ŷ

طَيْف's Reviews > ذكريات علي الطنطاوي - الجزء الثاني

ذكريات علي الطنطاوي - الجزء الثاني by علي الطنطاوي
Rate this book
Clear rating

by
7810481
's review

really liked it

description


وما زلت أنهل من الذكريات حديثا لا يُمّل

نظرة واحدة لوجه هذا الشيخ الجليل رحمه الله، تجعلك تدرك صفاء ونقاء قلبه وسريرته، فتصغي إليه بكل جوارحك...وتطلب المزيد من علمه وأدبه...وهو الذي يعد نموذجا للأديب المسلم...وهذا ما تلمحه بوضوح في هذا الجزء من ذكرياته لما يتحدث عن عمله في الصحافة وعن مقالاته التي نشرت في صحف مرموقة منذ مطلع شبابه مثل فتى العرب والفتح وألف باء والقبس والرسالة والمسلمون والشرق الأوسط، فكتب الهيثميات ورسائل الإصلاح ورسائل سيف الإسلام..ليختط بقلمه مكانة عالية بين رموز الأدب العربي في تلك الحقبة من أمثال الرافعي والزيات ومحمود محمد شاكر وغيرهم... الأدب النقي بعيدا عن أدب الشبهات وأدب الشهوات


الشيخ علي الطنطاوي...يسرد شيئا من تفاصيل حياته، مؤرخا معها لتلك الفترة بأحداثها السياسية، ورجالاتها، وأدبائها، وساستها،وأساتذتها ومشايخها، وعلمائها، وكتابها، وأهل الخير والعطاء فيها، من كان لهم بصمة وأثر في أهلها وفيه.

أعجبني في هذا الجزء واستوقفني الكثير...من مجالدته للانتداب الفرنسي بقلمه ولسانه وخطبه التي توقظ الهمم وتحرك الوجدان ...إلى وقوفه في وجه الدعوات العميلة له ممن أرادوا تجريد الأمة من لغتها ودينها وتراثها...وشحذ النفوس تجاه القضية الفلسطينية

أشجاني حديثه عن دمشق والتي قال عنها: كانت حاضرا يرى وصارت تاريخا يروى...يسلب لبك وصفه لجمال الطبيعة فيها، فتتمنى لو شاركته سويعات في رحابها


ولم أتمالك عبراتي لما تحدث عن وفاة والدته واصفا ذلك اليوم باليوم الأسود، والتي كان لها أثرا كبيرا في نشأته...ليؤنسني بعدها بحديث يرسم الابتسامة على الشفاه

حديثه عن فارس خوري بكل موضوعية وصدق، جعلني أقف وقفة إكبار لهذا الشيخ الذي لا يخشى في قولة الحق لومة لائم...واصفا إياه بأحد عباقرة العرب، علما وفكرا وبيانا...

رحم الله شيخنا الجليل وأسكنه فسيح جنانه

من الجزء الثاني :

" ومن عجائب قدرة الله ونظامه العجيب في خلقه، إذا جعل الناس مختلفين وهم متشابهون ومتشابهين وهم مختلفو..برأهم على الوحدة في الوضع والتنوع في الجمال، كل عين ككل عين في تركيها وصفتها وما عين مثل عين في شكلها ومعناها وجمالها "

" أمور الدين يا سادة مردها إلى ما أوحه به الله وبلغه الرسول، لا إلى ما يراه المفرون ولا إلى أذواق أهل الفنون"
"إن الدموع رحمة، فلا تخجلوا يا أيها المحزونون أن تبكوا، فإن حرقة القلب لا تطفئها أنهار دمشق السبعة ولكن يطفئها، أعني أنه يخفف من حرها، سفح الدموع .ولو كان البكاء يُنقص من الرجولة ما بكى سيد الرجال محمد صلى الله عليه وسلم "
" معركة الحياة والموت .. هي المعركة التي لا يمكن أن ينتصر فيها أحد من البشر"

" أنا من صغري لا أبالي بعادات الناس إن لم يقبلها عقلي ولم يوجبها علي ديني ولا أجعل رأي الناس فيّ دستور سلوكي "
" إننا نملك أخصب تاريخ في الدنيا وأحفله بالعظماء، ولكن عيبنا أننا لا نعرف تاريخنا ولا نقدر عظماءنا، ونتسابق إلى اقتناء الزجاج من عند غيرنا ونزهد بالألماس الذي تفيض به خزائننا .فيا أيها الشباب، لا يخدعكم زجاج غيركم عن حُر جواهركم"

" أنا رجل مشتغل بالأدب وأنا من خمس وخمسين سنة أكتب وأنشر ولي صفحات لا يستطيع أعدى الأعداء أن ينكر أنها من جيد الأدب وأنا مع هذا أقول :لعنة الله على الأدب وعلى الشعر وعلى الفن، إذا كان لا يجيء إلا بذهاب الدين وفقد الشرف وضياع العفاف وهتك الأعراض"


2 likes · flag

Sign into ŷ to see if any of your friends have read ذكريات علي الطنطاوي - الجزء الثاني.
Sign In »

Reading Progress

March 17, 2012 – Shelved
Started Reading
December 16, 2012 – Finished Reading

No comments have been added yet.