Shatha H's Reviews > رياح هجر
رياح هجر (بساتين عربستان، 3#)
by
by

.
أشهر أستطالت بمَا يكفي لإستفزاز صبري على إنتظارها ..
وحين أصبح يفصلني بيني وبينها كوب قهوة !شعرت بعجزٍ لفتحها فأصبحت مركونة لثلاثة أيام أنتظرُ آشارة منها لخوضها ..
حتى أستيقظت ذاتَ نداء من نومي في الساعة ال3:00 صباحاً إستجابةً لشوقي لها وهنا بدأت القراءة ..
.
كان حريّ بي قبل البدء أن أستعين بخارطة كُنت قد رسمتها سابقاً في الجزء الذي سَبقها ، كي لا ألوح بيدي في الهواء لتحديد المواقع في خريطة ذهنية خشية أن أتوه ..
حتى إذا ما استوقَفتني أي جملةٍ رنانة رددّتها كي أتذوق أبعاد حكمتها كما يتذوق الطاهي الطعام !
قد تكون يدايّ تحملانِ الكتاب وقدميّ تطأنِ حُجرتي وناظريَّ على الصفحات ، لكنني كُنت هُناك بشكل أو بأخر فمَن منّا شعر بالجهد الجسماني و أحس بعناء السفر و عدو الخيل و ظمأ العطش وأرتجفَ عند سماع صليل البَتار!
حتى إذا ما مررنا بسطر ذُكر فيه إستراحة مقتال فكرنا بغلق الكتاب وآخذ رآحة لولا إجبار السطر الذي بعده ليدفعنا على إتمام المسير ..
.
كنت أغبط (عمرة) عندما كانت تقوم بتجديل شعر (دعجاء) تمنيت لو كانت بين يدي ضفائرها فهي الشخصية الرئيسية التي تعلقّ قلبي بها ..
وكم تمنيت لو أمتلكت جواد (نافجة) الحُر الأدْهَم (كحلان) ..
أو على الأقل ألبسُ أحد خاتميّ (مآب ويأب) لأكون هناك في قلب القصة وأجد فرصة الهروب الخيالي كي يقتلعني من حياة لم تكنّ لي أيّ شعور بالإكتفاء ...
.
أعجبتُ بشخصية (عانكة) جداً ..
كانت أمي تقول دائماً أن الأم ليست من أنجبت بل من ربت .. وليسَ هُناك من قام بصقل تربية (دعجاء) بشكل عظيم (كعانكة) !
أذهلني إنتقاء (عانكة) لأجزاء من جثث ضحاياها فهو لم يأتي عبثاً أبداً ..
و ببراعة (آدم) الذي كان بإستطاعته إصابة عين الصقر بسَهمه وهو في كبد السماء !
.
وعندما أنتقلت من الصحراء للساحل و ركبت الفُلك كنت سَأقع ضحية تأثير فتنة صوت الغرانيق الذي بدَا واضحاً من الوصف حتى لو دَنوتَ من كعب الكتاب سمعته ! أنا لا أتوهم ، لكن حواسي تم التلاعب بها فقط بحسب الوصف ..
.
خلال قرائتي آرهقت المُعجم بكثرة تساؤلاتي عن حشد المفردات التي مرت علي لأول مرة حتى كُنت أقوم بإختبار شفهي لذاكرتي عَن أسماء المفردات ومعانيها وكأن ماكان بيدي سوى قاموس للعَربيّة يضم مفرداتٍ نوعية قديمة
وليست رواية عادية ..
.
أسماء الشخصيات برغم غرابتها لوهلة ظَننتُ أنها مُحدثه أو من وحيّ الخيال حتى تابعتني ذات يوم رسامة من بلاد فارس وكان أسمها (نازانين) و من قرأ هذه السلسة يَعرف ماذا يعني هذا الأسم !
.
عندما وصلت للصفحة التي كان رقمها (خمستان يتوسطمها أربعة) أطلقت تنهيدة آشفت غليل أرقام الصفحات في الأجزاء كلها ..
حتى إذا ماقلبت الصفحة أنكرت التنهيدة وكأنها لم تكن ، فتوارت الأحداث مُتلاعبة بمشاعري خليطٌ من فرح وخليطٌ من حزن ...
لكن عندما وصلت للصفحة التي كان أيضاً رقمها (خمستان يتوسطهما ستة) بدأتُ أقرأ قصة مُختلفة من حيث مفداها ومغزاها فقط لمن يعيّها ، لكنها جزء لا يتجزأ عَن بقية الرواية ..
برغم ضخامة هذه السلسلة إلا أنني شعرتُ أن ماقيل فيها جزء من بحر لا ينتهي بشاطئٍ
أو مرسى ..
.
برأيي أن روايةً كهذه عادةً ما تروى على لسانِ مَن شاهدها وليسَ من ألّفها لذا نحن كقُرّاء نُصر أيضاً بأننا لم نقرأها ، بل شاهدنها رؤى العين لآخر دفة الكتاب ..
بأعين تعلقُ أدمعها بشفق شمسِ بساتين عربستان الغاربة أعود لحجرتي .
أنتى
5:18 صَ
أشهر أستطالت بمَا يكفي لإستفزاز صبري على إنتظارها ..
