قاسم's Reviews > قضية الشعر الجاهلي في كتاب ابن سلام
قضية الشعر الجاهلي في كتاب ابن سلام
by
by

الكتاب عبارة عن محاضرة ألقاها العلامة " محمود شاكر " في جامعة الإمام محمد بن سعود عام 1975م ، وتهدف هذه المحاضرة إلى الدفاع عن قضية الشعر الجاهلي ، فقد بذل " محمود شاكر " جهودًا عظيمة في الدفاع عن العربية و بالخصوص عن هذه القضية ، وهو من أهم الشخصيات التي ردّت على أطروحات الدكتور " طه حسين " في قضية انتحال الشعر الجاهلي ، وخاض الكثير من المعارك الأدبية إلا أنه لم يسلط عليه الضوء كثيرًا فأنا لا أنكر معرفتي الحديثة به ، لقد وقف بقوة ضد منهج الدكتور " طه حسين " ، وانطلق محمود شاكر في منهجه بقراءة كل ما وقع تحت يديه من تراث العرب القديم ، متبعًا بذلك " منهج التذوق " الذي يقرأ من خلاله ما وراء تلك الكتابات من مساجلات خفية وإيحاءات غير ظاهرة ، وهذا المنهج في الحقيقة ليس بدعًا بل هو ما كان يسير عليه الفكر العربي القديم ، وإنما استطاع "محمود شاكر " أن يستظهره من جديد ويعيد تشكيله بعد أن كان دفينًا وغائبًا ..
إن بعض النقاد الذين شككوا بصحة الشعر الجاهلي وعلى رأسهم الدكتور " طه حسين " كانوا يتتبعون بعض النصوص التي قد توحي بعدم صحة الشعر الجاهلي فيتوصلوا من خلالها إلى أنه لا وجود لهذا الشعر ، فهم لا يتصورون أن العرب كانوا بهذا المستوى من الفصاحة والبلاغة ، إلا أن " محمود شاكر" بيّن في كتابه هذا العثرات والأخطاء التي وقع فيها هؤلاء النقاد والمستشرقون بفهمهم الخاطئ لهذه النصوص ، ومن ضمن هذه النصوص ما ذكره " ابن سلام الجمحي " في كتابه " طبقات فحول الشعراء " !
يعتبر هذا الكتاب دراسة قيمة تحوي أفكارًا ومعلومات لم أألفها من قبل ، ولذلك سأتناولها - بشيء من الإيجاز � ويمكن الرجوع للكتاب للاستزادة
أولًا : تناول مسألة أولية الشعر الجاهلي
فأغلب المصادر ترجح أن الشعر الجاهلي بدأ على يد " المهلهل بن ربيعة " و " امرؤ القيس " ، وبالتحديد بين 150 سنة إلى 200 سنة قبل الدعوة الإسلامية ، وهذا الأمر بدأه الجاحظ في كتابه " الحيوان " ، إلا أن " محمود شاكر " يرى افتقار هذا الكلام للدقة ، فمن المعروف أن " الجاحظ " كان معاصرًا لـ " ابن سلام الجمحي " وقد اتضح تأثره به ، فقد نقل من كتاب " طبقات فحول الشعراء " ، إلا أنه لم يفهم مقالة " ابن سلام الجمحي " حيث ذهب بفهمه إلى أن امرؤ القيس هو الأسبق في هذا المجال أي أولية الشعر .. وهذا الأمر غير صحيح ، لأن قصد " ابن سلام " واضح وهو تقصيد القصائد وتطويلها ، فـ " الجاحظ " نقل المعنى الخاص إلى المعنى العام ووقع في مغالطة ، ويذكر " محمود شاكر " أنه لا بد من الأخذ بكلام " ابن سلام " في هذا الشأن لأن الرجل أشد تحريًا وضبطًا من " أبي عثمان "
: ثانيًا : قسّم " محمود شاكر " الشعر إلى ثلاثة أنواع
- شعر صحيح وسليم أي مبرأ من الأخطاء ويعرفه أهل البادية والعلم
- شعر صحيح معروف أيضًا إلا أنه اختلط بغثاء مصنوع ليس بشعر
- غثاء مصنوع لا يُعد شعرًا
" فقول " ابن سلام الجمحي:
بعد التحليل يتوصل " محمود شاكر " إلى أن المقصود هنا بالشعر هو القسم الثاني ، فلا يمكن أن يكون المقصود بالشعر هنا المصنوع فقط ، وأشد استحالة أن يكون المقصود به الشعر الذي نعرفه أي الصحيح ، فلم يتبق إلا الصنف الثاني وهو أن يكون شعرًا مخالطًا لمصنوع ، ولذلك يقول " محمود شاكر " :
ثالثًا : إنكاره مقالة " ابن سلام الجمحي " عندما قال أن المسلمين قد انشغلوا عن الشعر وتركوه بسبب الغزو والجهاد
حيث ذكر أن العرب لم يلهوا عن الشعر حتى في وقت الجهاد ، وإنما اتسع الأخذ به في وقت لاحق ، فهم لم ينقطعوا عن روايته وقت الغزوات
رابعًا : أشكل على من ادعى أنه لا وجود للشعر الجاهلي مبينًا أن هذا الادعاء يُعد طعنًا بالقرآن وإعجازه
فكيف يتحدى الله أناسًا عاجزين عن الإتيان بكلام فصيح وبليغ ، فقد كانوا يملكون قدرًا لا يمكن تحديده من القدرة على تذوق البيان والنظم ، هذا بالإضافة إلى أنهم كانوا متذوقين للشعر فابستطاعتهم التمييز بين كلام الله تعالى وكلام البشر ، وهذا إن دل دل على تمكنهم في الشعر في ذلك العصر ، فهذا القدر من التذوق لا يمكن أن ينال في فترة قصيرة ، وإنما الأمر يتطلب قرونًا متطاولة في القدم ..
