Max's Reviews > معالم في الطريق
معالم في الطريق
by
by

لا أدري من أين أبدأ.. في طريقة كتابة سيد قطب المستفزة؟ أم أفكاره الضيقة والمُغلقة والمتعصّبة؟
في البدء يتكلّم عن الشريعة الإسلامية وأن الحكم لله.. وإلى آخره من الكلام المُكرر في ضرورتهـا...
بعدها يبدأ فصله الثاني بعنوان "جيل قرآني فريد" ويعني به جيل الصحابة الأولين في صدر الإسلام وحتى بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام, وكيف أنّه أفضل جيل وأحسن زمن وأصح تطبيق للشريعة.. ثم يفسّر عدم تكرار هذا الجيل مرّة اخرى في ان النّاس بدأت تقرأ العلوم الآخرى من التراث والشعر الفارسي إلى القوانين والتشريعات الرومانية إلى فلسفة ومنطق الإغريق والفكر اليهودي والاهوت المسيحي والى آخره.. فيقول أنّ جيل الصحابة لم يتغذّى إلى على القرآن - وهذا أشك في صحته - فليس هناك دليل ملموس على هذا الكلام فكتب السيرة تتضارب مع بعضها في تأؤيل ثقافة العرب قبل الإسلام وفي صدره الأول واي كتب أو علوم كانوا يطّلعون عليها.. فيستنتج سيّد قطب أن الجيل الحالي جيل جاهلي فسد بسبب تدخل هذه العلوم الأجنبية في الفقه وأصوله والفلسفة الإسلامية والفكر الإسلامي..
وأبرز فكراته هي أن الجهاد مفروض علينا حتى في الدول الكافرة وضد كل الأنظمة الجائرة والحكومات المستبدة في العالم.. ربما يقصد أن نتحول إلى "شرطة عالمية" تقوم بالهجوم على كل حكم لا يحكم بالشريعة الإسلامية !! ويقول ان من يدافعون عن الإسلام ويجدون المبررات لأحكامه ويقولون أن الجهاد هو جهاد دفاعي فقط هم مجرد "مهزومون" وليسوا حقاً بـ "مسلمين" وأنهم انهزموا بـسبب "الهجوم الإستشراقي الماكر" وقد ذكر هذا المصطلح قرب الخمسين مرّة!! كـ باقي اسلوبه المتبع في كتابة هذه الكاتب ولا أدري إن كانت كتبه كلهـا هكذا - إنّي أتكلّم عن أسلوب التلقين والإعـادة والتكرار المستمر والملح ونبرة التشديد والتأنيب العالية التي تكاد تفجّر طبلة أذني وتقتل خلايا مخّي.. وكل هذا الجهد لكي يقنع قارئه ولكن بلا جدوى.. فلم يأتي بنتيجة إلا الإستفزاز الذي يلحق بالقارئ..
ثم قال في أحد فصوله أنّ دين الله ليس غامضاً ومنهجه ليس مائعاً فهو محدد بشطر الشهادة: محمد رسول الله. فهو محصور فيما بلغه رسوله صلى الله عليه وسلم, من النصوص في الأصول, فإن كان هناك نص فالنص هو الحكم, ولا إجتهاد مع النص! وإن لم يكن هناك نص فهنا يجيء دور الإجتهاد.
