Abdullah Abdulrahman's Reviews > لوعة الغاوية
لوعة الغاوية
by
by

كالعادة يأتي خال من خلف الأودية البعيدة و القرى المغلفة بالسراب يحمل من جعبتها قصص ساكنيها العجيبة القادمة من ذاكرة سحيقة و موغلة في الهروب من الإحتمالات التقليدية . تشعر معه أنك في ورطة .. لأن الشخصيات التي يخلقها ما هي إلا بمثابة ألغاز متتابعة تعجز عن تفكيكها بدقة , و تهرول معها في سبيل تتبع خطاها المتلاحقة لتتفاجئ بأنك تتعثر في نهاية الطريق من هول الدهشة و الإنبهار .
ترأف لحال "فتون" في البداية .. ثم فجأة مع تمردها و إنفتاحها على الحياة في ممارستها لألعابها و خدعتها للرجال , و تمردها على النساء و المحيط من حولها .. تجدك قادر على كرهها . ربما لأنك سترى فيها وجوة قبيحة لا يبررها سوى وهم عيشها في إنتظار عودة حبها الراحل "مبخوت" . ايضاً ربما لأن إمتداد النص جاء على الكثير من تجاربها مع الحياة والرجال بالذات .. كيف تستعطفهم وتثير فيهم ألف ثورة داخلية , مما يجعلها تجيد لعب دور "الفتاة اللعوب" إن أمكنني وصفها بهذا الوصف . لكن لا بد لك أن تعترف ببراعة خال في رسم سير الشخصية في الرواية من حيث أنه جعلك تنقلب عليها .. بعدما كنت متعاطفاً معها في البداية .
شخصية "جابر" الأعمى بمثابة بئر من القاذورات , الطريقة التي إسترسل فيها خال في وصفه جعلتني أشعر بالتقزز في كل موضع يأتي فيه على ذكره . أما "ياسين" فهو متعلق بوهم .. وهم الوصول إلى "فتون" بشهوته . أما شخصية "هناء" فهي وجه آخر من وجوة النساء الذين سلكن مسلك التعهر للوصول لغاياتهن دون تكلف أي عناء حقيقي . وسط معمعة هذة الشخصيات وجدت أن النص قائم على فكرة العيش وسط الأوهام و السير وراء الشهوة بشكل مضني دون النظر في ضمير الدين والمجتمع .. شيء مؤسف حقيقةً , فقد كنت أطمح أن يكون بناء هذة الرواية مختلف بعض الشيء .
كان من الجميل معرفة خلفية "مبخوت" .. القرية التي نشأ بها وأسلوب المعيشة الذي كان يحيط به في صغره , وقصته مع "أُنس" .. كل تلك الأمور ساعدت في تركيز حضور شخصيته بشكل أقوى بالرواية بعدما كانت شبة مهمشة في النصف الأول منها , فالغوص في ماضي شخصيات أي رواية يعزز من قوة حضورها في السرد , ويدفعك لتعلق بها أكثر .. وقد أحسن خال في ذلك , خصوصاً بعدما كان التركيز الأكبر في سير الأحداث على شخصية "فتون" في النصف الأول من الرواية .
أحببت الفصل الذي إمتد فيه الحديث عن رحلة "مبخوت" للبحث عن "أُنس" و الوصول إليها في خضم الحرب القائمة آنذاك بين الحوثيين والقيادة اليمنية , ذلك الفصل كان مليء بالأحداث الحركية المثيرة و التي أعطت للنص ملمحاً آخر , كذلك أظهرت بشكل ما أن دوافع الحوثيين لم تكن إلا دوافع عمياء , لا تقوم إلا على غايات بائسة .. وكان السعي إلى تحقيقها فشلاً كبيراً منذ البداية خصوصاً لإعتمادهم في تحقيقها على أساليب حربية بدائية وناقصة . ايضاً قصة يد "الأكتع" المقطوعه لم تكن بالقصة العادية أبداً .
جميل هو المقطع الذي تخللته صور من مخيم النازحين .. جميل في طريقته , كأن هناك عدسة تتنقل بين الوجوة و الخواطر و الأنفس وتنقل لك الأحداث مباشرة دون تنقيح أو إعادة رسم , رغم أن المخيم كان عبارة عن كومة من الخواطر المشحونة بالغضب والخيبة لتخلي وطنها عنها بكل سهولة وبدون أدنى تفكير وتخطيط مسبق . كذلك الفصل الذي وجد فيه "مبخوت" "أُنس" .. و إنطلقت فيه "أُنس" تروي على مسامع "مبخوت" ما حدث لها بعد غيبته , من إنتظارها له , لزواجها من موسى , لموت إبنها , وما تخلل ذلك من أحداث .. حتى لحظة وقوعها بين يديه من جديد .
