دى يحيى's Reviews > Love in the Time of Cholera
Love in the Time of Cholera
by
by

الرواية التي حارب فيها ماركيز الزمن
*المراجعة بها حرق للأحداث*


� الكوليرا داء
والحب داء
كلاهما يغير حياة المرء
كلاهما يعلن حربا شرسة ووحشية�
كلاهما قاس وفتاك �
وكلاهما يستهلك صاحبه
تقول والدة فلورينتو في لحظة تأمل
� ..الحب شبيه بالكوليرا ..� �
الحرب والكوليرا والحب
كلهم يطهرون المرء بطريقته
يعيدون تشكيل من يصاب بأي منهم
ولكن الحب حرب ضد الموت�
وهو من يضمن لصاحبه الخلود
عكس الوباء وعكس الحرب والقتال
فلورنتينو في النهاية
يتخلص من باقي المسافرين على المركب الذي يحمله وحبيبت� العجوز
� بخدعة أن السفينة أصاب من عليها وباء الكوليرا �
وتنتهي الرواية والسفينة تعبر النهر ذهابا وعودة �
رافعة علم الوباء الأصفر
الحب والحرب والكوليرا
ثالوث الموت والحياة
*-*-*-*-*-*-*-*-*
ما ألهم ماركيز هذه الرواية في البداية كانت على حد قوله
قصة حب أبيه وأمه �
فأبوه عامل التلغراف �
نمت بينه وبين لويسا (أمه المستقبلية) قصة حب قوية وحارة�
ورفض أبوها تزويجهما�
وكانت الرسائل التلغرافية هي طريقة التواصل الأقوى بين الاثنين
ولكن في النهاية تزوجا وأنجبا للبشرية غابريل
الروائي الأكثر إدهاشا عبر التاريخ
ولأنهما تزوجا صغيرين كان على ماركيز أن يستوحي قصة الحب بين اثنين كبا� في السن من قصة أخرى
وهي قصة قرأها في إحدى الصحف عن وفاة رجل وامرأة أمريكيين في الثماني� من العمر
كانا يجتمعان كل عام في أكابولكو
حتى قُتلا ذات يوم على ظهر قارب �
تم الكشف عن قصة حبهما تلك بعد وفاتهما�
حيث كان كل شخص منهم متزوج بآخر
هذان إذن هما الخيطان الرئيسيان لقصة فرمينا وفلورينتينو
*-*-*-*-*-*-*-*-*
أحداث الرواية تعانق نهاية القرن التاسع عشر�
في زمن الحروب الأهلية والأوبئة�
� زمن يستفيق فيه المجتمع الفقير في الكاريبي
� ليجد نفسه وجها لوجه مع انجازات القرن العشرين العجيبة�
بكل تأثيراتها على نمط حياتهم ووعيهم بها
كل شيء يتغير
وهنا –وكعادت� ينقلك ماركيز إلى داخل واقع مجتمعه�
إنها بانوراما كاملة من الأشخاص من مختلف الصنوف �
موظفون وأمهات وبحارة وغانيات وأطباء وعاملات تنظيف
� مع وصف دقيق مبهر لهذا العالم الذي يعيشون فيه
� من تفاصيل المهرجانات وأشكال عربات النقل �
وطرائف الكرنفالات
*-*-*-*-*-*-*-*-*
ماركيز روائي مدهش كالعادة�
يلعب بكراته بمهارة ساحر قديم
فيتدفق الخيال معانقا قسوة الواقع�
وتتضافر الأحداث بنوائب الشخصيات
يحكيها لنا فيدهش ويسحر �
حتى أنك لتشعر وكأنه لم يكن بالإمكان حدوث ما حدث بأي شكل آخر
�
وبينما يتعمق ماركيز في شخصية فلورينتينو�
يبدو وصفه لفيرمينا ودوافعها سطحيا إلى حد كبير
وكأن فيرمينا نفسها مجرد رمز
لا كتلة انسانية من لحم ودم
لقد امتلك فلورينتينو قدرة هائلة على الصبر والتصميم والكفاح�
وحاول بشتى السبل الترقي والصعود والحصول على المناصب والأموال�
وبرغم كل ما فعل �
برغم علاقاته الجسدية مع عاهرات وفتيات قصر وأرامل وزوجات أخريين�
لم يكن ذلك فحشا ولا طمعا أو جشعا بقدر ما كان رحلته الخاصة �
للبحث عن سبل كي يرتقي بشخصيته ويقويها
كي يبقى حيا صابرا منتظرا هذا اليوم الذي سيجمعه بها�
فرمينا حلم العمر والداء الذي لا يريد منه شفاء�
ترتب� فرمينا بزوج لا تشعر معه سوى بالتبعية �
روح بليدة لم تكن تناسب روحا مثلها متمردة ونارية
ولكنها تعيش معه راضية لأكثر من خمسين عاما �
تعيش حياة اختارتها لنفسها �
طمعا في حياة أفضل وأرقى �
وأكثر بهجة وإثارة للمتعة من حياتها الفقيرة
*-*-*-*-*-*-*-*-*
ثلاث وخمسين سنة من الصبر�
وستة أشهر من الانتظار
وأحد عشر يوما من الألم
هذه هي المدة التي فيها انتظر فلورنتينو فرمينا�
لم يكف فيها عن حبها أبدا
حتى يجيء اليوم الذي ينتصر فيه الحب
هذه هي مفاجأة الرواية حقا
فلم تنتهي بنهاية مأساوية كليشيهية بموته وحيدا وسط زجاجات الخمر
حيث تزوره الحبيبة التي حرم طوال العمر منها
وتودعه الوداع الأخير
فهو ليس فيلما عربيا قديما بالأبيض والأسود
إنها رواية لماركيز ولأنها لماركيز كان عليها أن تنتهي هذه النهاية العجيبة والرائع� �
فعلى ظهر سفينة �
يقرر الحبيبان العجوزان أنهما صارا �
�"في مرحلة أفضل لوصول مرحلة ما وراء الحب �
وهي الحب لذات الحب" �
ويهربان معا
متحديين الزمن والمجتمع والواقع
وقوة الكوليرا الاهثة بالموت
� للحرب وجه واحد هو الكوليرا�
وللحب وجه واحد هو الربيع الدائم
�
*المراجعة بها حرق للأحداث*