أتفقه معه في البداية ولكن دعنا نقف عند قوله: "لا إجتهاد مع النص!". ماذا عن الإجتهاد الذي قام به الكثيرون مثل عمر بن الخطاب رضي الله عنه؟ عندما غيّر حد الطلاق وأوقف حد السرقة في عام الرمادة؟ ولم يكن هناك نص من رسول الله. بل إذا فعله إنسان آخر لأتهمتموه بالزندقة والكفر وخروج عن طاعة الله ورسوله ولكن الرسول صلى الله عليه وسلّم قد ذكر أكثر من مرة أن زمن عمر هو أفضل الأزمان وأن علينا بسنته وسنة أبي بكر وباقي الخلفاء الراشدين..؟ إذاً نقول لا. حتى مع النص هنــاك إجتهـاد.. للأسف الفرق هو أن امثال عمر بن الخطاب قد فهموا الإسلام كله وجوهره! والصورة الأكبـــر! التي هي رحمة للعالمين.. ولكن أمثال سيد قطب والمتعصبين هو الأخذ بالنصوص فقط حرفياً وعلى ظاهرها, وإما الصورة كذا أو كذا .. ولا يوجد خيار ثالث! ويستدل بإستدلال باطل, فيقول ماذا بعد الحق الا الظلال.. كلمة حق من الله! ولكنهـا لا تعني مايعنيه الكاتب.. فالإنسان يختلف تفكيره من شخص إلى آخر و"الحق" يمكن أن يكون على مئات الصور! وليس صورة "قطب" فقط!
ويقول أيظاً:
"إن اتجاهات "الفلسفة" بجملتها، واتجاهات "تفسير التاريخ الإنساني" بجملتها، واتجاهات "علم النفس" بجملتها - عدا الملاحظات والمشاهدات دون التفسيرات العامة لها - ومباحث "الأخلاق" بجملتها، واتجاهات دراسة "الأديان المقارنة" بجملتها، واتجاهات "التفسيرات والمذاهب الاجتماعية" بجملتها - فيما عدا المشاهدات والإحصائيات والمعلومات المباشرة، لا النتائج العامة المستخلصة منها ولا التوجيهات الكلية الناشئة عنها - ... ان هذه الاتجاهات كلها في الفكر الجاهلي - أي غير الإسلامي - قديما وحديثا، متأثرة تأثرا مباشرا بتصورات اعتقادية جاهلية، وقائمة على هذه التصورات، ومعظمها - إن لم يكن كلها - يتضمن في أصوله المنهجية عداء ظاهرا أو خفيا للتصور الديني جملة، وللتصور الإسلامي على وجه خاص!"
سبحان الله!!! ما هذا الهــراء؟! وما هذا التدجيل والإفتراء؟! الرجل لا يريد أن نطّلع أو ندرس باقي العلوم ابداً.. وليس هذا فقط, بل يدّعي أنها ضد الدين وضد الإسلام إذا كان يعني عداءً بمعنى الكلمة فهذا غير صحيح, وإذا كان يقصد بالعداء - النقاش والسؤال والشك والبحث وإمتحان مصداقية الدين.. فهذا لا يدل إلاً على "تخلّف وجاهلية" أفكــار الكاتب "بجملتها"!!!
لم يعجبني الكتاب ولم يقنعني ولم أستفيد منه بشيء, حتى العظات المذكورة هي أفكار مكررة في مجمل الكتب الدينية.. وأمّا أفكاره هو فهي متحجرة وإنغلاقية ومتعصبة وعدائية وذات لون واحد غامق كريه لا يتقبله العقل ولا المنطق السليم..
مشكلة سيد قطب أنه يحلم بأن يعود "الجيل القرآني" جيل الصحابة ويستدل بالحديث الذي يقول أنه أفضل جيل.. الا يفهم أن قول الرسول ان هذا أفضل جيل هو في حد ذاته دليل على عدم تكرار هذا الجيل! ومهما حاولنا فلن نرجع للوراء لن نستطيع تكرار ذاك الجيــل... وسيبقى قطب ومحبيه من الإنغلاقيين في الحلم بأن يعودوا إلى ذلك العصر ولن يُفلحوا..
في البدء يتكلّم عن الشريعة الإسلامية وأن الحكم لله.. وإلى آخره من الكلام المُكرر في ضرورتهـا...
