ŷ������

القراءة الأولى لإرفين يالوم وسعيدة أني تشجعت وقرأتها. مزيج سحري بين علم النفس والفلسفة إستمتعت كثيرا مع الرواية التي في أحيان كثيرة جعلتني أتعاطف مع كلا الرجلين دكتور بريوير ونيتشه من خلال مناقشتهما التي تخيل الكاتب حدوثها لأصدق بكل قوة أن هذا اللقاء ربما لم يحدث قط ولكنه أقرب ما يكون للحقيقة.





الرواية فاجأتني بقوتها ونعومتها في نفس الوقت ولأول مرة إستطاع الكاتب أن يجعلني لا أنحاز للنساء الحاضرات والغائبات في حياة البطلين. لأجدني ناقمة على لو سالومي وعلى أخت وأم نيتشه ليكون هذا الثالوث النسائي هو السبب الرئيسي لعذاب نيتشه وإختياره الوحدة بكامل إرادته.

يأتي يالوم ليأكد ما أكده لي من قبله جوستاين جاردر أن ربما الفائدة الأهم والأكبر من وراء الفلسفة هو طرح الأسئلة وليس توفير الإجابات. هي تلك المواجهة الصادقة مع أنفسنا في محاولة لسبر أغوار تلك النفس التي بين جنباتنا وإعمال العقل لإيجاد تناغم فيما بينهما.



أحببت النهاية جدا وأحببت وقعها على نفسي. فربما بعد مواجهتنا مع ذاتنا ومحاولاتنا لإيجاد إجابات شافية وكافية نجد أنه لو عاد بنا الزمن لإخترنا بكل حرية ما سبق وإخترناه دون إرادة كاملة منا ولكنه جعلنا من نحن عليه الآن وما كنا لنستبدل ذواتنا بنسخ أخرى لا تشبهنا.

وأن كل ما نطمح فيه هو التطلع نحو مستقبل نملك تغيره وأن لا نقبع في ماضي يكبلنا.

أحببت طرح يالوم بأن الآخر هذا الذي يبدو أنه على طرف النقيض منا والذي يبني حول نفسه حواجز مانعة يتوارى خلفها.


ربما كان كل ما يحتاج إليه هو كلمات صادقة من القلب وأذن تستمع للمعنى خلف الكلمات ومحاولة صادقة للتفهم والقبول وعندها تنهار السواتر ويظهر من خلفها إنسان مرهف المشاعر كان في إنتظار كتف يبكي عليه.



ما أشبهنا جميعا بهذا الغريب.



يالوم هو أديب وعالم نفس وفيلسوف موهوب وممتنة لهذه الرواية التي كانت بدايتي مع قلمه المميز.