ŷ

د.سيد (نصر برشومي)'s Reviews > أفراح القبة

أفراح القبة by Naguib Mahfouz
Rate this book
Clear rating

by
87735416
's review

really liked it

في عامه السبعين يكتب نجيب محفوظ
أفراح القبة
في مطلع الثمانينيات وقت الكتابة
عن الإنسانية الغارقة في مستنقعها كان صاحب الرؤية الإنسانية التي تتأمل قصة العالم
يكتب قبل الحصول على الجائزة العالمية
عن مسرح الحياة كانت تيمة الرواية
عن تحية لحظات الحياة
التي تعيشها الشخصيات
ثم تحكي عنها بعد نهايتها كانت الدراما
تحية رمز الحياة
وهكذاالمرأة عند محفوظ
وهكذا كل حرف في إبداعه
عن أفراح زواج ملكي لم يدم ولم تدم الملكية كانت إحالة العنوان
القبة
التي عاش تحتها
عالية وعريضة وحافلة بالأخبار والأسرار
القبة التي تحيط بنا كثيرة الأبواب والنوافذ والأسوار
القبة بحجم الكون مضاءة بالنجوم والقناديل والثريات والشموع والمصابيح والأحلام والدموع
القبة بحجم قلب وحيد
يستعيد في وحدته الشريط
عرض كل يوم
الأحداث التي تنام بعد أن ينفض المولد
الناس التي عاشت تحلم بعالم لم يتحقق لها
الكاتب الذي يراقبهم
يحاول نجيب ان يكتب قصة القصة
ماوراء العرض
الميتادراما
العالم الذي نراه بخطاباته المنمقة، يضعه محفوظ في غسالة الصحون
أوشكت الأضواء على الانطفاء أيها الأديب
الموهبة الكبيرة تجادل نفسها
بين انهمار التدفق
ودقات النحت
لتسكن الدلالات قلب الحروف والكلمات والفراغات
دلالات يستهلكها المقال
وفي الآفاق دلالات تنتظر القال
وفي دهاليز الوعي منفى لما لا يقال
في المساحة السوداء تكثر الأحلام
تتكاثر الأشباح
كئيبة هي الأجواء
كنا في حاجة لبصيص من الأضواء لنحتمل رباعيته القاسية
رباعية يرويها طارق وكرم وحليمة وعباس
يحكي كل منهم من منظوره حكاية المسرحية التي كتبها عباس عنهم
فإذا هم على المسرح يشاهدون أنفسهم
يشاهدون ما فعلوه أو ما تمنوه
يا لها من لحظة مرعبة
ان يروا سرائرهم بلا أغلفة
تقول رضا
لم أعهدك تبالغ في الكآبة يا برشومي
الرجل ينثر بعض النجوم تحت سماء القبة
الرواية لا تخلو من أمل
عباس نجح
عباس كتب قصة القصة في مسرحية أفراح القبة
العرض نجح ومنح طارق البطولة
لقد وجد نفسه
لقد تفتحت أعينهم على بعض حقيقتهم
عباس لم ينتحر
المؤلف مازال يتنفس ويحلم، المسرحية انكشفت أمام الممثلين، صناديقهم السوداء انفتحت
صدقوا الحقيقة والواقع والوهم والحلم والخيال والصور المتحركة من رغبة ذات تحقق نفسها بينهم
إنهم في غفلة وقلة حيلة وعطش لتصدبق أمنياتهم العمياء
يكفي عباس أنه جعلهم يرون ما رآه وهو طفل تختزن حواسه كلامهم وأفعالهم وصورهم
حذار من ذاك الطفل الذي يسير بجانبك هو الذي سيكتب تاريخك
يكفي محفوظ أنه يعالج علاقة الفن بالحياة، ويبحث في أعماق الناس عن الزيف والصدق في تصوراتهم.
أقول لرضا
كان سوداويا، لم يخلص لاتجاه، روح المأساة، نهاية الملهاة، مرجعية اللامعقول، نسق البوليفينية الرباعي المحدد قصرا دون سبب دلالي، أجواء الرؤيا والجحبم، التمسك بأهداب الواقعية مع حل النسيج المحلي بالانزلاق في تجريد ينقل التجربة لأي فضاء ثقافي آخر
تقول رضا قرأت الرواية لكن المسلسل ترك أثرا في نفسي فوجدتني أكتب شعرا في شخصية عباس تحديدا
في مسرح الدنيا يطوف وحيدا
يقظ الفؤاد وإن راوه شريدا
في نفسه انطبعت ملامح بيته
بجلاء يكشف ما خفوه بعيدا
أزح الستار وخذ شخوصك منهمو
عباس أهلا هل كتبت جديدا
الحرف يسطر والسطور ستائر
وخيال ظلك ما يزال مديدا
تنزع قناعا أم قناعك يرتدي
حين اتخذك لدوره ترديدا
ستكون رمزا للمؤلف هاهنا
سيكون شخصك للنجيب مريدا
مل الملقن من حصار خياله
فروى حكايا ملت التقييدا
رسمت مرايا لم تضل وجوههم
خلف الستار ترى الوجوه عبيدا
تمنيت ألا تتوقف رضا
ورأيت عباس وحده، طفلا في الدهالبز والكواليس، شابا في الكمبوشة، مكبوتا في الدار التي حولها أبوه إلي ماخور يبكي المثل المهدرة
رأيت عباس يبحث عن أم أخرى في تحية، رأيت عباس يكتب آلاف الصفحات، تحتشد في رأسه الوقائع والمتخيلات، ثم يختصرها في أفراح القبة لكي يزيحه محفوظ ويكتب اسمه على غلاف روايته
رأيت عباس يتحدث في ندوة عن الرواية بوصفها دراما العصر، وعن شخصياته الأربع التي لا يعرف أصحابها، ويقول إن تفسيرها يخص القراء ولا يخصه، وأن المسلسل رؤية المخرج وليس رؤيته
سمعت السيناريست يقول لا تضعوا اسمي على المسلسل عباس كرم يونس هو المؤلف
رأيت عباس يتركهم ويمضي
رأيت سرحان الهلالي ينظر إليه بحياد
رأيت طارق رمضان ينظر إليه في ضجر
رأيت حليمة الكبش تنظر إليه بمحبة
رأيت كرم يونس ينظر إليه بفخر فقد حقق الملقن أمله الضائع وأصبح مؤلفا
سمعتهم يتحدثون عن الطريق والمشوار
وانعكاس الحياة في الأوراق والأدوار
واتسع المسرح بهم ليضم المقلة التي يبيع فيها كرم وحليمة تسالي الساهرين
والسيارات التي تنتظر العائدين
والمصابيح التي تسامر صمت الليل
ونهاية المسلسل حين ظهر الممثلون لتحية الجمهور دون ستار
الجمهور الذي رأى نفسه في العرض دون حائط أرسطي ودون إيهام بريشتي
الجمهور الذي منه تحية وعباس وطارق وكرم وحليمة وسرحان
الجمهور الذي يعيش تحت القبة
الذي يكتب حياته بخطواته الثابتة والحائرة
فيتابعها طفل نهم الحواس
متوقد الطاقة
انتقل من الجمالية لحي العجوزة على النيل
طفل كان في السبعين
ينتظر صوتا مسرحيا يعلن فوزه بالجائزة العالمية
سينضم إليهم تحت القبة
وتخصه الفرقة الموسيقية بنغمة خاصة
فيها اوركسترا أهل الأدب
وفيها سولات منفردة متدفقة بالشجن والمودة
وسيكون ملقنا يحاكيه المقلدون
وسيلتقط صوته مخلصون للكلمة والمعنى
وستذهب إلى صفحات خمائل سرده أقلام تتاجر بالبحث والنقد
ومشاعر هادرة في نفوس وثابة
ويظل العرض دراما عاكسة لصورنا السجينة في فيلم قديم
معلق في غرفة الطباعة المظلمة
336 likes · flag

