ŷ������

سلسلة خطابات ألقاها الدكتور "علي شريعتي" في قاعة "حسينية الإرشاد" بطهران سجلت على أشرطة، ثم نقلت كتابة على الورق، بدون تغيير أو تطويل أو تقصير أو تقديم أو تأخير.
- - -

بالمختصر المفيد الكاتب يدعونا للرجوع في العيش للعصور الوسطى، لا بل الرجوع للعصر الحجري، إذ برأيه أن العلم والحضارة والتقدم الذي هو سنة الله في خلقه ما هو إلا استحمار واستعمار لنا ! وكأن المجتمعات في الغرب لا يعملون ولا يكدّون للقمة العيش، ولا يستهلكون المنتجات المصنّعة في بلادهم.

ناقص يقول الكاتب إن اختراع الكهرباء والتلفون وأنابيب المياه والطائرات والقطارات إلخ إلخ.. تم اختراعها خصيصًا لاستحمارنا واستعمارنا ! وأن كل المنتجات المهمة في حياة الإنسان كالسيارة تم تصنيعها لتسويقها للعرب المستحمرين ! (الكاتب حانق لأن العربي باع جمله واقتنى سيارة) سؤالي: العربي لمن باع جمله؟ هل باع جمله للغرب الذي يستحمرنا ويستعمرنا بمنتجاته الحديثة أو باع جمله لعربي آخر؟

إذا الميكرفون الذي كان يخطب من خلاله هو اختراع غربي، أو بالأحرى استحمار واستعمار غربي لنا، كذلك تسجيل خطاباته التي أتحفنا بها، حيث تم تخريج هذا الكتاب من خلال التسجيل، اختراع واستعمار واستحمار غربي.

سؤالي: من الذي أمرنا أن لا نكد في لقمة العيش؟ وأن لا نستعمل منتجات الغرب ولا نتعامل معهم؟ هذه النظرة الضيقة والاستعلاء على الآخرين بحكم أننا مسلمين وهم كفار لا أؤمن بها.

أما بقية كلامه فهو نقد لرجال الدين وللحكومات، والذي اتفق مع بعض ما جاء فيه. برأيي من السهولة أن تطلع للناس وتهاجم ما تشاء ومن تشاء. لكن يبق السؤال: ما الحل؟ لم يطرح الكاتب أي حلول منطقية لهذا الاستحمار الذي حلّ بنا !.

من ناحيتي عندي نباهة كافية، بحيث لا تنطلي علي هذه الأفكار الاستحمارية التي قرأتها في هذا الكتاب.