ŷ������

محدش يقولى الصمت فى حرم الجمالِ جمالُ!
أنا لازم أتكلم وأقول عن الرواية دى
لازم أقول وأكتب مراجعة جبارة تقديراً للرواية دى
لكن هقول أيه؟
هحكى القصة وأحرق الأحداث وبكده هحرم غيرى من الشغف اللى كان ملازم لى أثناء قراءة هذه الرواية
طيب أعمل أيه؟
القرار: المراجعة كلها هتبقى سبويلر
فنصيحة منى أقرأ الرواية براحتك واستمتع بها وهتدعيلى
لكن تفتكر ترجع تقولى أعجبتك أم لا؟
لو مُصر بقى خلاص أقرأ المراجعة
(view spoiler)[
رواية مجنونة وواقعية، قصة قد تتكرر كل يوم ولكن بقلم خوان خوسيه مياس لها وقع آخر وشأن آخر، لقد سقطت فى فخ جديد من فخاخ الأدب العالمى الجميلة، أول قراءاتى لخوان خوسيه مياس الثعلب الأسبانى، رواية تحمل جميع الأبعاد الممكنة لرواية، تحمل الجانب الفلسفى والسياسى والاقتصادى، رواية ماورائية ممكن، رواية اجتماعية طبعاً، لكن لا يمكن أن تصفها أو تحددها فى قالب معين فهى أكثر مرونة وذوباناً من إمكانية تشكيلها أو قولبتها.

  دميان لوبو 

موظف يبلغ من العمر 43 عام تم إنهاء خدمته فى شركة ظل يعمل بها لمدة 25 عام فى وظيفة مسئول الصيانة، صيانة كل شئ بداية من الأبواب والأقفال وإنتهاء بدورات المياه، دميان لوبو إبناً لعائلة تبنت طفلة صينية قبل أن تُرزق بدميان بعامين وربما ثلاثة، دميان يشك بأن أبيه قتل أمه ليخلو له الجو مع أخته الصينية، الأخت الصينية التى يحتفظ لوبو من طفولته بذكريات جنسية معها، لوبو انتقل للتو لشقته التى أتم أقساطها،

ولكنه لا يجيد اكتساب الأصدقاء فيتخذ من نفسه صديقاً يتحدث مع نفسه ويتوهم وأنه يحادث مذيعاً تليفزيونياً من وحى خياله يُدعى سيرخيو أوكان يستطيع أن يتحدث معه بأريحية عن مغامراته الجنسية مع أخته الصينية ويستطيع أن يتبجح فى الكلام فجمهوره جمهور عادى يستمتع بهذه البذاءات، أو أن برنامج أوكان ينتمى للتلفزيون القذر كما كان يصف والده البرامج التليفزيونية السيئة والرديئة، ويتحدث تارة أخرى مع جابيلوندو المذيع الشهير بقنوات كنال بلوس إذا كان يريد التحدث بلباقة وتهذيب، وفى ظل حالة البطالة التى يعانيها دميان يذهب للتسوق من سوق المستعمل فتقع عينه على زر قميص منقوش عليه حرفى س.أ اختصار اسم سيرخيو أوكان فيقرر أن يسرقه ولكن سرقته تكتشف، ويضطر للاختباء فى أحد الدواليب القديمة، ولا يستطيع الخروج طيلة اليوم لتواجد الشرطة فى كل مكان ولخوفه من أن يراه احد وينكشف أمره، فى آخر اليوم تشترى أمرأة الدولاب وتنقله إلى منزلها وتنقل معه دميان بالداخل وهناك يبيت دميان ليلته الأولى تحت السرير وفى اليوم التالى وبينما خرج الجميع الأب والأم للعمل والابنة للمدرسة يخرج دميان ولكنه يقرر أن يستمر فى هذا المنزل فعلى الأرجح لن يفتقده أحد ولن يسأل عليه أحد وستستمر بطاقته البنكية فى دفع الفواتير مستفيداً من المعاش ومكافأة نهاية الخدمة التى حصل عليها تواً.
دميان يقرر أن يقوم بالأعمال المنزلية نيابةً عن الأم وفى المقابل يحصل على ما يكفيه من الطعام على أن يبيت فى البيت كل ليلة، تتبقى مشكلة واحدة أين سيبيت دميان؟
الدولاب الجديد تم وضعه مباشرةً أمام دولاب حائطى فقرر دميان أن يصنع بوابة لينفذ من خلالها من الدولاب الخشبى ليبيت فى الدولاب الحائطى ويحتفظ بطاسة يستطيع أن يقضى حاجته فيها ليلاً بينما الأسرة فى المنزل.