ياالله الربط الذي حصل في النهاية .. بين "فتون" و "أُنس" جعل من نهاية الرواية نهاية غير متوقعة أبداً , أحسن خال صناعتها وربط خيوطها ببعضها البعض , كما أحسن في تحويل مشاعري فجأة تجاه "فتون" حيث أشفقت عليها في النهاية بعدما كرهتها في منتصف الرواية , لذلك سأمنحهُ النجمات الخمس !
ترأف لحال "فتون" في البداية .. ثم فجأة مع تمردها و إنفتاحها على الحياة في ممارستها لألعابها و خدعتها للرجال , و تمردها على النساء و المحيط من حولها .. تجدك قادر على كرهها . ربما لأنك سترى فيها وجوة قبيحة لا يبررها سوى وهم عيشها في إنتظار عودة حبها الراحل "مبخوت" . ايضاً ربما لأن إمتداد النص جاء على الكثير من تجاربها مع الحياة والرجال بالذات .. كيف تستعطفهم وتثير فيهم ألف ثورة داخلية , مما يجعلها تجيد لعب دور "الفتاة اللعوب" إن أمكنني وصفها بهذا الوصف . لكن لا بد لك أن تعترف ببراعة خال في رسم سير الشخصية في الرواية من حيث أنه جعلك تنقلب عليها .. بعدما كنت متعاطفاً معها في البداية .
شخصية "جابر" الأعمى بمثابة بئر من القاذورات , الطريقة التي إسترسل فيها خال في وصفه جعلتني أشعر بالتقزز في كل موضع يأتي فيه على ذكره . أما "ياسين" فهو متعلق بوهم .. وهم الوصول إلى "فتون" بشهوته . أما شخصية "هناء" فهي وجه آخر من وجوة النساء الذين سلكن مسلك التعهر للوصول لغاياتهن دون تكلف أي عناء حقيقي . وسط معمعة هذة الشخصيات وجدت أن النص قائم على فكرة العيش وسط الأوهام و السير وراء الشهوة بشكل مضني دون النظر في ضمير الدين والمجتمع .. شيء مؤسف حقيقةً , فقد كنت أطمح أن يكون بناء هذة الرواية مختلف بعض الشيء .
كان من الجميل معرفة خلفية "مبخوت" .. القرية التي نشأ بها وأسلوب المعيشة الذي كان يحيط به في صغره , وقصته مع "أُنس" .. كل تلك الأمور ساعدت في تركيز حضور شخصيته بشكل أقوى بالرواية بعدما كانت شبة مهمشة في النصف الأول منها , فالغوص في ماضي شخصيات أي رواية يعزز من قوة حضورها في السرد , ويدفعك لتعلق بها أكثر .. وقد أحسن خال في ذلك , خصوصاً بعدما كان التركيز الأكبر في سير الأحداث على شخصية "فتون" في النصف الأول من الرواية .
أحببت الفصل الذي إمتد فيه الحديث عن رحلة "مبخوت" للبحث عن "أُنس" و الوصول إليها في خضم الحرب القائمة آنذاك بين الحوثيين والقيادة اليمنية , ذلك الفصل كان مليء بالأحداث الحركية المثيرة و التي أعطت للنص ملمحاً آخر , كذلك أظهرت بشكل ما أن دوافع الحوثيين لم تكن إلا دوافع عمياء , لا تقوم إلا على غايات بائسة .. وكان السعي إلى تحقيقها فشلاً كبيراً منذ البداية خصوصاً لإعتمادهم في تحقيقها على أساليب حربية بدائية وناقصة . ايضاً قصة يد "الأكتع" المقطوعه لم تكن بالقصة العادية أبداً .
جميل هو المقطع الذي تخللته صور من مخيم النازحين .. جميل في طريقته , كأن هناك عدسة تتنقل بين الوجوة و الخواطر و الأنفس وتنقل لك الأحداث مباشرة دون تنقيح أو إعادة رسم , رغم أن المخيم كان عبارة عن كومة من الخواطر المشحونة بالغضب والخيبة لتخلي وطنها عنها بكل سهولة وبدون أدنى تفكير وتخطيط مسبق . كذلك الفصل الذي وجد فيه "مبخوت" "أُنس" .. و إنطلقت فيه "أُنس" تروي على مسامع "مبخوت" ما حدث لها بعد غيبته , من إنتظارها له , لزواجها من موسى , لموت إبنها , وما تخلل ذلك من أحداث .. حتى لحظة وقوعها بين يديه من جديد .
ياالله الربط الذي حصل في النهاية .. بين "فتون" و "أُنس" جعل من نهاية الرواية نهاية غير متوقعة أبداً , أحسن خال صناعتها وربط خيوطها ببعضها البعض , كما أحسن في تحويل مشاعري فجأة تجاه "فتون" حيث أشفقت عليها في النهاية بعدما كرهتها في منتصف الرواية , لذلك سأمنحهُ النجمات الخمس !
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
لوعة الغاوية.
Sign In »
Quotes Abdullah Liked

