ŷ

Abdullah Abdulrahman's Reviews > خوارق اللاشعور

خوارق اللاشعور by علي الوردي Ali Al-Wardi
Rate this book
Clear rating

by
4788693
's review

it was amazing

كنت دائماً وأبداً مقتنعاً بنظرية "العقل الباطن" أو "اللاشعور" وقد جاء هذا الكتاب ليعزز لي قناعتي هذة , ربما لذلك وجدته ككتاب لا مثيل له .. رغم أني أقرأ للمرة الأولى لهذا المفكر القدير . في البداية أحببت مدى حرصه على تنبيه كل من يقع الكتاب بين يديه إلى أن هذا الكتاب قد يعبث بعض الشيء بمعتقداتك البالية التي توارثتها من محيطك .. فمن خلال ذلك ستقيس مدى الصدق الموجود لدى نفسية هذا الكاتب . بعد ذلك وجدت مقدمته قد جاءت كأطروحه مختصرة أراد من خلالها أن ينبئك بما ستتعمق به في فصول هذا الكتاب قبل أن تبدأ به .. مع تحذير أخير في نهاية المقدمة أن أنت وجدت نفسك غير مقتنع بما جاء في مقدمة هذا الكتاب فرجاء أخير أن تنتهي من الإكمال في قرائته .
الكتاب في الحقيقة مليء بالنظريات والمفاهيم الجديدة , ووجهات النظر المثيرة .. والإقتباسات الصاخبة بحقائق مبهرة , الأمر الذي يستعصي عليك الإلمام بها في قراءة واحدة , فالحقائق تتقاذف أمام عينيك بسرعة كبيرة ومدهشة . لكن مع ذلك تبقى تلك المواضع التي تعلق بالذهن .. ففي الفصل الأول كان الحديث حول الإطار الفكري , وزبدته إن الفرد لا يمكن له أن يتحرر مهما حاول من إطاره الفكري المسلط عليه من المجتمع وثقافة المحيط الذي يعيش به , كذلك من النقاط التي لفتت نظري أن منسوب العبقرية يقل عند الشخص الإجتماعي ويزيد لدى الأشخاص الذي يجدون في العزله متعتهم , كذلك أنه لا فرق بين الفرد العادي في المجتمعات المتقدمة أو المتأخرة إنما الفرق يكون في حضارة المجتمع لا الفرد .
كان الفصل الثاني أكثر متعة في عرضه لنقاط عدة .. ومما لفتي نظري منها قوله "وكل فكرة إذن تحتوي على نقيضها في صميم تكوينها" , وإستشهاده على ذلك بالأسر الحاكمة .. وأنه ليس هناك نسل صالح بشكل كامل , فقد يكون مؤسس الحكم صالحاً في طبعه لمثابرته للوصول إلى الحكم , بينما نسله غالباً يفتقدون لهذا الشيء لعيشهم في نعيم الحكم الذي خلقه لهم أبوهم . ايضاً إنه ليس هناك حقيقة مطلقه .. بل على العكس نحن من نقوم بخلقها من خلال النظر إلى الجانب الذي نرغب النظر إليه وإهمال الجانب الذي لا يروقنا . كذلك الحديث الممتد حول إزدواج الشخصية والأمثلة المترتبة على هذا المفهوم . ايضاً أن التفكير المنطقي يمثل عائقاً لإطلاق قوى اللاشعور الموجودة في أغوار النفس ويحجب عنك التصرف على طريقتها . إلى ما ختم به الفصل وهي المراحل التي تصل بك إلى الإبداع في الكتابة ومدى منطقيتها .
الفصل الثالث كان فصل آخر من المتعة ايضاً .. فقد أحببت فيه رؤية الكاتب المختلفة للأمور وطريقة تحليله لها , ايضاً حديثه حول الطرق الموروثة في تربية الأطفال ومدى مصداقيتها .. وكلامه عن براءة الطفل ومدى إنغماسه في كل شيء يؤديه الأمر الذي يصوره كعبقري صغير . كذلك وجهة نظرة على الكمال وأن الساعي إلى الكمال في كل شيء هو في صراع دائم مع نفسه ومع أحجية الكمال ككل . الجميل في هذة الفصل هو وفرة القصص والأمثلة التي تتقاذف أمامك بين صفحات هذا الفصل بالذات وهو ما أحببته فيه .
يعتبر الفصل الرابع بنظري زُبدة الكتاب .. فقد أراد الدكتور من خلاله التعمق بشكل أكبر بـ "اللاشعور" أو ما يعرف بـ "العقل الباطن" وقد أجاد في ذلك من خلال عرض كل رأي وما يخالفه من آراء العلماء والباحثين الذين سبق لهم الخوض في هذا المجال , ما آثار نظري في هذا الفصل حقيقةً هي إعتقادات (سنيل) وآراءه وطريقة نظرته للأمور , وقد وجدتني متفقاً معه في بعضاً منها .. كذلك طريقة تفسير الدكتور لكلام إبن خلدون حول (الحالومية) وما تبع ذلك حول مدى تأثير الكلمات الغير مفهومه على النفس , وكذلك مدى تأثير الإيحاء النفسي .. ايضاً كلامه حول العقل الباطن والظاهر وهو ما معناه إنه كلما زاد حضور العقل الظاهر قل حضور الباطن وكذلك العكس , والأمثلة التي أوردها على ذلك للقياس .
أكثر ما أحببت في الفصل الخامس .. المقارنة الطويلة بين الفطريون والمدنيون , فقد إستعرض الكاتب في هذا الفصل وبشكل متشعب إعتقادات كلاً من الفطريون والمدنيون حول الحياة والشفاء والمرض والخرافات والإيمانيات . كذلك الحديث المتمركز على العقيدة ومدى تأثيرها على نفسية الشخص وقراراته وأفعاله . والتأثير المتبادل بين المادة والتكوين النفسي للإنسان .
الخاتمة التي إختتم بها الدكتور الكتاب .. كانت بمثابة تلخيص مبسط و إعادة تدوير لبعض ما جاء في فصول الكتاب , وهو الأمر الذي كنت بحاجته بالفعل لأتمسك بزبدة هذا الكتاب الغزير بالأفكار والرؤى الجديدة . أعتقد أنني بعدما إنتهيت من قراءة هذا الكتاب تَكَوُن في ذهني رؤية مختلفة للأمور .. وفتح عيني لملاحظة أشياء جديدة كنت قد غفلت عنها في السابق . لذلك هو كتاب سيدفع بكل من يقرأه لإعادة التفكير في كل شيء يعبر من حوله .. كذلك الحال مع الشخص نفسه مستقبله وماضيه .
14 likes · flag