بعدها يبدأ فصله الثاني بعنوان "جيل قرآني فريد" ويعني به جيل الصحابة الأولين في صدر الإسلام وحتى بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام, وكيف أنّه أفضل جيل وأحسن زمن وأصح تطبيق للشريعة.. ثم يفسّر عدم تكرار هذا الجيل مرّة اخرى في ان النّاس بدأت تقرأ العلوم الآخرى من التراث والشعر الفارسي إلى القوانين والتشريعات الرومانية إلى فلسفة ومنطق الإغريق والفكر اليهودي والاهوت المسيحي والى آخره.. فيقول أنّ جيل الصحابة لم يتغذّى إلى على القرآن - وهذا أشك في صحته - فليس هناك دليل ملموس على هذا الكلام فكتب السيرة تتضارب مع بعضها في تأؤيل ثقافة العرب قبل الإسلام وفي صدره الأول واي كتب أو علوم كانوا يطّلعون عليها.. فيستنتج سيّد قطب أن الجيل الحالي جيل جاهلي فسد بسبب تدخل هذه العلوم الأجنبية في الفقه وأصوله والفلسفة الإسلامية والفكر الإسلامي..
وأبرز فكراته هي أن الجهاد مفروض علينا حتى في الدول الكافرة وضد كل الأنظمة الجائرة والحكومات المستبدة في العالم.. ربما يقصد أن نتحول إلى "شرطة عالمية" تقوم بالهجوم على كل حكم لا يحكم بالشريعة الإسلامية !! ويقول ان من يدافعون عن الإسلام ويجدون المبررات لأحكامه ويقولون أن الجهاد هو جهاد دفاعي فقط هم مجرد "مهزومون" وليسوا حقاً بـ "مسلمين" وأنهم انهزموا بـسبب "الهجوم الإستشراقي الماكر" وقد ذكر هذا المصطلح قرب الخمسين مرّة!! كـ باقي اسلوبه المتبع في كتابة هذه الكاتب ولا أدري إن كانت كتبه كلهـا هكذا - إنّي أتكلّم عن أسلوب التلقين والإعـادة والتكرار المستمر والملح ونبرة التشديد والتأنيب العالية التي تكاد تفجّر طبلة أذني وتقتل خلايا مخّي.. وكل هذا الجهد لكي يقنع قارئه ولكن بلا جدوى.. فلم يأتي بنتيجة إلا الإستفزاز الذي يلحق بالقارئ..
ثم قال في أحد فصوله أنّ دين الله ليس غامضاً ومنهجه ليس مائعاً فهو محدد بشطر الشهادة: محمد رسول الله. فهو محصور فيما بلغه رسوله صلى الله عليه وسلم, من النصوص في الأصول, فإن كان هناك نص فالنص هو الحكم, ولا إجتهاد مع النص! وإن لم يكن هناك نص فهنا يجيء دور الإجتهاد.
أتفقه معه في البداية ولكن دعنا نقف عند قوله: "لا إجتهاد مع النص!". ماذا عن الإجتهاد الذي قام به الكثيرون مثل عمر بن الخطاب رضي الله عنه؟ عندما غيّر حد الطلاق وأوقف حد السرقة في عام الرمادة؟ ولم يكن هناك نص من رسول الله. بل إذا فعله إنسان آخر لأتهمتموه بالزندقة والكفر وخروج عن طاعة الله ورسوله ولكن الرسول صلى الله عليه وسلّم قد ذكر أكثر من مرة أن زمن عمر هو أفضل الأزمان وأن علينا بسنته وسنة أبي بكر وباقي الخلفاء الراشدين..؟ إذاً نقول لا. حتى مع النص هنــاك إجتهـاد.. للأسف الفرق هو أن امثال عمر بن الخطاب قد فهموا الإسلام كله وجوهره! والصورة الأكبـــر! التي هي رحمة للعالمين.. ولكن أمثال سيد قطب والمتعصبين هو الأخذ بالنصوص فقط حرفياً وعلى ظاهرها, وإما الصورة كذا أو كذا .. ولا يوجد خيار ثالث! ويستدل بإستدلال باطل, فيقول ماذا بعد الحق الا الظلال.. كلمة حق من الله! ولكنهـا لا تعني مايعنيه الكاتب.. فالإنسان يختلف تفكيره من شخص إلى آخر و"الحق" يمكن أن يكون على مئات الصور! وليس صورة "قطب" فقط!
