Amr Atef's Reviews > رجوع الموجة
رجوع الموجة
by
by

تمت � ..
عملٌ آخر يأخذني لزمن بعيدٍ وأيام بعيدة لا تشبه أيامنا هذه في شيء، ولعل في وجودها وفي قراءتنا لها بعض الجمال وبعض العزاء � ..
"رجوع الموجة" هي واحدة من أهم أعمال مي زيادة. الأديبة المفكرة الرائدة، وحيدة نسج زمانها ودرَّته. صدرت لأول مرة عام ١٩٢٤ وكانت في أصلها - كما عرفت - مأخوذة عن روايةٍ فرنسية لا أذكر اسمها. هذا الشكل من الإبداع الأولي الكلاسيكي وبدايات إدخال فن الرواية إلى عالمنا العربي ولغتنا العربية، وهو القيام بعمليات مثل: إعادة الصياغة كما في "الفضيلة" أو "بول وفرجيني" الشهيرة للمنفلوطي، أو التلخيص عن الأصل كما في "بؤساء" حافظ إبراهيم، أو إعادة السرد كما في "رجوع الموجة". كلها أشكالٌ لا يمكننا اعتبارها "ترجمات" أمينة عن الأصل بقدر كونها استخداماً كتدريب عمليٍ على فن الرواية الذي كان غريباً على مجتمعنا دخيلاً على أدبنا. مروراً تدريجياً بالمحاكاة الإبداعية كما في رواية "سارة" للعقاد وأعمال محمود تيمور، ووصولاً في النهاية إلى "زينب" هيكل، والتي كانت أول رواية تحمل طابعاً إبداعياً مصرياً خالصاً بعيداً عن المحاكاة وإعادة صياغة أعمال الغربيين.
هذا هو المجال التاريخي ل"رجوع الموجة"، وعلى ذلك فالكتابة - بمقتضى الحال - كلاسيكية جداً، تحمل نوعاً من السذاجة والتخبط والتجريبية في شكلها وأسلوبها وطريقة عرضها. ومع ذلك فقد نجحت السيدة مي في كتابة نصٍ شائقٍ جميلٍ، مليءٍ بالثقل النفسي والعاطفي على بدائيته، كتب بذكاء إنسانة رائدة تعرف ما تفعل وتدرك ما هي بصدد إضافته إلى الكتابة والأدب العربي، تحمل لغةً جميلة ناصعة قوية، رقيقة ذكية. ولعل مما يثير الإعجاب ويثير السخرية معاً، أن عملاً أدبياً مثل "رجوع الموجة" على كلاسيكته وسذاجته، قد فاق في جمال اللغة وبهاءها، وحتى في أسلوب الكتابة أعمالاً "أدبية" و"روائية"، كتبت وتكتب في يومنا هذا! بعد كل ما وصلنا إليه من التطور والتقدم في فن الرواية والتجريب فيه، وبعد ما يقارب أكثر من ١٠٠ عامٍ على محاولة السيدة مي الأولى!
عملٌ آخر يأخذني لزمن بعيدٍ وأيام بعيدة لا تشبه أيامنا هذه في شيء، ولعل في وجودها وفي قراءتنا لها بعض الجمال وبعض العزاء � ..
"رجوع الموجة" هي واحدة من أهم أعمال مي زيادة. الأديبة المفكرة الرائدة، وحيدة نسج زمانها ودرَّته. صدرت لأول مرة عام ١٩٢٤ وكانت في أصلها - كما عرفت - مأخوذة عن روايةٍ فرنسية لا أذكر اسمها. هذا الشكل من الإبداع الأولي الكلاسيكي وبدايات إدخال فن الرواية إلى عالمنا العربي ولغتنا العربية، وهو القيام بعمليات مثل: إعادة الصياغة كما في "الفضيلة" أو "بول وفرجيني" الشهيرة للمنفلوطي، أو التلخيص عن الأصل كما في "بؤساء" حافظ إبراهيم، أو إعادة السرد كما في "رجوع الموجة". كلها أشكالٌ لا يمكننا اعتبارها "ترجمات" أمينة عن الأصل بقدر كونها استخداماً كتدريب عمليٍ على فن الرواية الذي كان غريباً على مجتمعنا دخيلاً على أدبنا. مروراً تدريجياً بالمحاكاة الإبداعية كما في رواية "سارة" للعقاد وأعمال محمود تيمور، ووصولاً في النهاية إلى "زينب" هيكل، والتي كانت أول رواية تحمل طابعاً إبداعياً مصرياً خالصاً بعيداً عن المحاكاة وإعادة صياغة أعمال الغربيين.
هذا هو المجال التاريخي ل"رجوع الموجة"، وعلى ذلك فالكتابة - بمقتضى الحال - كلاسيكية جداً، تحمل نوعاً من السذاجة والتخبط والتجريبية في شكلها وأسلوبها وطريقة عرضها. ومع ذلك فقد نجحت السيدة مي في كتابة نصٍ شائقٍ جميلٍ، مليءٍ بالثقل النفسي والعاطفي على بدائيته، كتب بذكاء إنسانة رائدة تعرف ما تفعل وتدرك ما هي بصدد إضافته إلى الكتابة والأدب العربي، تحمل لغةً جميلة ناصعة قوية، رقيقة ذكية. ولعل مما يثير الإعجاب ويثير السخرية معاً، أن عملاً أدبياً مثل "رجوع الموجة" على كلاسيكته وسذاجته، قد فاق في جمال اللغة وبهاءها، وحتى في أسلوب الكتابة أعمالاً "أدبية" و"روائية"، كتبت وتكتب في يومنا هذا! بعد كل ما وصلنا إليه من التطور والتقدم في فن الرواية والتجريب فيه، وبعد ما يقارب أكثر من ١٠٠ عامٍ على محاولة السيدة مي الأولى!
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
رجوع الموجة.
Sign In »
Reading Progress
October 8, 2020
– Shelved as:
to-read
October 8, 2020
– Shelved
October 28, 2020
–
Started Reading
November 17, 2020
–
Finished Reading