ŷ������

واحد من أجمل الكتب الفلسفية للكاتبة الانجليزية سارة بِكويل
تتناول الوجودية ومفكريها وتمزج بين الفلسفة والسير الشخصية والأحداث التاريخية في سرد ممتع ومثير للاهتمام

في جلسة على مقهى في باريس يسمع سارتر عن الفينومينولوجيا من صديق ألماني
يسافر لألمانيا بداية الثلاثينيات لمزيد من معرفة الفينومينولوجيا وهي منهج فلسفي لدراسة ووصف الظواهر
والظاهرة هنا هي أي شيء أو خبرة أو تجربة يمر بها الانسان في حياته
وبعودته لفرنسا بعد عام من سفره تكون أفكاره وفلسفته الوجودية قد اكتملت
وجود الانسان في هذا العالم على أساس الحرية المطلقة في الفعل والاختيار والمسئولية الفردية

تتتبع الكاتبة بدايات الفكر الوجودي لدى فلاسفة القرن التاسع عشر .. سورين كيركيجارد ونيتشه
وصولا لسارتر الذي يُعتبر الأب المؤسس لفلسفة الوجودية في القرن العشرين
ورواج الوجودية كأسلوب حياة خاصًة بين الشباب بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية
عرضت بِكويل بمهارة سير موجزة ووافية ومتداخلة للشخصيات الرئيسية في الكتاب
الحياة الخاصة والعامة بكل جوانبها العملية والفكرية والأدبية لكل من سارتر وسيمون دي بوفوار وموريس ميرلوبونتي
وتنتقل لمؤسس الفينومينولوجيا إدموند هوسرل وواحد من تلاميذه مارتن هيدجر
حياة وفكر وكتابات كل منهما والعلاقة القوية التي نشأت بينهما وانتهت بالخلاف ورفض كل منهما لفلسفة الآخر
وتمر على العلاقات الأخرى لهيدجر التي ساءت وانقطعت بسبب أفعاله ومواقفه المتوافقة مع النازية
بجانب الأحداث التاريخية بدءا من ثلاثينيات القرن الماضي حتى الحرب العالمية الثانية وما تبعها من فوضى أيديولوچية

الكتاب غني بالتفاصيل الشخصية والتاريخية والفلسفية والسرد التحليلي للأفكار والمصطلحات
والتعريف بالكثير من شخصيات وأعمال الفلاسفة والمفكرين والأدباء الوارد ذكرهم خلال السرد
لكنه مكتوب بأسلوب واعي وواضح والترجمة سلسة للمترجم حسام فتحي نايل