“نحن البشر حين يكبر الشيء المهمل من ملكياتنا في أعين الآخرين نتمسّك به ونبدأ بتغير نظرتنا لذلك المهمل .”
― لوعة الغاوية
― لوعة الغاوية

“مركبة الأيام تضيق بركابها فتنزلهم إلى المقابر أو في المحطات النائية, ومن يغترب تمتص الغربة رحيق عمره حتى إذا نضب ألقت به إلى قارعة الطريق فيلتمس دروب العودة إلى رحم تحنو عليه, فالإنسان لا يستطيع العيش من غير رحم تحتويه, نخرج من بطون أمهاتنا ونستعيض عنها برحم الفضاء حتى إذا هرمنا كان القبر رحماً حانية. وكما يحتاج الإنسان إلى رحم تحتويه كذلك الحياة بحاجة إلى قبر دائماً .”
― لوعة الغاوية
― لوعة الغاوية

“الاكتفاء يؤدي إلى الملل إذ لابد للإنسان من إبقاء الحاجة قائمة كي يستطيع مواصلة ركضه في هذه الحياة بنشوة”
― لوعة الغاوية
― لوعة الغاوية

“الإنسان كالشجر يمكنه أن ينمو في مكان ما لكن جذوره الأولى تجذبه دائمًا حتى ولو بالحنين.”
― لوعة الغاوية
― لوعة الغاوية

“الأغاني أجنحة تحلق بنا في حالة انسحاقنا، تتحوّل إلى مرهم سحري يطبّب حرماناً مثخناً بالعجز”
― لوعة الغاوية
― لوعة الغاوية

“نحن البشر حين يكبر الشيء المهمل من ملكياتنا في أعين الآخرين نتمسّك به ونبدأ بتغيير نظرتنا لذلك المهمل”
― لوعة الغاوية
― لوعة الغاوية

“كل الأقاويل التي تسكب على سيرتي أفتح لها مجرى من أذني لتصبّ عند قدمي وأخطوها كماء موحل.”
― لوعة الغاوية
― لوعة الغاوية

“لا يعرف أن المرأة التي تسمع كلمات الغزل كثيرًا تكتسب حصانة حيال تلك المشاعر المسكوبة في طريقها لأنها تمتلك دربة السير بين أوحال الرغبات المتوثبة لإفتراسها.
ولو أحصيت من علق قلبه بين فروع أيامي لعجزت عن إكمال ذلك، فأنا مثل شجرة وثنية كل من مر بها علّق خيطًا أو عقد عقدة لعلّ أمانيه تخضرّ وتثمر بين فروعها.”
― لوعة الغاوية
ولو أحصيت من علق قلبه بين فروع أيامي لعجزت عن إكمال ذلك، فأنا مثل شجرة وثنية كل من مر بها علّق خيطًا أو عقد عقدة لعلّ أمانيه تخضرّ وتثمر بين فروعها.”
― لوعة الغاوية

“حين يموت الحب بين حبيبين يتمسك أي منهما بمفارقة تميّزه عن طرفه الآخر لكي يرثي نفسه حين ينقاد في السير داخل حياة ميّتة”
― لوعة الغاوية
― لوعة الغاوية

“قلب المرأة إذا دقّ بمسمار الحب ثبت، فهي تفضل أن تكون تائهة في دم هواها وتمعن في سفكهه كي يرأف بها قاتلها، هي لا تريد يقين الحب بل ضلاله”
― لوعة الغاوية
― لوعة الغاوية
Reading Progress
March 15, 2012
– Shelved
June 27, 2012
–
Started Reading
June 30, 2012
–
46.5%
"نحن البشر حين يكبر الشيء المهمل من ملكياتنا في أعين الآخرين نتمسّك به ونبدأ بتغير نظرتنا لذلك المهمل ."
page
206
July 3, 2012
–
79.01%
"مركبة الأيام تضيق بركابها فتنزلهم إلى المقابر أو في المحطات النائية, ومن يغترب تمتص الغربة رحيق عمره حتى إذا نضب ألقت به إلى قارعة الطريق فيلتمس دروب العودة إلى رحم تحنو عليه, فالإنسان لا يستطيع العيش من غير رحم تحتويه, نخرج من بطون أمهاتنا ونستعيض عنها برحم الفضاء حتى إذا هرمنا كان القبر رحماً حانية. وكما يحتاج الإنسان إلى رحم تحتويه كذلك الحياة بحاجة إلى قبر دائماً ."
page
350
July 5, 2012
–
Finished Reading