربية أقوى اللغات لأنها تتألف من 12 مليون كلمة) وهي صحيحة رغم كلّ شيء إلا أنّ كثرة عدد المفردات لا يجعل اللغة قويّة.
ثمّ تطرق إلى علاقة اللغة العربية بالمسلمين وأقول المسلمين وليس الإسلام، لأنّه ما من شك بأنّ العلاقة بين اللغة العربية والإسلام علاقة متينة جدًا بينما المسلمين وأغلبهم من غير العرب لا يتقنون العربية بل إنّهم لا يفهمونها البتّة، وهذا يقود إلى ضحد المغالطة القائلة بأنّ عدد المتحدثين بالعربية يفوق المليار إنسان لأنّ المسلمين لا يتحدّثون بها فضلًا عن فهمها.
النقاش السابق قادنا إلى مفهوم خطير وهو العلاقة العكسية بين تطوّر الأمّة وبساطة لغتها، فالأمم المتطوّرة التي تحتاج مفرداتٍ جديدة ووسائل تعبير سريعة تنفر من التعقيد باللغة حتى لو كان هذا التعقيد يعطي اللغة جمالًا وبلاغةً، فالأهمّ في هذه الحالة هو مواكبة التحديث وليس التغنّي بتناسق الحروف والكلمات، واستشهد بمثالٍ نعلمه جيّدًا من تاريخنا وهو أنّ عصور الانحطاط العربية والإسلاميّة رافقها ازدهار في الإنتاج اللغوي الذي لا يفيد ولا يغني من جوع حيث برع الشعراء في نظم القصائد التي تُقرأ أبياتها من اليمين إلى اليسار بنفس الطريقة التي تُقرأ فيها من اليسار إلى اليمين وتفننوا في أمورٍ مشابهة.
في الفصل السابع ناقش الكاتب موضوعًا شائكًا عنونه "شيزوفرينيا اللغة" حيث بيّن فيه الصعوبة التي تواجه الطفل العربي الذي يتعلّم في بيته لغةً مختلفةً عن اللغة التي سيتعلّم بها في المدرسة، ثمّ يُضطرّ لتعلّم لغةٍ أجنبيّة إن أراد إكمال دراسته الجامعيّة والعليا.
وتسائل الكاتب ما هي الغاية من اللغة؟ هل غايتنا فقط إلقاء الخطابات الرنانة ذات الكلمات المتناسقة؟
هذا ما يقودنا إلى إحدى أهم الصفات التي ميّزت اللغة العربية والعرب عمومًا وهي استخدام المبالغة والتوكيد بكثرة حتى قيل (إنّ أحسن الشعر أكذبه) وضرب أمثلةً من السياسة والمجتمع على ضرر هذه الظاهرة.
في الفصل الأخير اقترح الكاتب بعض التعديلات على اللغة العربية والتي كان ينادي بضرورتها طيلة الكتاب
وقد طرح تعديلاتٍ خجولة جعلت البعض ممن يؤيدون فكرة الكتاب عمومًا ينتقدون مدى جخله في التعديلات التي اقترحها
من التعديلات التي اقترحها (إلغاء المثنى) و (إلغاء التمييز بين المذكر والمؤنت في حالة الجمع)
صحيح إنّ التعديلات التي اقترحها لا تتناسب (بالكمّ) مع كميّة النقد التي ساقها في الفصول السابقة، وحجم المشكلة التي نخوض فيها، إلا أنّي أراها جيّدة، فالكاتب لا ينصّب نفسه سيبويه القرن الحادي والعشرين بل يفتح الطريق لإجراء تعديلاتٍ تنهض باللغة العربية والمتحدّثين بها، فالتعديلات المطلوبة لا يمكن لشخصٍ واحد مهما علا شأنه أن يقوم بها منفردًا بل تحتاج جهدًا كبيرًا من مجمّعات اللغة العربيّة والجامعات التي تحوي أقسامًا لتدريس اللغة العربيّة.
في النهاية أذكّر بضرورة قراءة كتاب "مغالطات لغوية: الطريق الثالث إلى فصحى جديدةمغالطات لغوية - الطريق الثالث إلى فصحى جديدة" للدكتور عادل مصطفى الذي كان أكثر عمقًا، وتناول الموضوع منذ بداياته وأصّل المشكلة، وبالنسبة لي فإنّ قراءة هذا الكتاب في البداية كانت سببًا رئيسًا في فهم وتقبّل وجهات النظر التي طرحها شريف الشوباشي في الكتاب الذي تحدّثنا عنه.
يحتاج الكتاب قارئًا جريئًا منفتح الذهن، متحرّرًا من القيود التقليديّة والتاريخية التي تؤطّر علاقة العرب بلغتهم
بالطبع لولم يكن الكاتب على قدرٍ كبير من الجرأة لم يكن ليخوض في هذا الموضوع الذي يشبه النزول في وادي الثعابين لأنّ العقل الجمعي العربي لم يعتد نقدًا بهذه القوّة والموضوعيّة، والرائج أنْ يُجلَد كلّ من تسوّل له نفسه بالنقد للعربيّة، لكن سيقف الجلادون بخجلٍ أمام المنطق العالي والحجّة المتينة.
استمرّ الكاتب طيلة فصول الكتاب بنقد اللغة وعقد المقارنات بينها وبين اللغات الأخرى لتوضيح أفكاره.