� الكوليرا داء
والحب داء
كلاهما يغير حياة المرء
كلاهما يعلن حربا شرسة ووحشية�
كلاهما قاس وفتاك �
وكلاهما يستهلك صاحبه
تقول والدة فلورينتو في لحظة تأمل
� ..الحب شبيه بالكوليرا ..� �
الحرب والكوليرا والحب
كلهم يطهرون المرء بطريقته
يعيدون تشكيل من يصاب بأي منهم
ولكن الحب حرب ضد الموت�
وهو من يضمن لصاحبه الخلود
عكس الوباء وعكس الحرب والقتال
فلورنتينو في النهاية
يتخلص من باقي المسافرين على المركب الذي يحمله وحبيبت� العجوز
� بخدعة أن السفينة أصاب من عليها وباء الكوليرا �
وتنتهي الرواية والسفينة تعبر النهر ذهابا وعودة �
رافعة علم الوباء الأصفر
الحب والحرب والكوليرا
ثالوث الموت والحياة
إ� هذا الحب في كل زمان وفي كل مكان"
لكنه يشتد كثافة كلما اقترب من المو�"�
*-*-*-*-*-*-*-*-*
ما ألهم ماركيز هذه الرواية في البداية كانت على حد قوله
قصة حب أبيه وأمه �
فأبوه عامل التلغراف �
نمت بينه وبين لويسا (أمه المستقبلية) قصة حب قوية وحارة�
ورفض أبوها تزويجهما�
وكانت الرسائل التلغرافية هي طريقة التواصل الأقوى بين الاثنين
ولكن في النهاية تزوجا وأنجبا للبشرية غابريل
الروائي الأكثر إدهاشا عبر التاريخ
ولأنهما تزوجا صغيرين كان على ماركيز أن يستوحي قصة الحب بين اثنين كبا� في السن من قصة أخرى
وهي قصة قرأها في إحدى الصحف عن وفاة رجل وامرأة أمريكيين في الثماني� من العمر
كانا يجتمعان كل عام في أكابولكو
حتى قُتلا ذات يوم على ظهر قارب �
تم الكشف عن قصة حبهما تلك بعد وفاتهما�
حيث كان كل شخص منهم متزوج بآخر
هذان إذن هما الخيطان الرئيسيان لقصة فرمينا وفلورينتينو
*-*-*-*-*-*-*-*-*
أحداث الرواية تعانق نهاية القرن التاسع عشر�
في زمن الحروب الأهلية والأوبئة�
� زمن يستفيق فيه المجتمع الفقير في الكاريبي
� ليجد نفسه وجها لوجه مع انجازات القرن العشرين العجيبة�
بكل تأثيراتها على نمط حياتهم ووعيهم بها
كل شيء يتغير
وهنا –وكعادت� ينقلك ماركيز إلى داخل واقع مجتمعه�
إنها بانوراما كاملة من الأشخاص من مختلف الصنوف �
موظفون وأمهات وبحارة وغانيات وأطباء وعاملات تنظيف
� مع وصف دقيق مبهر لهذا العالم الذي يعيشون فيه
� من تفاصيل المهرجانات وأشكال عربات النقل �
وطرائف الكرنفالات
*-*-*-*-*-*-*-*-*
ماركيز روائي مدهش كالعادة�
يلعب بكراته بمهارة ساحر قديم
فيتدفق الخيال معانقا قسوة الواقع�
وتتضافر الأحداث بنوائب الشخصيات
يحكيها لنا فيدهش ويسحر �
حتى أنك لتشعر وكأنه لم يكن بالإمكان حدوث ما حدث بأي شكل آخر
�
وبينما يتعمق ماركيز في شخصية فلورينتينو�
يبدو وصفه لفيرمينا ودوافعها سطحيا إلى حد كبير
وكأن فيرمينا نفسها مجرد رمز
لا كتلة انسانية من لحم ودم
لقد امتلك فلورينتينو قدرة هائلة على الصبر والتصميم والكفاح�
وحاول بشتى السبل الترقي والصعود والحصول على المناصب والأموال�
وبرغم كل ما فعل �
برغم علاقاته الجسدية مع عاهرات وفتيات قصر وأرامل وزوجات أخريين�
