ŷ������

- "الرجل الذي يضحك"، لا يخدعك العنوان فأنت لست مقبلاً على قصة فكاهية مضحكة او على نوع من انواع الكوميديا بل انت امام سمفونية من الألم الخالص والعذّاب المقطّر بعدة أصناف بين شخصيات هذا العمل العظيم.

ان كانت الحقيقة قبيحة، فإن ذنوبكم أقبح

- قصة جونبيلان، الفتى الذي سُرق من عائلته الثرية بعد قتل والديه، وتم إجراء قطع على جانبي فمه لتشكيل "إبتسامة" فظيعة تذكّر بإبتسامة خواكين فونيكس في فيلم "الجوكر" على يد "الكومبرا شيكوس"(وكان هيجو من اول الذين اشاروا الى تلك الفئة التي كان يستأجرها السياسييون ورجال الدين لتشويه الأطفال)، وتركه على جزيرة ليلاقي الموت، لكن الأقدار كان لها رأي آخر.

- القصة متشعبة وتسير بعدة قنوات وعلى فترة زمنية متباعدة يقوم هيجو بإستعراضها من عدة زوايا تبعاً للشخصيات تارةً وتبعاً للأحداث تارةً اخرى، يقص عليك المشهد بوصف متأنٍ ثم يعود ليريك الأسباب في السرد، لماذا خطف غونبيلان؟ ما السبب الحقيقي للإستبدال؟ كيف تتبدل الأحوال؟ ما الأهم، الثروة ام الحب؟ المركز ام العشق؟ هل هناك مصالح ام حب مجرد؟ ماذا تختار بين الجمال والسلطة او الرقة والفقر؟...

- بعيداً عن تراجيدية الرواية وقتامتها كان لافتاً الرأي السياسي على لسان جونبلان والذي يعكس رأي فيكتور هيجو في الملكية وفي نقده لمجلس اللوردات وتلك الطبقة التي تغنى بشقاء الفقراء وتسعد ببؤسهم وتضحك ببكائهم، بالإضافة الى نقده إنفصالهم عن الواقع وعدم اكتراثهم ببؤس الشعب. بالإضافة لهذا النقد كان هناك تلك النسمة من الحب الأفلطوني رافقت الرواية من بدايتها حتى خاتمتها المأسوية لكأنها عطر الحياة في طرقات الموت.

- من أفضل روايات فيكتور هيجو وأعتقد انني سأقرأها بالفرنسية ايضاً للإستمتاع باللغة.

.واذا التقينا فلن نفترق من جديد ولن نحزن من جديد ولن.. ولن نموت من جديد!.