ŷ������

يا الله

أشعر وكأن هذا الكتاب هو أروع ما قرأت منذ سنوات في مجال القصص القصيرة ... وأشعر بالسعادة أنني استطعت قرائته أخيرا :))

كتاب ساحر ورقيق في معظمه، رغم قسوة بعض قصصه، تلك التي جاءت في أول صفحات الكتاب وكادت أن تثنيني عن إكمال القراءة

ليست قصصا عن الحيوان فقط، بل كل قصة هي بوابة لعالم سحري أو بوابة لعالم من التجارب التي قد لا تتاح للقارئ في حياته العادية، فرصة لاختبار مشاعر عدة من الخوف للترقب للحزن لانقطاع الأنفاس بسبب الإنبهار من سحر التجارب ذاتها

اكئبتني القصص الثلاث الأول ... غزلان ... مهر ... جراء ... كانت جميعا عن الدمار الناتج عن الحروب ... المارينز الذين يحتفلون بتوحشهم على الإنسان والحيوان بالتسلي بشواء الغزلان وإذلال الأسود الحبيسة ... الخيول التي تُجر وتُهان كاحتفال بموت سيدها الصارم قاسي القلب بشكل يدعوك لتأمل ما عانته الخيول من صاحبها الذي كان من المفترض أن يحنو عليها ثم من بعد ذلك الإمعان في الأذى من قِبل المُحتل ... وأخيرا، بشر أقرب للحيوانات من حيث الخوف والترقب ويجبرون الكلاب الضالة على مجاراتهم في مشهد غريب في آخر القصة !!! أعتقد أن الكاتب كان يقصد أساسا الحرب على العراق العظيم وكان من الصعب - وبدون الخوض في تفاصيل قناعاتي - أن اتقبل تلك القصص في ظل انتظار قرارا بشأن الحرب على سوريا الحبيبة القريبة ... الظلم قاس بكل تأكيد لكن آثار الحروب هي أبشع ما يمكن أن يختبره البشر على الإطلاق !!!

ربما لم تفارق السياسة الكاتب في باقي القصص فدائما هناك التلميحات وهناك التذكير بالتاريخ ...

اعجبتني كثيرا الاقتباسات التي بدأ بها كل قصصه وبها وفرة من المعلومات عن الحيوانات ... أما القصص نفسها فهي مزيج من السحر مع السيرة الذاتية ووصف للبلدان والرحلات

ولعل القصص التي أخذتني لعوالم مختلفة وأثارت خيالي بشكل فاق الوصف

سمكات أرجوانية صغيرة

اكتئاب الخيول

أرانب مسحورة

على ظهر فيل

الأ��تن

الأفيال ترتوي

أعجبتني "على ظهر فيل" جدا وشعرت أنني بما أن لي خبرات سابقة مرعبة على ظهر حصان مجنون شعر بخوفي منه فتمعن في إرعابي في غياب السائس، وأخري في ركوب الجمل (تجربة تمت بغير إرادتي) في رحلة كان هدفها صعود جبل رملي لمسافة ٤٠٠ متر في الصين ولم تكن ثمة وسائل أخرى للوصول لوجهتنا النهائية، وتجربة مشابهة إرادية في شرم الشيخ، وبناء على ما سبق فلا تنقصني إلا رحلة على ظهر فيل ^_^ لأختبر الرعب الحقيقي

وأعجبتني كذلك " الأفيال ترتوي" والتي تحتوي وصفا لأدغال ناميبيا وكنت تساءلت يوما عن ناميبيا فأجابتني ابنة عمي وزميلة دراستي بأنها وجهة مميزة لقضاء شهر العسل ، وقد كانت القصة ساحرة، بخلاف أن لدي حب لا ينتهي لأهل بعض بلدان أفريقيا وقد صادفت بعضهم في الكلية وفي أمريكا والصين وبعض المؤتمرات التي حضرتها :) لديهم حس دعابة قوي وتفاهم واحتواء للآخر وشغف بالمصريين ... . وكثيرا ما أحلم بأن يكبر ولديَّ وآخذهما في أسفار لبلدان مختلفة ليس بقصد السياحة تماما بقدر ما هو استكشاف مدن وبلاد أخرى والانفتاح على العالم ... لا أحلم بالسفر لأسبانيا وإيطاليا وتركيا للسياحة فحسب ولكن اتمنى أن أزور منابع النيل مثلا أو أن أتسلق جبلا صغيرا كنوع من أنواع التجديد، وقبل أي شيئ السفر لليبيا لتفقد مسقط رأسي :) ... كل أحلامي القديمة للسفر راودتني من جديد بعد قراءة تلك المجموعة القصصية الرائعة

أخيرا أحب أن أحيي المنصورة التي تمتعنا دائما بمواهب أبنائها الأدبية البديعة وبخاصة الأطباء :)) بارك الله في المنصورة وأهلها