طَيْف's Reviews > من حديث النفس
من حديث النفس
by
by

الْبَعْضُ ... في حُروفِهِم حَياةٌ
مَنَحَهُم الله نَظمَ الحَرْفِ
وَمَنَحَنا قِراءَتَهُ...والانْتِفاعِ بِهِ..
وَهكَذا كانَتْ كَلِماتُ الطنطاوي -رحمه الله-
قَرَأتُ لَه بِكُلّ جَوارِحي
وكانَ ممّا أثّرَ بي... المُتَجاوِرتان....الشّفاء و الوحدة
وَجَدتُ نفسي بكلتاهِما...وأعدت قراءتهما مرّات ومَرّات...
||~~~
الكتاب يحوي ستٌّ وثلاثون مقالة
يتحدّث فيها الكاتب عن نفسهوبعض المواقف التي حصلت معه في حياته ..
وقد بدأ الكتاب بمقالة يتحدّثفيها عن الطّفل الصّغير الذي كان يسكنه يوماً وكيف غيّرته الأيام ليُصبح مُعلّماً
أضحكتني بعض مواقفه الطريفةووصفه لها حد البكاء
وأبكتني بعض التفاصيل حد الألم
ينقلك بأسلوبه السلس إلى أجواءحياته حتى تظن أنك عشت معه في تلك الفترة
أو أنه -رغم اختلاف الأجيال-عاش معك بعضا من تفاصيل حياتك!!
وأول ما لفت انتباهي مقارناتهبين مدرسة الماضي والحاضر
وطالب الماضي والحاضر
ومعلم الماضي والحاضر
وقد وضع يده على الكثير مماابتلينا به في معلمينا ومدارسنا
||~~~
ومن الكتاب:
ونظرت يوما من الأيام فإذا في مكان ذلك الطفل اللاهي اللاعب تلميذ يقرأ مكرها ويكتب مضطرا ويحمل هم المدرسة كالذي يساق إلى الموت،
يذهب إلى هذه الدار التي يحشد فيها الأطفال الأبرياء المساكين لتحشى أدمغتهم بمسائل لا يدركون معناها
وشروح لا يعرفون مغزاها وتنال من أبشارهم وظهورهم عصا المعلم الغليظة وتقذي عيونهم برؤية طلعته البغيظة ... لقد كان في هذه المدرسة كالمحكوم عليه بالسجن ظلما...
تعلمت أن الإنسان لا يحس بعظمة الله إلا إذا نسي نفسه وعظمته، هنالك يجد هذا "الجرم الصغير" الذي هو رملة في الصحراء أو عدم في وجود الكواكب والذي لا يمتد عمره من لحظة في عمر السماء...
يجده أكبر من الكواكب وأخلد من السماوات لأنه عرف الله وأدرك حلاوة الإيمان ...
وقمت بعد ذلك أصلي فلما قلت: الله أكبر، محي الكون كله من وجودي ولم يبق إلا أنا العبد المؤمن الضعيف،
والله الإله العظيم الجبار. ليس في الدنيا شيء أجل ولا أجمل من الصلاة.
أحببت كثيرا وتألمت أكثر مما أحببت ولكن الحب الحقيقي الواحد الذي انطوى عليه قلبي والألم الفرد الصادق الذي عرفه، هو حبي أمي، وألمي لموتها، وكل ما عداهما حب كاذب وألم عارض. إني لأنسى البلاد كلها حتى منازل حبي، وربوع هواي، ولكني لا أنسى أبدا ذلك الزقاق الضيق الذي يمتد من العقيبة في دمشق إلى رحبة الدحداد لأن سعادتي ولدت في أول هذا الزقاق وماتت في آخره حين مات أبي وأمي .. رب اغفر لي ولوالدي، رب ارحمهما كما ربياني صغيرا.
إن من حاول معرفة نفسه عرضت له عقبات كأداء ومشقات جسام فإن هو صبر عليها بلغ الغاية وما الغاية التي تطمئن معها النفس إلى الوحدة وتأنس بالحياة، وتدرك اللذة الكبرى، ما الغاية إلا معرفة الله. وسيظل الناس تحت أثقال العزلة المخيفة حتى يتصلوا بالله ويفكروا دائما في انه معهم وأنه يراهم ويسمعهم هنالك تصير الآلام في الله لذه والجوع في الله شبعا والمرض صحة والموت هو الحياة السرمدية الخالدة هنالك لا يبالي الإنسان ألا يكون معه أحد لأنه يكون مع الله.
هنيئا لمعلم ليس له قلب
ويا ويل المعلم إذا كان إنسانا!