لم يكن ذلك فحشا ولا طمعا أو جشعا بقدر ما كان رحلته الخاصة �
للبحث عن سبل كي يرتقي بشخصيته ويقويها
كي يبقى حيا صابرا منتظرا هذا اليوم الذي سيجمعه بها�
فرمينا حلم العمر والداء الذي لا يريد منه شفاء�
�"علمته الشيء الوحيد الذي عليه ان يتعلمه عن الحب
وهو أن أحدا لا يستطي� تعليم الاخرين الحياة"�
ترتب� فرمينا بزوج لا تشعر معه سوى بالتبعية �
روح بليدة لم تكن تناسب روحا مثلها متمردة ونارية
ولكنها تعيش معه راضية لأكثر من خمسين عاما �
تعيش حياة اختارتها لنفسها �
طمعا في حياة أفضل وأرقى �
وأكثر بهجة وإثارة للمتعة من حياتها الفقيرة
*-*-*-*-*-*-*-*-*
ثلاث وخمسين سنة من الصبر�
وستة أشهر من الانتظار
وأحد عشر يوما من الألم
هذه هي المدة التي فيها انتظر فلورنتينو فرمينا�
لم يكف فيها عن حبها أبدا
حتى يجيء اليوم الذي ينتصر فيه الحب
هذه هي مفاجأة الرواية حقا
فلم تنتهي بنهاية مأساوية كليشيهية بموته وحيدا وسط زجاجات الخمر
حيث تزوره الحبيبة التي حرم طوال العمر منها
وتودعه الوداع الأخير
فهو ليس فيلما عربيا قديما بالأبيض والأسود
إنها رواية لماركيز ولأنها لماركيز كان عليها أن تنتهي هذه النهاية العجيبة والرائع� �
�"كانا ينسابان بصمت كزوجين قديمين كوتهما الحياة
إلى ما وراء خداع العاطف�
إلى ما وراء حيل الاوهام القاسية وسراب خيبة الامل"�
فعلى ظهر سفينة �
يقرر الحبيبان العجوزان أنهما صارا �
�"في مرحلة أفضل لوصول مرحلة ما وراء الحب �
وهي الحب لذات الحب" �
ويهربان معا
متحديين الزمن والمجتمع والواقع
وقوة الكوليرا الاهثة بالموت
� للحرب وجه واحد هو الكوليرا�
وللحب وجه واحد هو الربيع الدائم
�
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
Love in the Time of Cholera.
Sign In »
Reading Progress
Started Reading
January 1, 2012
–
Finished Reading
February 22, 2012
– Shelved
February 6, 2013
– Shelved as:
-í-áܱ
March 10, 2013
– Shelved as:
novels_novellas
Comments Showing 1-29 of 29 (29 new)
date
newest »

message 1:
by
Alijwad
(new)
-
added it
Jul 29, 2015 08:35AM

reply
|
flag

هو انتي كيف تقرأين بهالسرعة :P

كلهم يطهرون المرء بطريقته
يعيدون تشكيل من يصاب بأي منهم
ولكن الحب حرب ضد الموت�
وهو من يضمن لصاحبه الخلود
عكس الوباء وعكس الحرب والقتال
//////
عجبتني نظريتك أعلاه ;)

Mohammad wrote: "Great review, but you should've posted a spoiler alert !!"
I really didn't think it was required since almost every everybody 've watched it already
Thx :)

هي رواية الحب والعناد والتحدي وهي رواية الصبر حتى اللا نهاية . هي رواية الحزن فمن منا لم يحزن على "فلورنتينو اريثا" ومن منا لم يهتز عندما قالت "فيرمينا دارا" : يا للرجل البائس, هي رواية الحب المطلق و التحدي المطلق و الحزن المطلق .
مراجعة رائعة لرواية رائعة
