ŷ

Arak's Reviews > هبة الألم : لماذا نعذب وما موقفنا من ذلك

هبة الألم  by Paul W. Brand
Rate this book
Clear rating

by
24816839
's review

it was amazing

هل الألم هبة أم بلوى؟

جال السؤال في خاطري قُبيل شروعي في قراءةِ الكتاب، وقد قدّم هذا الكتاب الآسر إجابةً شافيةً وافية، إذ أنه أشرع نافذةً انبعث منها ضوءٌ مُبهر وسط ظلماتٍ وحُجُب؛ فالكاتب لا يفتأ يُردد في ثنايا كتابِه: «الألم ليس هو العدوّ، إنما هو رائد مخلص يُبلغ عن العدو، هو النعمة التي لا يريدها أحد فعلًا. الألم ليس عدواً غازياً إنما رسول مخلص موفد من جسدي ليحذرني من الخطر». الألم إذاً -كما تمخضت تجربة الطبيب المكافح مع مرضى الجذام- هبةٌ ومنحة ربّانية، وهو أيضاً ابتلاءٌ واختبار ومِحنة، فكما أن الألم يقويّ الجسم ويدربّه ويعوّده على مجابهة المتاعب، فهو كذلك خير مدربٍ للروح والنّفس، يعبّد طريقها ويهيئها ليغدو عودها صلباً وتصير قادرةً على المضي في هذه الحياةِ العصيبة.
وعوداً على بدء؛ الألم هبة وبلوى في ذات الوقت.

دوّن المؤلف الطبيب بول براند عصارة تجربته المضنية في زوايا الهند وحقولها وسكبها في صفحات الكتاب، وسطَّر كل كلمةٍ من كلماتها في مديح الألم وفلسفته، إنها سيرة الألم في مراحلة الثلاث (الإشارة ثم الرسالة ثم الاستجابة)، ونشيد عذب في فوائده وعوائده والمغزى منه وعواقب من يُخرسه، ولغزٌ حير عقل الكاتب يتلخص في سؤالين اثنين كلاهما في صميم الألم؛ لمَ ينبغي للألم أن يكون مُزعجاً؟ ولمَ ينبغي للألم أن يستمر؟
كما أنه الحكمة العجيبة القائلة أن «الألم يجد محلّه في الذهن، لا في أي مكان آخر»، فعَظُم في نفسي دور الذهن وأهميته في إدارة الألم وتسييره، وتأكد عندي أن الألم صديق لا عدو وخادم لا سيّد ومحامٍ عن الجسم لا مهاجمٌ له.

بعد انتهائي من القراءة أحببتُ الألم ورأيتُ فيه صديقاً صدوقاً وحليفاً معيناً يحمل في طيّاته رسالةً حريّ بي أن أرهف سمعي لها، بعدها أخذتُ أردد -كما ردد المؤلف-: «شكراً يا إلهي على الألم!»
12 likes · flag

Sign into ŷ to see if any of your friends have read هبة الألم .
Sign In »

Reading Progress

October 29, 2020 – Started Reading
October 29, 2020 – Shelved
November 7, 2020 – Finished Reading

No comments have been added yet.