مَنَحَهُم الله نَظمَ الحَرْفِ
وَمَنَحَنا قِراءَتَهُ...والانْتِفاعِ بِهِ..
وَهكَذا كانَتْ كَلِماتُ الطنطاوي -رحمه الله-
قَرَأتُ لَه بِكُلّ جَوارِحي
وكانَ ممّا أثّرَ بي... المُتَجاوِرتان....الشّفاء و الوحدة
وَجَدتُ نفسي بكلتاهِما...وأعدت قراءتهما مرّات ومَرّات...
||~~~
الكتاب يحوي ستٌّ وثلاثون مقالة
يتحدّث فيها الكاتب عن نفسهوبعض المواقف التي حصلت معه في حياته ..
وقد بدأ الكتاب بمقالة يتحدّثفيها عن الطّفل الصّغير الذي كان يسكنه يوماً وكيف غيّرته الأيام ليُصبح مُعلّماً
أضحكتني بعض مواقفه الطريفةووصفه لها حد البكاء
وأبكتني بعض التفاصيل حد الألم
ينقلك بأسلوبه السلس إلى أجواءحياته حتى تظن أنك عشت معه في تلك الفترة
أو أنه -رغم اختلاف الأجيال-عاش معك بعضا من تفاصيل حياتك!!
وأول ما لفت انتباهي مقارناتهبين مدرسة الماضي والحاضر
وطالب الماضي والحاضر
ومعلم الماضي والحاضر
وقد وضع يده على الكثير مماابتلينا به في معلمينا ومدارسنا
||~~~
ومن الكتاب:
ونظرت يوما من الأيام فإذا في مكان ذلك الطفل اللاهي اللاعب تلميذ يقرأ مكرها ويكتب مضطرا ويحمل هم المدرسة كالذي يساق إلى الموت،
يذهب إلى هذه الدار التي يحشد فيها الأطفال الأبرياء المساكين لتحشى أدمغتهم بمسائل لا يدركون معناها
وشروح لا يعرفون مغزاها وتنال من أبشارهم وظهورهم عصا المعلم الغليظة وتقذي عيونهم برؤية طلعته البغيظة ... لقد كان في هذه المدرسة كالمحكوم عليه بالسجن ظلما...
تعلمت أن الإنسان لا يحس بعظمة الله إلا إذا نسي نفسه وعظمته، هنالك يجد هذا "الجرم الصغير" الذي هو رملة في الصحراء أو عدم في وجود الكواكب والذي لا يمتد عمره من لحظة في عمر السماء...
يجده أكبر من الكواكب وأخلد من السماوات لأنه عرف الله وأدرك حلاوة الإيمان ...
وقمت بعد ذلك أصلي فلما قلت: الله أكبر، محي الكون كله من وجودي ولم يبق إلا أنا العبد المؤمن الضعيف،
والله الإله العظيم الجبار. ليس في الدنيا شيء أجل ولا أجمل من الصلاة.
أحببت كثيرا وتألمت أكثر مما أحببت ولكن الحب الحقيقي الواحد الذي انطوى عليه قلبي والألم الفرد الصادق الذي عرفه، هو حبي أمي، وألمي لموتها، وكل ما عداهما حب كاذب وألم عارض. إني لأنسى البلاد كلها حتى منازل حبي، وربوع هواي، ولكني لا أنسى أبدا ذلك الزقاق الضيق الذي يمتد من العقيبة في دمشق إلى رحبة الدحداد لأن سعادتي ولدت في أول هذا الزقاق وماتت في آخره حين مات أبي وأمي .. رب اغفر لي ولوالدي، رب ارحمهما كما ربياني صغيرا.
إن من حاول معرفة نفسه عرضت له عقبات كأداء ومشقات جسام فإن هو صبر عليها بلغ الغاية وما الغاية التي تطمئن معها النفس إلى الوحدة وتأنس بالحياة، وتدرك اللذة الكبرى، ما الغاية إلا معرفة الله. وسيظل الناس تحت أثقال العزلة المخيفة حتى يتصلوا بالله ويفكروا دائما في انه معهم وأنه يراهم ويسمعهم هنالك تصير الآلام في الله لذه والجوع في الله شبعا والمرض صحة والموت هو الحياة السرمدية الخالدة هنالك لا يبالي الإنسان ألا يكون معه أحد لأنه يكون مع الله.
هنيئا لمعلم ليس له قلب
ويا ويل المعلم إذا كان إنسانا!
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
من حديث النفس.
Sign In »
Quotes طَيْف Liked

