ŷ������

لا أدري إن كان هناك تأثير لسالينجر ولكن تلك الروح المتمردة وجدتها حاضرة بشكل كبير الروح الساخطة واللسان السليط في الرواية التي أسرت الشباب ومراهقي ذلك العصر شخصية هولدن في الحارس في حقل الشوفان كانت قريبة وهذا الأمر يتكرر في هذه الرواية لتكون بوتشان الرواية الأكثر شعبية في اليابان ، التمرد رمز للبطولة ونكران السائد جاء ساسكي ليقدم هذا النموذج الساخط المتعالي على النظام الذي يسير برتابة مغلفا بسواد فاضح
بوتشان لقب أطلقته المربية على الشاب الذي أحبته أكثر من أي شيء آخر هذا اللقب له مدلولات عديدة شرحها المترجم في المقدمة الشاب الذي كان قليل الطموح يهوى الدخول في معارك يصنعها بإرادته يجد نفسه في مدينة ريفية وماذا أيضا إنه معلم رياضيات ! يكتشف هذا المعلم في تلك المدينة الصغيرة قساوة هذه الحياة فهذه المدينة الريفية ليست سوى نموذج للعالم الواسع الملىء بالصراعات وكان حتما عليه أن يقف أمام الغوغائية والفوضى والنفاق !
إن النماذج التي قدمها سايسكي كالمنافق والوصولي والمستكين والمظلوم والمتمرد هي تلك النماذج التي ممكن أن تقابلها في أي مكان وفي أي عالم
متحضر كان أو غابت عنه الحضارة

لقد برع الأديب الياباني في رسم شخصياته ومنحها ألقابا كبديل عن الأسماء
أما كيو المربية فهي المرأة الوحيدة التي تواصل معها بوتشان منذ طفولته وحتى رحيله هذه المرأة الحنونة التي كانت ترى في بوتشان ابنا وسيدا بدت كوطن كبير لا يمكن التخلي عنه بل لا بد أن يجرك الحنين له وليس أدل على ذلك من تلك المشاعر النبيلة التي كان يكنها لها بوتشان
لم يلبس الروائي بطلنا بوتشان لباس المثالية على الرغم من ظهوره بمظهر الصادق فسلاطة لسانه كانت حاضرة دائما
إتسم إسلوب سايسكي بالسخرية وبالطرافة فأنت لا تملك إلا أن تبتسم أمام طرافة
التعليقات التي يلقي بها بوتشان
والتي كانت تتشابه في مناطق كثيرة مع تعليقات هولدن وإن اختلفت شخصية بوتشان عن هولدن في تقديره الكبير لذاته
إن ما يميز هذه الرواية هي تلك البساطة المحببة التي يكتب بها المؤلف وذلك الحوار الساخط الذي أجاده بإقتدار

حقا كانت ممتعة هذه الرواية