وحين أصبح يفصلني بيني وبينها كوب قهوة !شعرت بعجزٍ لفتحها فأصبحت مركونة لثلاثة أيام أنتظرُ آشارة منها لخوضها ..
حتى أستيقظت ذاتَ نداء من نومي في الساعة ال3:00 صباحاً إستجابةً لشوقي لها وهنا بدأت القراءة ..
.
كان حريّ بي قبل البدء أن أستعين بخارطة كُنت قد رسمتها سابقاً في الجزء الذي سَبقها ، كي لا ألوح بيدي في الهواء لتحديد المواقع في خريطة ذهنية خشية أن أتوه ..
حتى إذا ما استوقَفتني أي جملةٍ رنانة رددّتها كي أتذوق أبعاد حكمتها كما يتذوق الطاهي الطعام !
قد تكون يدايّ تحملانِ الكتاب وقدميّ تطأنِ حُجرتي وناظريَّ على الصفحات ، لكنني كُنت هُناك بشكل أو بأخر فمَن منّا شعر بالجهد الجسماني و أحس بعناء السفر و عدو الخيل و ظمأ العطش وأرتجفَ عند سماع صليل البَتار!
حتى إذا ما مررنا بسطر ذُكر فيه إستراحة مقتال فكرنا بغلق الكتاب وآخذ رآحة لولا إجبار السطر الذي بعده ليدفعنا على إتمام المسير ..
.
كنت أغبط (عمرة) عندما كانت تقوم بتجديل شعر (دعجاء) تمنيت لو كانت بين يدي ضفائرها فهي الشخصية الرئيسية التي تعلقّ قلبي بها ..
وكم تمنيت لو أمتلكت جواد (نافجة) الحُر الأدْهَم (كحلان) ..
أو على الأقل ألبسُ أحد خاتميّ (مآب ويأب) لأكون هناك في قلب القصة وأجد فرصة الهروب الخيالي كي يقتلعني من حياة لم تكنّ لي أيّ شعور بالإكتفاء ...
.
أعجبتُ بشخصية (عانكة) جداً ..
كانت أمي تقول دائماً أن الأم ليست من أنجبت بل من ربت .. وليسَ هُناك من قام بصقل تربية (دعجاء) بشكل عظيم (كعانكة) !
أذهلني إنتقاء (عانكة) لأجزاء من جثث ضحاياها فهو لم يأتي عبثاً أبداً ..
و ببراعة (آدم) الذي كان بإستطاعته إصابة عين الصقر بسَهمه وهو في كبد السماء !
.
وعندما أنتقلت من الصحراء للساحل و ركبت الفُلك كنت سَأقع ضحية تأثير فتنة صوت الغرانيق الذي بدَا واضحاً من الوصف حتى لو دَنوتَ من كعب الكتاب سمعته ! أنا لا أتوهم ، لكن حواسي تم التلاعب بها فقط بحسب الوصف ..
.
خلال قرائتي آرهقت المُعجم بكثرة تساؤلاتي عن حشد المفردات التي مرت علي لأول مرة حتى كُنت أقوم بإختبار شفهي لذاكرتي عَن أسماء المفردات ومعانيها وكأن ماكان بيدي سوى قاموس للعَربيّة يضم مفرداتٍ نوعية قديمة
وليست رواية عادية ..
.
أسماء الشخصيات برغم غرابتها لوهلة ظَننتُ أنها مُحدثه أو من وحيّ الخيال حتى تابعتني ذات يوم رسامة من بلاد فارس وكان أسمها (نازانين) و من قرأ هذه السلسة يَعرف ماذا يعني هذا الأسم !
.
عندما وصلت للصفحة التي كان رقمها (خمستان يتوسطمها أربعة) أطلقت تنهيدة آشفت غليل أرقام الصفحات في الأجزاء كلها ..
حتى إذا ماقلبت الصفحة أنكرت التنهيدة وكأنها لم تكن ، فتوارت الأحداث مُتلاعبة بمشاعري خليطٌ من فرح وخليطٌ من حزن ...
لكن عندما وصلت للصفحة التي كان أيضاً رقمها (خمستان يتوسطهما ستة) بدأتُ أقرأ قصة مُختلفة من حيث مفداها ومغزاها فقط لمن يعيّها ، لكنها جزء لا يتجزأ عَن بقية الرواية ..
برغم ضخامة هذه السلسلة إلا أنني شعرتُ أن ماقيل فيها جزء من بحر لا ينتهي بشاطئٍ
أو مرسى ..
.
برأيي أن روايةً كهذه عادةً ما تروى على لسانِ مَن شاهدها وليسَ من ألّفها لذا نحن كقُرّاء نُصر أيضاً بأننا لم نقرأها ، بل شاهدنها رؤى العين لآخر دفة الكتاب ..
بأعين تعلقُ أدمعها بشفق شمسِ بساتين عربستان الغاربة أعود لحجرتي .
أنتى
5:18 صَ
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
رياح هجر.
Sign In »
Reading Progress
Finished Reading
February 8, 2020
– Shelved
Comments Showing 1-2 of 2 (2 new)
date
newest »

message 1:
by
Mohamed
(new)
-
rated it 5 stars
Dec 01, 2023 04:36AM

reply
|
flag