ŷ

Tareef Mando's Reviews > معالم في الطريق

معالم في الطريق by Sayyid Qutb
Rate this book
Clear rating

by
4046216
's review

did not like it


حقيقة أنهيت قراءة كتاب سيّد الأكثر شهرة ... ولا يبدو أنني أتفق معه في أسلوب الطرح والنقاش والعرض، وفي الكثير مما قرره في كتابه هذا، أثناء قرائتي للكتاب قمت بكتابة ملخص لبعض الأفكار ونقاش لبعض ما اختلفت مع المؤلف به وإليكم ما كتبت

[جيل قرآني فريد]
فكرة سيد قطب في سبب عدم ولادة جيل جديد من الصحابة هي ان الصحابة تخرجوا من مدرسة القرآن وحده، ثم اختلط الدين بثقافات العالم وفلسفاته ونظمه وتصوراته فتخرجت سائر الاجيال القاصرة عن مستوى جيل الصحابة.
لكن هذا الاختلاط كان سيحدث حتمًا، الانفتاح على باقي الاديان والفلسفات والانظمة هو مسألة وقت فقط لا غير، فالمشكلة ليست في هذا الاختلاط انما المشكلة في غياب منهجية لبناء التصور القرآني، وسيطرت منهجيات أخرى بفعل تقاطعات الدين مع السياسة في العهد الاسلامي المبكّر.

الفكرة الثانية هي ان الصحابة كانوا يتلقون القرآن للعمل به وليس لمجرد الامتاع وتحصيل الثواب واكتساب الثقافة والمعرفة منه.
يقول 'ان هذا القرآن لا يمنح كنوزه الا لمن يقبل عليه بهذه الروح : روح المعرفة المنشئة للعمل'

الفكرة الثالثة هي العزلة الشعورية للمسلم عن مجتمعه الجاهلي ورميه ذلك الارث الماضي كله (من افكار وتصورات ومبادئ وعادات واعراف) تحت قدميه فينشئ عزلة كاملة في صلاته بالمجتمع الجاهلي وهذا لا يتنافى طبعا مع التعامل اليومي التجاري وغيره

# المشكلة اليوم ان الجاهلية تقدم نفسها باسم الاسلام.

الخطوة الاولى هي بناء تصور قرآني شامل عن الوجود والحياة والقيم والاخلاق والحكم والسياسة والاقتصاد وكل مقومات الحياة.

[طبيعة المنهج القرآني]
لقد عمل القرآن طيلة الفترة المكية على ترسيخ حقيقة واحدة في وجدان المسلم أن لا إله إلا الله، بالمعنى الذي يفهمه العربي من هذه الكلمة، أن لا سلطان ولا شريعة ولا حاكمية إلا لله. فلما تم الاستسلام لله في الباطن نزلت الشرائع والنظم لتجد طريقها في التطبيق بيسر وسهولة
هنا نقطة جانبية : أي سلطان وأي شريعة وأي حاكمية!

قوله أن الله بعث نبيه لا لتتطهر الأرض من سلطان الرومان والفرس ولا ليتقرر فيها سلطان العرب ولكن ليتقرر فيها سلطان الله.
نقطة جانبية : وهذا كلام فضفاض لا يمكن تبين معناه، فمع تجاهل كل الخلاف الفقهي في كل المسائل تقريبًا ألا يحتاج النص الالهي الى اجتهاد بشري وجهد بشري في تطبيقه، بهذه المقاربة فقط نكون قد خرجنا من سلطان المقدس والدعوى في أن من يحكم هو الله، بل هو البشري الذي أخذ عن الله فأصاب وأخطأ

قوله أن الجيل الأول من المسلمين وعدوا على اقامة الدين بشيء واحد فقط، لا يتعلق بهذه الدنيا ابدا ألا وهو الجنة، وعلى هذا مضوا وعملوا وواجهوا وصبروا.
ن.ج : وهذا القول لا يسلم له أبدًا، فما كان للغيب يومًا أن يكون أقوى سلطانا من الحاضر، بل كان في بالهم هدف اعمار الارض كنتيجة لاستخلافهم فيها، واقامة حضارة الاسلام، مع طمعهم في مثوبة الله ورضاه وجنته.