Sign into ŷ to see if any of your friends have read خوارق اللاشعور.
Sign In »

Quotes Abdullah Liked

علي الوردي Ali Al-Wardi
“ينبغي أن نميز بين المتعلم والمثقف، فالمتعلم هو من تعلم أموراً لم تخرج عن نطاق الإطار الفكري الذي اعتاد عليه منذ صغره. فهو لم يزدد من العلم إلا مازاد في تعصبه وضيّق في مجال نظره. هو قد آمن برأي من الآراء أو مذهب من المذاهب فأخذ يسعى وراء المعلومات التي تؤيده في رأيه وتحرّضه على الكفاح في سبيله. أما المثقف فهو يمتاز بمرونة رأيه وباستعداده لتلقي كل فكرة جديدة وللتأمل فيها ولتملي وجه الصواب منها.”
علي الوردي, خوارق اللاشعور

علي الوردي Ali Al-Wardi
“يا ويل القرّاء من أولئك الكتاب الذين لا يقرأون ! ”
علي الوردي, خوارق اللاشعور

علي الوردي Ali Al-Wardi
“إن مجتمعنا اللئيم يخلق أسباب الفقر والعاهة من جهة، ثم يحتقر المصابين بهما من الجهة الأخرى. وبذا ينمي فيهم عقداً نفسية لا خلاص منها.”
علي الوردي, خوارق اللاشعور

علي الوردي Ali Al-Wardi
“طالما رأيناهم يسخرون من فكرة في هذا اليوم ثم يقدّسونها غداً”
علي الوردي, خوارق اللاشعور

علي الوردي Ali Al-Wardi
“لايكفي في الفكرة أن تكون صحيحة في حد ذاتها ، الأحرى بها أن تكون عملية ممكنة التطبيق.”
علي الوردي, خوارق اللاشعور


Reading Progress

July 12, 2012 – Shelved
July 26, 2012 – Started Reading
July 26, 2012 –
page 40
16.81%
July 27, 2012 –
page 71
29.83%
July 27, 2012 –
page 106
44.54%
July 28, 2012 –
page 141
59.24%
July 28, 2012 –
page 181
76.05%
July 29, 2012 –
page 208
87.39%
July 29, 2012 – Finished Reading

Comments Showing 1-5 of 5 (5 new)

dateDown arrow    newest »

سوسن الجبري كتاب رائع .. لكن لاني قرأت لهالكاتب كتب اجمل ما انبهرت بهالكتاب .. انصحك تقرأ له مهزلة العقل البشري و كتاب الاحلام بين العلم والعقيدة ..


Abdullah Abdulrahman قريباً إن شاء الله :) .


وضحى أتفق مع سوسن.. قرأت هذا الكتاب أول الأمر للوردي وبهرني
لكن مهزلة العقل البشري ووعاظ السلاطين كانت أروع


Abdullah Abdulrahman إشادتكم حمستني أكثر , عليّ أقع على نسخه من الكتابين قريباً .


message 5: by hope (new)

hope mohammed وانا ايضا خاصة لم اقرا له شي بعد


back to top