في البداية مدح اللغة العربية وأثنى عليها وبيّن مدى عظمتها بالإضافة لصعوبتها التي جعلت أبناءها ينفرون منها طوعًا أو كرهًا، وقال عبارته المهمّة (لا تقلقوا العيب ليس فيكم بل باللغة الصعبة)
ثمّ وضّح المعايير التي تعطي اللغة قوّتها، وفنّد المقولة الرائجة (اللغة العربية أقوى اللغات لأنها تتألف من 12 مليون كلمة) وهي صحيحة رغم كلّ شيء إلا أنّ كثرة عدد المفردات لا يجعل اللغة قويّة.
ثمّ تطرق إلى علاقة اللغة العربية بالمسلمين وأقول المسلمين وليس الإسلام، لأنّه ما من شك بأنّ العلاقة بين اللغة العربية والإسلام علاقة متينة جدًا بينما المسلمين وأغلبهم من غير العرب لا يتقنون العربية بل إنّهم لا يفهمونها البتّة، وهذا يقود إلى ضحد المغالطة القائلة بأنّ عدد المتحدثين بالعربية يفوق المليار إنسان لأنّ المسلمين لا يتحدّثون بها فضلًا عن فهمها.
النقاش السابق قادنا إلى مفهوم خطير وهو العلاقة العكسية بين تطوّر الأمّة وبساطة لغتها، فالأمم المتطوّرة التي تحتاج مفرداتٍ جديدة ووسائل تعبير سريعة تنفر من التعقيد باللغة حتى لو كان هذا التعقيد يعطي اللغة جمالًا وبلاغةً، فالأهمّ في هذه الحالة هو مواكبة التحديث وليس التغنّي بتناسق الحروف والكلمات، واستشهد بمثالٍ نعلمه جيّدًا من تاريخنا وهو أنّ عصور الانحطاط العربية والإسلاميّة رافقها ازدهار في الإنتاج اللغوي الذي لا يفيد ولا يغني من جوع حيث برع الشعراء في نظم القصائد التي تُقرأ أبياتها من اليمين إلى اليسار بنفس الطريقة التي تُقرأ فيها من اليسار إلى اليمين وتفننوا في أمورٍ مشابهة.
في الفصل السابع ناقش الكاتب موضوعًا شائكًا عنونه "شيزوفرينيا اللغة" حيث بيّن فيه الصعوبة التي تواجه الطفل العربي الذي يتعلّم في بيته لغةً مختلفةً عن اللغة التي سيتعلّم بها في المدرسة، ثمّ يُضطرّ لتعلّم لغةٍ أجنبيّة إن أراد إكمال دراسته الجامعيّة والعليا.
وتسائل الكاتب ما هي الغاية من اللغة؟ هل غايتنا فقط إلقاء الخطابات الرنانة ذات الكلمات المتناسقة؟
هذا ما يقودنا إلى إحدى أهم الصفات التي ميّزت اللغة العربية والعرب عمومًا وهي استخدام المبالغة والتوكيد بكثرة حتى قيل (إنّ أحسن الشعر أكذبه) وضرب أمثلةً من السياسة والمجتمع على ضرر هذه الظاهرة.
في الفصل الأخير اقترح الكاتب بعض التعديلات على اللغة العربية والتي كان ينادي بضرورتها طيلة الكتاب
وقد طرح تعديلاتٍ خجولة جعلت البعض ممن يؤيدون فكرة الكتاب عمومًا ينتقدون مدى جخله في التعديلات التي اقترحها
من التعديلات التي اقترحها (إلغاء المثنى) و (إلغاء التمييز بين المذكر والمؤنت في حالة الجمع)
صحيح إنّ التعديلات التي اقترحها لا تتناسب (بالكمّ) مع كميّة النقد التي ساقها في الفصول السابقة، وحجم المشكلة التي نخوض فيها، إلا أنّي أراها جيّدة، فالكاتب لا ينصّب نفسه سيبويه القرن الحادي والعشرين بل يفتح الطريق لإجراء تعديلاتٍ تنهض باللغة العربية والمتحدّثين بها، فالتعديلات المطلوبة لا يمكن لشخصٍ واحد مهما علا شأنه أن يقوم بها منفردًا بل تحتاج جهدًا كبيرًا من مجمّعات اللغة العربيّة والجامعات التي تحوي أقسامًا لتدريس اللغة العربيّة.
في النهاية أذكّر بضرورة قراءة كتاب "مغالطات لغوية: الطريق الثالث إلى فصحى جديدةمغالطات لغوية - الطريق الثالث إلى فصحى جديدة" للدكتور عادل مصطفى الذي كان أكثر عمقًا، وتناول الموضوع منذ بداياته وأصّل المشكلة، وبالنسبة لي فإنّ قراءة هذا الكتاب في البداية كانت سببًا رئيسًا في فهم وتقبّل وجهات النظر التي طرحها شريف الشوباشي في الكتاب الذي تحدّثنا عنه.
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
لتحيا اللغة العربية.
Sign In »
Reading Progress
April 7, 2019
–
Started Reading
April 7, 2019
– Shelved
April 7, 2019
– Shelved as:
-Բܲ-لغة-عربية
April 28, 2019
–
Finished Reading