إن بعض النقاد الذين شككوا بصحة الشعر الجاهلي وعلى رأسهم الدكتور " طه حسين " كانوا يتتبعون بعض النصوص التي قد توحي بعدم صحة الشعر الجاهلي فيتوصلوا من خلالها إلى أنه لا وجود لهذا الشعر ، فهم لا يتصورون أن العرب كانوا بهذا المستوى من الفصاحة والبلاغة ، إلا أن " محمود شاكر" بيّن في كتابه هذا العثرات والأخطاء التي وقع فيها هؤلاء النقاد والمستشرقون بفهمهم الخاطئ لهذه النصوص ، ومن ضمن هذه النصوص ما ذكره " ابن سلام الجمحي " في كتابه " طبقات فحول الشعراء " !
يعتبر هذا الكتاب دراسة قيمة تحوي أفكارًا ومعلومات لم أألفها من قبل ، ولذلك سأتناولها - بشيء من الإيجاز � ويمكن الرجوع للكتاب للاستزادة
أولًا : تناول مسألة أولية الشعر الجاهلي
فأغلب المصادر ترجح أن الشعر الجاهلي بدأ على يد " المهلهل بن ربيعة " و " امرؤ القيس " ، وبالتحديد بين 150 سنة إلى 200 سنة قبل الدعوة الإسلامية ، وهذا الأمر بدأه الجاحظ في كتابه " الحيوان " ، إلا أن " محمود شاكر " يرى افتقار هذا الكلام للدقة ، فمن المعروف أن " الجاحظ " كان معاصرًا لـ " ابن سلام الجمحي " وقد اتضح تأثره به ، فقد نقل من كتاب " طبقات فحول الشعراء " ، إلا أنه لم يفهم مقالة " ابن سلام الجمحي " حيث ذهب بفهمه إلى أن امرؤ القيس هو الأسبق في هذا المجال أي أولية الشعر .. وهذا الأمر غير صحيح ، لأن قصد " ابن سلام " واضح وهو تقصيد القصائد وتطويلها ، فـ " الجاحظ " نقل المعنى الخاص إلى المعنى العام ووقع في مغالطة ، ويذكر " محمود شاكر " أنه لا بد من الأخذ بكلام " ابن سلام " في هذا الشأن لأن الرجل أشد تحريًا وضبطًا من " أبي عثمان "
: ثانيًا : قسّم " محمود شاكر " الشعر إلى ثلاثة أنواع
- شعر صحيح وسليم أي مبرأ من الأخطاء ويعرفه أهل البادية والعلم
- شعر صحيح معروف أيضًا إلا أنه اختلط بغثاء مصنوع ليس بشعر
- غثاء مصنوع لا يُعد شعرًا
" فقول " ابن سلام الجمحي:
وفي الشعر مصنوع مفتعل موضوع ، كثير لا خير فيه
بعد التحليل يتوصل " محمود شاكر " إلى أن المقصود هنا بالشعر هو القسم الثاني ، فلا يمكن أن يكون المقصود بالشعر هنا المصنوع فقط ، وأشد استحالة أن يكون المقصود به الشعر الذي نعرفه أي الصحيح ، فلم يتبق إلا الصنف الثاني وهو أن يكون شعرًا مخالطًا لمصنوع ، ولذلك يقول " محمود شاكر " :
وهو الشعر الصحيح الذي يعرفه العلماء ، ولكنه خلط بمصنوع ليس شعر
ثالثًا : إنكاره مقالة " ابن سلام الجمحي " عندما قال أن المسلمين قد انشغلوا عن الشعر وتركوه بسبب الغزو والجهاد
حيث ذكر أن العرب لم يلهوا عن الشعر حتى في وقت الجهاد ، وإنما اتسع الأخذ به في وقت لاحق ، فهم لم ينقطعوا عن روايته وقت الغزوات
رابعًا : أشكل على من ادعى أنه لا وجود للشعر الجاهلي مبينًا أن هذا الادعاء يُعد طعنًا بالقرآن وإعجازه
فكيف يتحدى الله أناسًا عاجزين عن الإتيان بكلام فصيح وبليغ ، فقد كانوا يملكون قدرًا لا يمكن تحديده من القدرة على تذوق البيان والنظم ، هذا بالإضافة إلى أنهم كانوا متذوقين للشعر فابستطاعتهم التمييز بين كلام الله تعالى وكلام البشر ، وهذا إن دل دل على تمكنهم في الشعر في ذلك العصر ، فهذا القدر من التذوق لا يمكن أن ينال في فترة قصيرة ، وإنما الأمر يتطلب قرونًا متطاولة في القدم ..
Sign into ŷ to see if any of your friends have read
قضية الشعر الجاهلي في كتاب ابن سلام.
Sign In »