“أتغيرت الدنيا ياناس , أم أن الناس قد فقدوا فرحة العيش حينما تركوا تلك الحياة السمحة القانعة المبرّأة من أدران حضارة الغرب ؟”
― من حديث النفس
― من حديث النفس

“فكرتُ فيما كُنتُ أكابد من ألم الطاعة , فإذا الألم قد ذهب وبقي الثواب ,ونظرت فيما اسمتعتُ به من لذّة المعصية فإذا هو قد ذهب وبقي الحساب , فندمت على كل لحظة لم أجعلها طاعة”
― من حديث النفس
― من حديث النفس

“وهل يبقى المستقبل مستقبلاً إذا أنا بلغته أم يصبح حاضراً وعليّ أن أبلغ مستقبلاً آخر ؟!”
― من حديث النفس
― من حديث النفس
Reading Progress
March 17, 2012
– Shelved
April 2, 2012
–
Started Reading
April 10, 2012
–
38.71%
"الكتاب يحوي ستٌّ وثلاثون مقال يتحدّث فيها الكاتب عن نفسه وعن بعض المواقف التي حصلت معه في حياته وقد بدأ الكتاب بمقالة يتحدّثفيها عن الطّفل الصّغير الذي كان يسكنه يوماً وكيف غيّرته الأيام ليُصبح مُعلّما أضحكتني بعض مواقفه الطريفة ووصفه لها حد البكاء وأبكتني بعض التفاصيل حد الألم ينقلك بأسلوبه السلس إلى أجواءحياته حتى تظن أنك عشت معه في تلك الفترة أو أنه -رغم اختلاف الأجيال-عاش معك بعضا من تفاصيل حياتك"
page
120
April 10, 2012
–
38.71%
"وأول ما لفت انتباهي مقارناته بين مدرسة الماضي والحاضر وطالب الماضي والحاضر ومعلم الماضي والحاضر وقد وضع يده على الكثير مماابتلينا به في معلمينا ومدارسنا"
page
120
April 10, 2012
–
38.71%
"[وقالت له المدرسة : (( الأخلاق أساس النجاح )) ،وضرب له المعلم مثلاً سيئاً طلاباً لاأخلاق لهم ولا عفاف ، وضرب له مثلاً عالياً طلاباً كانوا نموذج الطهر والاستقامة والشرف . فرأى أن الأولين قدبلغوا أعلى المراتب وأسمى المناصب والآخرين تحت تحت ... على العتبة ! فعلم أن المدرسة كانت تكذب عليه]"
page
120
April 10, 2012
–
38.71%
"استوطنني الحرف في (الشفاء)و(الوحدة)واستغرقت في قراءتهما مرات ومرات"
page
120
April 11, 2012
–
Finished Reading
Comments Showing 1-5 of 5 (5 new)
date
newest »

message 1:
by
Sanabel
(new)
-
added it
Nov 08, 2012 12:23PM

reply
|
flag


صباح الورد سنابل
هذا الكتاب من أجمل ما قرأت للشيخ الطنطاوي رحمه الله
وفعلا يركز فيه كثيرا على موضوع التعليم بين الماضي والحاضر
ماذا سيقول لو عاش ليرى طلاب اليوم؟؟!!!1
قراءة ممتعة أتمناها لكِ