ŷ������

واسيني في جميع كتاباته لايزيح سم واحد عن قضايا المجتمع العربي و مشاكله المستفحلة ، دوماً رواياته غارقة في أحوال النساء العربيات و مشاكل السياسة و الدين و العشرية السوداء و مابعدها ، أدبه دوماً موسوم بالواقعية اللاذعة بالرغم من لغته الشاعرية الرائعة .
شخوص الرواية برعاية التحول
كيف تتحول من إنسان إلى شيطان
كيف تتحول من طفل إلى غول قتل
كيف تتحول من حالم إلى بركان أحقاد يذيب كل مايصادفه
كازانوفا أو لوط رجل أعمال مشهور عالمياً له منصب معتبر في الدولة ، يوشك على الموت و يطلب حضور نسائه جميعاً للمصارحة و طلب المغفرة منهن قبل تسليم الروح لبارئها هذه حبكة الرواية الأساسية . تتوالى نساء بيته في الدخول عليه و سرد الاعترافات وتوضيح المبهم في الماضي و افراغ القلب من الأسى بالتزامن مع صراعات أولادهن في خلافة لوط بأعماله . رواية جمعت مابين دفتيها ضباع بشرية ذكورية و أنثوية ، تخلف ، تسلط ، سرقة ، كذب ، قتل ، دم ، اغتصاب ، تزوير ، انحلال أخلاقي و ديني و إنساني بكل ماتعنيه الكلمة .برغم ملاحظاتي الكثيرة على أسلوب الكتابة الا أن واسيني برع في رسم ملامح مجتمعنا الحالي الدموي بكل واقعية ، تكلم بمصداقية عن أعمدة السجن الأزلي للمرأة العربية و الذي رسمه لها الرجل بإصرار كبير عن فكرة متأصلة بدمائه قديماً و لا زالت على أنها ليست أكثر من مجرد متعة و متاع للبيت و كذلك قض مضاجع الطاغية في السياسة و الاقتصاد و الزواج والحب و الطب و الدين ووضع اصبعه في أعينهم . الملاحظات التي سجلتها خلال قراءة الاعترافات وهي :
الاعتراف الأول ،أكفان لادام بلانش :فداحة كبيرة وقع بها واسيني القصة معقولة ولكن التناقض الذي تتأرجح فيه مدام لابلانش مابين عائلة قوية و رهيبة و أب منحها كل السلطة و الثقة بالنفس لتترك زوجها الأول و تؤسس عملاً و مجموعة شركات تنافس اخوتها الشباب ،
ثم تنصاع بذل وخوف ولامبالاة لأفعال الزوج الثاني الشنيعة و جرائمه المتكررة بحق عائلتها كاتمة بذلك ثورتها متفرجة بكل هدوء و وبرود هنالك خلل في الترتيب بشخصيتها وحياتها وزواجها .
فالشخصية التي أظهرتها لنا لالة كبيرة في عزوبيتها و تحت كنف والدها تشعرنا بكمية استغراب كبيرة اذا قمنا بالمقارنة مع شخصيتها في زواجها و كمية البرود والسكوت الفظيعة التي قابلت بها أفعال زوجها بدون حتى أن تشعره بشيء و تتظاهر بغباء أبدي أمامه هل هو الحب اذا انعجن بالخوف يدفعنا لتلك الدرجة من الضعف ؟
أم لأنه فعلاً طاغية حاقد حقير لتلك الدرجة التي جعلها مزهرية منسيّة متفرجة فقط في داره ؟
الاعتراف الثاني
فراشة فينوس في مطهر الأموات
كيف تحول طفلة إلى غول
شخصية مباركة رهيبة فظيعة ومخيفة ، تركيبة القصة وتشعباتها مثيرة للقارئ و للتحليل النفسي .هنالك ضعف مابين الانتقال مابين ماضي مباركة وحاضرها
كذلك في بداية القصة جيء بها كطفلة يتيمة وساذجة و لكن حين المصارحة يتبين للقارئ بأنها ليست بالساذجة
ترهبك شخصيتها مابين وجهة نظر لالة كبيرة عنها و عن أحوالها و مابين ماترويه هي تدخل في دوامة مدوخة بعض الشء فلا تعرف من المريض و من الصاحي بينهم !
الحال المزري الذي دفعها له اغتصاب لوط ، و تعذيبها المتواصل حتى الوضع ، كان قاسياً مضاجعة الموتى و الانجذاب الجنسي لهم و لنساء الحمام و اللعب بعقولهن حتى القتل ، هذا الجزء كان فظيعاً برغم حشر أفكاره الكثيرة بمساحة ضيقة مزعجة للقارئ
الاعتراف الثاني الفنانة زينا
القصة لطيفة هادئة بلا صخب على غير سابقتيها
مناسبة لشخص الفنانة زينا مشكلة واسيني بالاعترافات الاسهاب الغير معقول
حيث تبدأ نسائه بالاعتراف ثم لاتلبث أن تدخل بشروحات لأحداث نوفا على علم بها
لو أن واسيني اختار طريقة سرد للماضي أفضل من تضمينه الاعتراف لكان الوضع مريحاً لأن الاعتراف كان مخصصاً للأشياء التي لم تحكى و للمشاعر المكتومة و المواجهة بالحقائق و ليس لسرد تاريخ العلاقات والصراع بين نوفا ونسائه ، ثم أنه يحشر الأحداث بالورق بطريقة سريعة جداً و متعبة للقارئ لاتترك له لحظة راحة .
الاعتراف الثالث
ساراي كما منحني الإله لك
ساراي لربما هذا أفضل جزء تم كتابته و أكثره تمكناً وواقعية وسحراً أعجبتني شخصية ساراي و عاداتها الصحراوية الأصيلة المدهشة في كل شيء .مشكلة واسيني كذلك الاسهاب في التفاصيل و الحديث عن تفاصيل الماضي لدرجة إضاعة النص فيبدو سرداً وشرحاً لا اعترافاً
الاعتراف الرابع
روكينا مريم التي خسرت عذريتها كيف تُسرق الأحلام والقلوب
هذا الجزء الأخطر و الأقوى من ناحية القصة ، لك أن تستشعر كمية الأحقاد و الانتقام الفظيعة النسوية ضد نوفا ما بين طيات سطوره ، برغم خرافية القصة إلا أنها مرآة صادقة لأفعال مجتمع ذكوري متسلط طماع عاهر في مكان ما .
نهاية الرواية مخيفة ومختلفة عن أحداثها اختتمها بالشاب الصغير كابي اللقيط الذي فجأة تحول إلى غول إجرام وكذلك وقع بذات الفخ واسيني حشر الاحداث كلها بشكل هسيتيري ومستعجل يضيع لذة القراءة و ربط الأحداث .
الاعترافات رائعة وتحتمل كثيراً من التأويلات 😉 تحت ظل الحكم العربي .