Sign into ŷ to see if any of your friends have read أفراح القبة.
Sign In »

Reading Progress

June 17, 2019 – Started Reading
June 18, 2019 – Finished Reading
July 1, 2019 – Shelved

Comments Showing 1-12 of 12 (12 new)

dateDown arrow    newest »

message 1: by Rahma.Mrk (new)

Rahma.Mrk انهم في غفلة و قلة حيلة و عطش لتصديق أمنياتهم العمياء.
كم تختزل و تحلل هذه جملة كثير من اوضاع وومواقف و شعوب حتى.
جعلتني اتذكر موقف احد شخصيات تونسية سياسية.
و تمنيت الا تتوقف يا رضا. شعر جميل.
دمت متميزا و متفردا استاذ نصر


د.سيد (نصر برشومي) حضورك إضافة اعتز بها، خالص التقدير لقلمك رحمة


message 3: by نى (new)

نى مختار دراما النقد وتأليف قصيدة مرآة جميلة داخلها منح المراجعة بعدا جماليا شعريا تسكن في سطوره كل ألوان البلاغة: بيان ومعنى وبديع
شكرا أستاذ نصر شكرا جزيلا


د.سيد (نصر برشومي) في غاية الامتنان لرأيك الكريم د. نى مختار


Hiba Hammad الرواية هذه شفت اعلانات المسلسل بس ما حضرته لاني بفضل الرواية افضل من المسلسل او الفيلم


message 6: by Zahraa (new)

Zahraa اسلوبك في الكتابة ساحر 🥰🥰🤩🤩


message 7: by Dee (new) - rated it 2 stars

Dee رفيو جميل جدا


د.سيد (نصر برشومي) أشكر لك ذوقك الراقي


message 9: by Othman alsaeed (new)

Othman alsaeed حينما الإبداع يتأمل الإبداع تسلم ايدك استاذ نصر


د.سيد (نصر برشومي) Othman alsaeed wrote: "حينما الإبداع يتأمل الإبداع تسلم ايدك استاذ نصر"

في غاية الامتنان لذوقك وكرم تعبيرك أستاذ عثمان


Ahmed Maher مراجعة عظيمة، شكرا د. سيد


د.سيد (نصر برشومي) Ahmed wrote: "مراجعة عظيمة، شكرا د. سيد"
أشكر لك ذوقك وأمتن لتعليقك الكريم


back to top