كلام سيد إلى الآن قائم على افتراض معرفي : أن الطريقة التي نزل بها القرآن على المجتمع المكي ثم انتقاله الى المدينة فنزول الآيات المدنية يجب ان يعاد تطبيقها حتى نحصل على جيل قرآني، فلا يجب اليوم الاهتمام بالشرائع والتنظيمات طالما انه لا يوجد مجتمع اسلامي جاهز لتطبيقها، أي لأن هذا استباق للمرحلة المدنية ونحن ما زلنا في المرحلة المكية نحارب الجاهلية في ضمائر الناس

يقول سيد ان الله يريد ان يستقر الدين في القلوب أولا ولا يتم الالتفافت للجانب التشريعي ابدا، حتى اذا ما استقر سلطان الله على القلوب والضمائر بدأت التشريعات لمواجهة الاحتياجات البشرية
ولا أدري من أين استبنط هذه الارداة لله ،من أي آية .. بل هي قراءة تاريخية للكيفية التي تم بها إنزال الدين من السماء الى الارض، لكن من يجزم بأنها الطريقة الصالحة لمعالجة انحراف المجتمع عن التمسك بدينه وتفشي الجاهلية فيه

ولا غبار طبعا في أهمية تدعيم العقيدة عند الناس قبل الدخول في تفصيلات الشرائع.

يقول سيد بأن الناس يجب ان تقبل بشرع الله لانه شرع الله وليس لأنه افضل من اي شرع آخر موجود، هذا الكلام يوحي بوجود 'شرع لله' بعينه يجب ان يستسلم له الناس، لكن الموجود حقًا هو أفهام بشرية للنص الالهي، لذا فالاستسلام الذي يريده سيّد هو لفهم بشري وليس لنص إلهي ..

يقول سيد : فإذا نحن عرفنا منهج القرآن في العمل على النحو الذي بيناه، فلنعرف أن هذا المنهج أصيل، وليس منهج مرحلة ولا بيئة ولا ظروف خاصة بنشأة الجماعة المسلمة الأولى، إنما هو المنهج الذي لا يقوم بناء هذا الدين في أي وقت إلا به.
وهذا كلام معلّق لم يتبعه برهانه.
الخلاصة أن سيد لا يرى إلا منهجًا واحدًا في تطبيق الإسلام على المجتمع. ويقول بأنه منهج نابع من طبيعة الدين ولا يقوم الدين إلا به (هكذا بدون دليل)

لكنه يختلف مع نفسه عند حديثه عن الجهاد لاحقًا فيقول : إن السمة الثانية في منهج هذا الدين هي الواقعية الحركية، فهو حركة ذات مراحل، كل مرحلة لها وسائل مكافئة لمقتضياتها وحاجاتها الواقعية، وكل مرحلة تسلم الى المرحلة التي تليها، فهو لا يقابل الواقع بنظريات مجردة كما انه لا يقابل مراحل هذا الواقع بوسائل متجمدة، والذين يسوقون النصوص القرآنية للاستشهاد بها على منهج هذا الدين في الجهاد ولا يراعون هذه السمة فيه ولا يدركون طبيعة المراحل التي مر بها هذا المنهج وعلاقة النصوص المختلفة بكل مرحلة منها، الذين يصنعون هذا يخلطون خلطًا شديدًا ويلبسون منهج هذا الدين لبسًا مضللًا ويحملون النصوص ما تحتمله من المبادئ والقواعد النهائية .

فلما يقبل تعدد المراحل وملائمة المناهج لهذا التعدد فيما يتعلق بالجهاد، ويرفض فيما يتعلق بطريقة إقامة الدين في المجتمع

[نشأة المجتمع المسلم وخصائصه]
فكرة جميلة : لتحقيق الشخصية المسلمة كما يريدها القرآن يجب ان يحدث التنسيق بين الجانب اللارادي من حياة الانسان الخاضع لقوانين الله تعالى وسننه، وأن يخضع المسلم جانبه الارادي لحاكمية الله، ليحدث التنسيق بشطريه بين هذين الوجودين
فكرة جميلة : ان الأفراد المسلمين نظريًا يظلون قائمين فعليًا بتقوية المجتمع الجاهلي، الذي يعملون نظريًا لإزالته وسيظلون خلايا حية في كيانه تمده بعناصر البقاء والامتداد، وسيعطونه كفاياتهم وخبراتهم ونشاطهم ليحيا بها ويقوى، وذلك بدلًا من أن تكون حركتهم في اتجاه تقويض هذا المجتمع الجاهلي، وذلك ما لم يشكلوا وحدة عضوية مجتمعيّة

[الجهاد في سبيل الله]
يقول سيد بأنه يجب تحطيم الانظمة السياسية الحاكمة، او قهرها حتى تدفع الجزية وتعلن استسلامها والتخلية بين جماهيرها وهذه العقيدة، تعتنقها او لا تعنقها بكامل حريتها.
هذا الكلام يستقيم في عصرٍ آخر، غير عصر الانفتاح الكوني، والعولمة المعرفية، ما عاد يمكن اليوم لاي نظام سياسي حاكم ان يفرض توجهًا سياسيا او دينيا على شعبه، لانفتاح العالم على بعضه، وهذا ملاحظ في ثورات الربيع العربي.
على كلٍ في هذا الموضوع شد وجذب يطول، ولا أريد الدخول فيه