ويقول أيظاً:
"إن اتجاهات "الفلسفة" بجملتها، واتجاهات "تفسير التاريخ الإنساني" بجملتها، واتجاهات "علم النفس" بجملتها - عدا الملاحظات والمشاهدات دون التفسيرات العامة لها - ومباحث "الأخلاق" بجملتها، واتجاهات دراسة "الأديان المقارنة" بجملتها، واتجاهات "التفسيرات والمذاهب الاجتماعية" بجملتها - فيما عدا المشاهدات والإحصائيات والمعلومات المباشرة، لا النتائج العامة المستخلصة منها ولا التوجيهات الكلية الناشئة عنها - ... ان هذه الاتجاهات كلها في الفكر الجاهلي - أي غير الإسلامي - قديما وحديثا، متأثرة تأثرا مباشرا بتصورات اعتقادية جاهلية، وقائمة على هذه التصورات، ومعظمها - إن لم يكن كلها - يتضمن في أصوله المنهجية عداء ظاهرا أو خفيا للتصور الديني جملة، وللتصور الإسلامي على وجه خاص!"
سبحان الله!!! ما هذا الهــراء؟! وما هذا التدجيل والإفتراء؟! الرجل لا يريد أن نطّلع أو ندرس باقي العلوم ابداً.. وليس هذا فقط, بل يدّعي أنها ضد الدين وضد الإسلام إذا كان يعني عداءً بمعنى الكلمة فهذا غير صحيح, وإذا كان يقصد بالعداء - النقاش والسؤال والشك والبحث وإمتحان مصداقية الدين.. فهذا لا يدل إلاً على "تخلّف وجاهلية" أفكــار الكاتب "بجملتها"!!!
لم يعجبني الكتاب ولم يقنعني ولم أستفيد منه بشيء, حتى العظات المذكورة هي أفكار مكررة في مجمل الكتب الدينية.. وأمّا أفكاره هو فهي متحجرة وإنغلاقية ومتعصبة وعدائية وذات لون واحد غامق كريه لا يتقبله العقل ولا المنطق السليم..
مشكلة سيد قطب أنه يحلم بأن يعود "الجيل القرآني" جيل الصحابة ويستدل بالحديث الذي يقول أنه أفضل جيل.. الا يفهم أن قول الرسول ان هذا أفضل جيل هو في حد ذاته دليل على عدم تكرار هذا الجيل! ومهما حاولنا فلن نرجع للوراء لن نستطيع تكرار ذاك الجيــل... وسيبقى قطب ومحبيه من الإنغلاقيين في الحلم بأن يعودوا إلى ذلك العصر ولن يُفلحوا..
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
معالم في الطريق.
Sign In »
Reading Progress
Started Reading
June 15, 2012
– Shelved
June 15, 2012
–
Finished Reading
January 4, 2013
– Shelved as:
islamic-thought
August 4, 2013
– Shelved as:
books-i-own
Comments Showing 1-4 of 4 (4 new)
date
newest »


الحق ان باين فكره سلفي-جهادي, وهذا اللي متأثرين بيه جماعة أنصار الشريعة اللي طلعوا في بنغـازي جدد
الشيء الوحيد الذي أستفدته من الكتاب هو عندما يحاول أحد هؤلاء الجهاديين أن يقنعني بقراءة سيد قطب, سأعرف كيف أردّه
:D
سبحان الله!!! ما هذا الهــراء؟! وما هذا التدجيل والإفتراء؟
الباين إن الكتاب يشرح باستفاضة الفكر السلفي ولهذا أحسست أنه هراء..
نعزيك على الوقت إللي خسرته فيه مع إني اعتقد إنك ماخسرت شيء يكفي إنك ما اقتنعتش بما جاء فيه وهذا يعطيك رؤية أوضح لتوجهاتك وما يتماشى معها
عالعادة سلمت يداك على الريفيو