ŷ������

التحية والسلام والرحمات لمن زهقت أرواحهم من طالعى الشجرة، شباب مصر فى 25 يناير وما تلاها من مظاهرات وأرواح المصريين المُعذبة بالاختفاء القسرى والاعتقال التعسفى

يا طالع الشجرة
هات لي معاك بكرة
ويكون على قدي
وتكون عينيه سمرا
العدل في يمينه
والشمس في جبينه
يمشي على مهلي
وان تهت ينده لي
يا بكرة فين انت
هتفوت هنا امتى
هتجيب معاك حلمي
ولاّ تزيد ظلمي
صليت جميع فرضي
زكيت ومش مرضي
خايف أموت قبلك
ما تلمنيش أرضي
يا طالع الشجرة
لو جه معاك بكرة
خليه يكون ضحكة
نكسي بها الفقرا

بداية مؤثرة وموجعة، لكن هذا هو حالنا، اللى يفهم يستحمل نتيجة فهمه، اللى يشوف الصورة واضحة من غير غبار، يتحمل أذى لا يطيقه بشر، ده كان مصير شبابنا المغوار فى 25 يناير، طلعوا الشجرة بفهم وبصيرة فنزلوا الميدان فأنهى نظام محتضر حياتهم بكلمات، إضرب يا باشا و جدع يا باشا.
كوزيمو
البارون صاحب الأملاك والأطيان وريث عائلة روندو وكبيرها يترك مُلك عائلته وسلطانها ورفاهيتها وخدمها وقصورها وترفها ليلتحق بالأشجار المتشابكة يزود عن مقاطعته ويدافع عنها ضد الأعداء ويهتم لشئون عائلته حتى من فوق الأشجار لا يترك تفصيلة إلا عرفها، يقرأ ويتعلم، يكتشف الأشياء من علياءه يرى الصورة بوضوح، يزهد فى الدنيا إلا من القليل الذى يقيم به نفسه، يتخلى عن ميراث عائلته لأخيه مقابل راتب مفروض يضمن له استمرار حياته فوق الأشجار.
إذا ارتفعت بأحد الأسوار فكر فيمن ستتركه خارجه
كوزيمو هو روح الثورة .. يبتعد ليرى الأمور أوضح وأقرب .. عاش بين أب انتهازى متسلق وأم تعيش على أمجاد ماضى الأجداد وأخ يؤثر السلامة وأخت تعقدت أمورها لمجرد وجودها بينهم وخال خائن لوطنه فكان لابد له من الخلاص .. فوجد فى تسلق الأشجار وإن كان فى ذلك ألم البعد عن الأهل أفضل وسيلة للتمرد والثورية.
كوزيمو من فوق الأشجار يغير قناعاته واهتماماته، شغفه بالقراءة والتعلم تارة والزراعة ومتابعة المحاصيل تارة والرى تارة وأنواع الأشجار وإحصاءها، كذلك يغير أفكاره السياسية، لا بأس يا سيدى، الحمار فقط هو من لا يغير قناعاته واتجاهاته وأفكاره، دعه يفكر دعه يغير أراؤه دعه يعبر عنها.
دماء الشهداء ستروى مروج فرنسا

هرب كوزيمو من كل القيود بصعوده الأشجار اختار الحل الأنسب بين جميع الحلول، هرب من محاكم التفتيش والأغلال الدينية التى وضعتها الكنيسة فى أوروبا على أعناق المواطنين وسجنتهم وشنقتهم بسببها لقرون، هرب من البروتوكولات الأسرية لأمراء أوروبا التى تعذب أرواحهم وتجبرهم على العيش فى أنماط متشابهة، هرب من حروب ممالك أوروبا على السلطان والنفوذ والأراضى.

رفضاً لاستخدام العنف ضد المهاجرين واللاجئين، المتظاهرين بالآلاف فى مدينة مودينا الايطالية تصدح أصواتهم بالأغنية الثورية الشهيرة بيلاتشاو أو وداعاً أيتها الجميلة
٢٣ نوفمبر ٢٠١٩