[لا إله إلا الله منهج حياة]
يقول سيد قطب بأن ما يقرره من 'طبيعة' للمجتمع المسلم، و'منهج' نشأته ومواجهته للمجتمعات الجاهلية ، هو "كلمة الفصل" لأنه مستخرج من شعار التوحيد بشطريه. وهذا يعطي إنطباع بحتمية الدلالة والاستنباط.
ولكن الحقيقة هي غير ذلك، فما قاله قطب لا يعدو عن كونه اجتهاد بشري، يخطئ ويصيب، ويؤخذ منه ويرد عليه.
فيقول مثلا : إن دين الله ليس غامضًا، ومنهجه للحياة ليس مائعًا .. فهو محدد بشطر الشهادة الثاني (محمد رسول الله)، فهو محصور فيما بلغه رسول الله صلى الله عليه وسم، من النصوص في الأصول، فإن كان هناك نص فالنص هو الحكم، ولا اجتهاد مع النص. وإن لم يكن هناك نص فهنا يجيء دور الاجتهاد - وفق أصوله المقررة في منهج الله ذاته. لا وفق الأهواء والرغبات.
وهذه المنهجية النصوصية تتعارض مع المنهجية المقاصدية ذات الرؤية الكلية والشمولية للواقعة الفقهية، ولا أريد أن أدخل في ترجيح المنهجية الثانية على الأولى، لكن الذي أريد إثباته هو "الاختلاف" المقبول. بدون اخراج الآخر عن الملة.
إن قطب يرى "كفر" من يخالف 'نص' في الشرع لأجل 'مصلحة متوهمة' كما يقول!

[الإسلام هو الحضارة]
المجتمع الإسلامي هو مجتمع حضاري لأن آصرة التجمع الأساسية هي الفكرة، السائدة من إله واحد، وبذلك يكون التجمع قائم على أبرز خصائص الإنسان، خصائص العقل والروح، أماحينما تكون الروابط الجامعة هي الجنس واللون والقوم واللغة، فهذه لا تمثل أسمى خصائص الإنسان، لأن الإنسان يبقى إنسانًا بعد الجنس واللون والقوم واللغة
ثم إن بإمكان الفرد تغيير فكرته ومنهجه بمحض إرادته الحرّة، ولكن ليس بإمكانه تغيير شيءٍ من وصفه الماديّ.
وحين تكون إنسانية الإنسان هي القيمة العليا في مجتمع، وتكون الخصائص الإنسانية فيه هي موضع التكريم والاعتبار، يكون هذا المجتمع متحضرًا
وحين تتخلى المرأة عن وظيفتها الأساسية في رعاية الجيل الجديد، وتؤثر - أو يؤثر لها المجتمع - أن تكون مضيفة في فندق أو سفينة أو طائرة، حين تنفق طاقتها في الإنتاج المادي وصناعة الأدوات ولا تنفقها في صناعة الإنسانية، لأن الإنتاج المادي يؤمئد أغلى وأعز من الإنتاج الإنسساني، عندئذ يكون هنا هو التخلف الحضاري

يقول سيد "وحين يبلغ المؤمنون بهذه العقيدة ثلاثة نفر، فإن هذه العقيدة ذاتها تقول لهم : أنتم الآن مجتمع، مجتمع إسلامي مستقل، منفصل عن المجتمع الجاهلي ... والثلاثة يصبحون عشرة، والعشرة مئة، والمئة ألفا، والألف إثني عشر، ويبرز المجتمع الإسلامي ويتقرر وجوده"
وبرأي هذا كلام سطحيٍ جدًا لا يمتّ بصلة لعلوم الاجتماع، فالمجتمع لا يقوم على ثلاثة أفراد البتّة، منفصلون عن مجتمعهم الأصلي، ولم يخبرنا سيّد كيف سيفرّخ الألف إلى اثني عشر ألفًا .... رحم الله ابن خلدون رائد هذا العلم، وكان الأجدر بسيّد أن يترك شيئًا لا يختص به إلى ما يعرفه ويتقنه.

[التصور الإسلامي والثقافة]
لم أفهم حقيقة قول سيد بأنه لا يجوز للمسلم التلقي في الشؤون الثقافية (كمنهج التاريخ وعلم النفس وموجبات الفن والادب) عن غير مسلم يثق في دينه وتقواه، لكن يجوز القراءة للإطلاع على مدى انحراف الجاهلية!
ولم لا نأخذ ما لا يتعارض مع ديننا من أيّ مصدرٍ كان، لم يذكر سيد من أمثلة سوى نظرية التطور التي تريد نفي دور إله في خلق الإنسان، وهو مثال واضح لكل العيان تعارضه مع القرآن الكريم
وهو كالعادة لا ينسى أن يذيل كلامه دومًا بأنه ليس رأيه الخاص، فالأمر أخطر من أن يحكم بالرأي، بل هو "قول الله وقول نبيه" ثم يأتي بعددٍ من الآيات القرآنية وحديث أو اثنين ليثبت ذلك!!