  فلنتحدث قليلاً قبل كل شئ عن دميان لوبو الضحية  

بالطبع دميان لوبو كان ضحية نظام رأسمالى يعيش على تفكيك العلاقات بين الناس وإعادة تشكيل البشر على شكل دُمى تشبه دميان ووالده وأخته، غير قادرين على تكوين أسر ويعيش دميان حياته الجنسية على ذكرى أخته الصينية وقضاء وقت طويل على المواقع الإباحية التى هى أحد المنتجات الرأسمالية أيضاً، وكعادة الشركات الرأسمالية تم الاستغناء عن خدماته فى سن لا تسمح له بتعلم مهنة جديدة فى الوقت الذى تتحول فيه هذه الشركات لشركات ذات مسئولية محدودة وتجلب لعمليات الصيانة والخدمات شركات خاصة وتقوم بتسريح العمالة الدائمة.

  لوثيا  

المرأة التى قامت بشراء الدولاب من سوق المستعمل كانت تُدعى لوثيا، والدولاب كان لجديها وتحتفظ هى بذكرى غير جيدة مع الدولاب فقد قامت بقطع أصبعها السبابة بين ضلفات الدولاب وهى طفلة ومن وقتها قام الجد بخلع الضلف وإلقاء الدولاب لتبيض فيه الدجاجات، لوثيا شعرت فى وقت ما بأن المنزل به روح خفية تقوم بإعادة ترتيبه وتنظيفه بشكل يومى، لم تخطر زوجها ولا ابنتها بذلك بالطبع، ومن خلال الأنترنت تعرفت على القائد الشبح الذى كان يقوم بترتيب منزلها وأنقذها من الموت المحقق على يد زوجها وعشيقته.

  لوثيا كضحية 

لوثيا كانت ضحية تفكك العلاقات الأسرية، فزوجها وبنتها لا يشعرون بالمجهود الذى تبذله فى منزلها بجانب عملها، فقط يريدون المنزل نظيف وكل شئ فى مكانه ومرتب أما عن الكيفية فلا يهمهم ذلك، لوثيا أيضاً كانت ضحية زوج خائن وزواج غير سعيد.

لا أستطيع أن أكف عن التفكير بأن لوثيا هى دميان، دميان هو خيال وطيف لوثيا الذى ينظف البيت ويرتبه ويهتم لشئونه لا تجد التقدير والعرفان بالجميل كما هى حالة دميان تعيش وكأنها شبح لا يحس أحد بأهمية دورها وحيويته، يتآمر زوجها مع عشيقته على قتلها فتقتله هى بنفس الطريقة، أزعم أن روح لوثيا هى من كانت تسكن هذا الدولاب منذ أن قطعت إصبعها عمداً بين ضلفاته تركت شيئاً منها يكبر ويعيش داخل الدولاب وينتفض لحمايتها والذود عنها عند نُسجت خيوط المؤامرة حولها
(hide spoiler)]
صديقتى وسيدة الجودريدز الأولى نيرة حسن تصف أحياناً بعض الكُتاب ممن يلمسون أبعاد متوارية من النفس البشرية لم يلمسها ربما غيرهم من الكتاب، بأن من يكتب هذه الرواية قرين .. أنا أدعى أنه إذا كان منطقياً أن يكتب قرين رواية ما، فبالتأكيد من كتب هذه الرواية هو قرين القرين.