36 likes · flag

Sign into ŷ to see if any of your friends have read معالم في الطريق.
Sign In »

Reading Progress

September 2, 2012 – Started Reading
September 2, 2012 – Shelved
December 3, 2012 – Finished Reading

Comments Showing 1-17 of 17 (17 new)

dateDown arrow    newest »

message 1: by Ayman (new) - added it

Ayman Hennawi تقييم ونقد جميل جدا
أجدت بارك الله فيك


Tareef Mando أهلًا بك صديقي ت


message 3: by Yaaser (new)

Yaaser شكراً طريف. أغنيتَني عن قراءة هذا الكتاب المتعب، المجدول على "قائمتي" العظيمة منذ سنين. ت


Tareef Mando هلااا بالغالي.. ييي شو حلو اني شوفتك هون :)
كتّر الطلات


Ahmed نقد ممتاز ، بارك في الله في عقلك :)


Tareef Mando شكرًا لك صديقي، حيّاك الله :)


message 7: by hango (new)

hango mango عجبا اك يقول لك سلطان الله وحكمه وشريعته ثم تقول أي سلطان لم أنهي الكتاب بعد لكنك سطحي جدا في النقد


Tareef Mando أفبمجرد أن يقول ذلك نصدقه


Lledwinll Xrm .لن يفهم سيد قطب الا شخص يرى بعينين


message 10: by Nour (new) - added it

Nour Badr الكتاب سلاح ذو حدين
و سيد قطب يتكلم و يتحدث ، و في كثير من الاحيان يرد على نفسه بمعنى انه يطرح الفكرة و يفسرها من خلال القرآن ثم يرد على هذا ببرهان يضادة .. و في مناطق أخرى ، بناقض نفسه وأو ما يقوله بصورة توحي بأنه يقول الفكرة ، ثم يكون النص و تفسيره مناقضا لها فيظهر موطن الخلل.

الرجل متمكن من لغته و إيمانه بفكره قوي جدا نابع من تأثره بالقرآن و تعايشه معه.

الرجل ذو شخصية قوية جدا حقيقة بالإتباع كأنه -لمن هم تلامذته- نبي أتى لمسك بأيديهم و يوصلهم إلى الطريق بعد تعثرهم و ضلالهم و مضيهم في الحياة بلا هدف فيجمهم على فكرة و قضية فتكون وحدتهم و قد وجدوا ما يتعلقوا بهم و عرفوا ماهيتهم في الحياة و عرفوا ماهو المقابل.


message 11: by Nour (new) - added it

Nour Badr + انه طول الكتاب لم يكن فيه التجديد اللازم للفكرة ، بل كله قائم تقريبا على الحاكمية لله و كيف انه في في كل فصل يؤكد و يصدق على فكرة بأن يربطها بعنوان كل فصل مما جعلني امر سريعا على بعض الصفحات ..

انا ارى ان التألق كان في الفصل الأخير ، لأنه أظهر فيه : "كيف يمكن لأفكاره السابق عرضها ان تهيمن على الأفراد" من خلال طرح : -قوة الإيمان و ما سيقابلها من قسوة الظغيان
-ثواب الفئة المؤمنة و لو كانت قليلة
- عرضه لقصة اصحاب الأخدود دليل على انه يعرف ماذا يختار من الآيات ليقوي برهانه و فكرته

هذا الكتاب ليس لضعاف القلوب و الإيمان و ليس لمن يأخذون الأشخاص بقالبهم بدون أي نقد و ليس لمن لا يعملون عقولهم فيما يقرأون و ليس اول شيء يمكن أن يُقرأ.


message 12: by النجار (new) - added it

النجار حسين انت بتنقض بفكر مسبق وكانك تصطاد له الاخطاء


Huda_ALknane اتفق معك في غالب ماكتبت ، تحليل ونقد يستحق الاطلاع
لي عودة في نقد وكتابة ماخرجت به من الكتاب


Huda_ALknane اتفق معك في غالب ماكتبت ، تحليل ونقد يستحق الاطلاع
لي عودة في نقد وكتابة ماخرجت به من الكتاب


Huda_ALknane اتفق معك في غالب ماكتبت ، تحليل ونقد يستحق الاطلاع
لي عودة في نقد وكتابة ماخرجت به من الكتاب


Huda_ALknane اتفق معك في غالب ماكتبت ، تحليل ونقد يستحق الاطلاع
لي عودة في نقد وكتابة ماخرجت به من الكتاب


Huda_ALknane اتفق معك في غالب ماكتبت ، تحليل ونقد يستحق الاطلاع
لي عودة في نقد وكتابة ماخرجت به من الكتاب


back to top